الفصل٢: إعادة جمع الشمل

1.6K 127 28
                                    


نقرت السمراء بعبث فوق المائدة الكبيرة في البهو العظيم حيث تم جمع كل الطلاب من أجل حفل التنسيق. حدث بارز يحبه جميع الطلاب، الكل يتذكر بحنين تلك اللحظة التي عاشوها مسبقا في السنة الأولى. من وقت لآخر كانت تحدق بالجريفندور الجدد مستمتعة برؤيتهم جد خجولين ومتلعثمين بشدة. مثلها قليلا في عامها الأول دون شك. يجدر القول بأن الآنسة قد تغيرت كثيرا منذ ذلك الحين. لقد تركت شعرها ينمو قليلا، لكنها لازالت تحاول ترويض تجعيداته البنية بخصلات عسلية فاتحة، والذي كان يسترسل الآن بأناقة أسفل ظهرها. سابقا، لم تكن تهتم بهذا النوع التفاصيل، لكن الشابة جريفندور قد كبرت الآن وأصبحت تستمتع بجعل نفسها جميلة، أو على الأقل أن تعتني بمظهرها قليلا. أبعدت خصلة من شعرها عن عينيها وألقت نظرة على المائدة المجاورة، تلك التي تخص السليذرين حيث يهرع الطلاب الجدد بعد التنسيق الذي تفرضه القبعة. التقت نظراتها بعينين رماديتين فولاذيتين كانت تفضل ألا تراهما مرة أخرى؛ مالفوي. عندما لاحظ بأنها كانت تراقبه، ارتسمت على وجهه ابتسامة ماكرة ثم استدار نحو بليز، سليذرين غبي آخر، دون أن يعيرها أية انتباه. عادت للتركيز من جديد في الحفل، تصفق في كل مرة ينضم فيها طالب إلى منزل الأسود.

"هناك الكثيرون في جريفندور هذا العام، انقرض السليذرين من العالم".

أطلقت السمراء ضحكة قصيرة إثر سماعها لكلمات رون، صديقها المقرب. وكزته بمرفقها لجعله يلتزم الصمت، لأنه في أحيان كثيرة، لم يكن رون حذرا، وهي تحس ببضعة نظرات موجهة نحوهم، بما في ذلك روغ. إذا تمكنوا من تجنب بداية العام بما لا يقل عن 20 نقطة فسيكون ذلك جيدا. انتهى الحفل باختتامه. وبعد البوفيه الرائع، بدأ الطلاب بالافتراق، بعضهم عاد إلى غرفته العامة والبعض الآخر إلى مهجعه الخاص.

"سأذهب إلى المكتبة، هل تودون القدوم؟".

قلب هاري ورون أعينهم نحو السماء بينما هزت جيني رأسها ببطء، ابتسامة تسلية ارتسمت على وجهها المغطى ببقع النمش.

" لدي عام كامل لسجن نفسي في المكتبة ميوني. نلتقي لاحقا في المهجع؟".

زفرت هيرميون وقوست حاجباها، لكنها أومأت برأسها وأرسلت ابتسامة لأصدقائها قبل أن تمضي نحو المكتبة. إنه المكان المفضل لها من بين جميع الأماكن دون شك. هذا وبرج الفلك. لكن منذ الحرب وكل الذكريات السيئة التي لا تزال تطارد روحها في أحيان كثيرة، باتت تفضل تجنب البرج. فتحت الباب بهدوء وابتسمت للويزي روز، الشبح الذي يسكن الأماكن حيث أن قليلا من الطلاب كان لديهم الفرصة لرؤيته.

"مرحبا لويزي، أتمنى أنك بخير".

رفع الشبح كتفيه واقترب من اللبؤة الصغيرة التي ارتجفت قليلا.

"جيدة جدا، هيرميون الجميلة. أنا مسرورة لرؤيتك، تعلمين ذلك. لكن هناك البعض الذين كان يمكن أن يمتنعوا عن العودة".

تجهمت ملامحها وألقت نظرة وجيزة نحو المكتبة قبل أن تختفي. بفضول، تقدمت هيرميون ببطء ملقية نظرة من حولها لمعرفة مع من تتحدث لويزي. لكن لا يبدو بأن هناك أحدا غيرها. تنهدت واتجهت مباشرة نحو قسم الوصفات السحرية لإيجاد بضعة كتب، عندما أحست فجأة بوجود شخص ما خلفها.

"جرانجر، أنت هنا. هذا... مدهش. بدا لي أن الآنسة 'أنا أعرف كل شيء' ليست في حاجة لقراءة المزيد من الكتب لتكون... موهوبة جدا".

كانت ستتعرف على هذا الصوت من بين الآلاف. إنه ينتمي إلى صاحب العيون الرمادية الفولاذية التي كانت تنظر إليها في حفل التنسيق. تنهدت، ودون أن تستدير، يديها تتصفح رفوف الكتب للعثور على الجديد منها، قالت بنبرة سخرية متعمدة:

"مالفوي. أستطيع أن أقول لك الشيء ذاته، لكن يبدو واضحا بالنسبة لك أنه على العكس، القليل من الكتب لن يضرك".

استدارت أخيرا ومدت له كتابا بابتسامة تشبه أكثر تجهما متجمدا على وجهها الرقيق.

"أنصحك بهذا".

ألقى الشاب لمحة نحوه فتجهم لرؤية العنوان: 'تعلم الطقوس والأعراف من العامة'.

"روح الدعابة لديك دائما مسلية كما أرى جرانجر".

حدق الاثنان ببعضهما البعض لبرهة، لا أحد منهما يريد أن يبعد نظره أولا، لأنه سيكون خاسرا، لكان ضعيفا. وهي، اللبؤة الشابة، هذه المرأة الصغيرة التي لم تكن تخاف من أي شيء، أو تقريبا، منعت نفسها من أن تنحني لهذا الشاب الذي يواجهها، عيناه الزرقاوان الرماديتان تحولتا إلى عاصفة.

"المشرفون سيبدأون جولة المراقبة قريبا، حان وقت ذهابكم إلى مهاجعكم".

جعل الصوت كلاهما يقفز، ومالفوي تراجع إلى الخلف كاسرا الالتحام الغريب مع العيون البندقية للشابة جريفندور... ودون كلمة إضافية، غادر المكتبة تاركا المرأة الشابة تريح الكتاب مطلقة تنهيدة راحة. قطعا، بدا السليذرين بأنه قد قرر إفساد حياتها. رغم أنها كانت تعتقد أن الأمور ستكون مختلفة هذا العام.



🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

لا تنسوا التصويت وترك تعليق إذا أعجبتكم الرواية😘

My demons carry your name  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن