وقف وعينيه تحدقان بذلك المنزل .. صغير ، متهالك ، يكسوه الغبار وتغطي زواياه العناكب وشباكها..
شعر بهواء بارد انتفض جسده الهزيل بسببها ، لذا خطا خطوته الأولى وركض متوجها للداخل..
لم يكن بذلك المنزل أي آثار للحياة ، نظر مارك لتلك الأريكة المهترئة ، ولمعت بعينيه تلك الذكرى السعيدة ، قبل خمس سنوات تماما من الآن..
~~~~
كان مارك يقف كعادته يتأمل الغابة من نافذة منزله ، بيديه كوب قهوة ساخنة تعطي جسده الحرارة التي يحتاجها.. شعر بعناق دافئ من الخلف ، من دون أن ينظر ابتسم ، هو يعلم أن لا أحد بتلك المنطقة يعانقه بتلك الطريقة سوى جاكسن .. التفت ببطئ وهو يتلذذ بتلك الملامسات البسيطة ، همس جاكس في أُذن مارك " أخبرتك أن تصلح الباب .. ماذا لو كان شخص آخر غيري ".
أدار مارك جسده الهزيل وهي يبتسم بإشراق " كما لو أن أحدهم سيأتي ويعانقني كما يفعل جاكسن .. همففف " ، حاول الآخر أن يتمثل الغضب وهو يقول " ستُنهب إذا .. عندها لن يكون لدي مارك " .
نظر مارك بعينيه اللامعتان إلى داخل عيني جاكسن ، وضع ما بيده على الطاولة مجاوره وعانق جاكسن بلطف " أنت تتحدث كما لو كنا نتواعد جاكسن! " ، جاكسن بادل مارك ذلك العناق ومن ثم وضع رأسه على كتف الآخر وتحدث بهمس " كوننا لا نتواعد لا يعني بأنني لا أحبك .. أليس كذلك؟" ، تمتم مارك وتذمر بلطف " كما لو أنني أطلب المزيد حتى تغضب .. " رفع جاكسن رأسه ومسك بيديه الباردة يد مارك الدافئة وسحبه لتلك الأريكة ذات الطابع الجلدي الكلاسيكي ، أجلس مارك على الأريكة بينما هو جلس على الأرض وأركى ذرعة على رُكبة مارك ، تحولت ملامح جاكسن اللطيفة إلى تلك الجدية التي يكاد يجزم مارك بأنها أكثر شيء يكرهه ، قال جاكسن " أنت تعلم مارك ، لأنني أتمنى أن يكون كل شيء على ما يرام ، نحن مُجبران على التعايش مع هذا ، أريد أن أمسك بيديك ، أريدك أن تناديني بالطريقة التي تحب ، أريد ان أخلد للنوم وأنا أستنفذ أنفاسي في محاولة حفظ رائحتك ، أرغب في أن تكون الشخص الذي أبدأ يومي وأنهيه بين ذراعيه.. " قاطع مارك جاكسن وهو يضع أصابعه الناعمه على شفتي الأصغر " أنا لا أستطيع أن ألقي اللوم عليك ، أنا أعلم تماما أنني عبء عليك ولكن.. "، صرخ جاكسن وهو يجلس على ركبتيه ليصبح في مستوى مارك " أنت مخطئ هيونق! " ، ابتسم مارك وهو يقف حتى ظهرت أنيابه " أنت تخاف جاكسن! تخاف أن تعيش معي كل شيء! لذلك أرجوك غادر فحسب، أنا لم أطلب أي شيء منك .. ظننت بأن وجودك معي سيكون كافٍ ولكن يبدو بأن هذا أيضا أصبح ثقيلا عليك.. " ، أمسك جاكس بيد مارك وشد جسده النحيل نحوه حتى اصطدم به ، نظر لعينيه لعدة دقائق ومن ثم أقترب من شفتيه ، طبع قبلة هادئة على شفَتي مارك الرطبتين ومن ثم ابتعد ، سقطت تلك الدمعة من عين مارك اللامعة وهو يحاول أن يبتعد " أنت خائف جاكسن ، لا تجبر نفسك على شيء .. اذهب فقط " ، اقترب جاكسن بعد أن أحاط ذراعيه على خصر مارك النحيل ، وشده نحوه حتى اختفت مسافة المليمتر الواحد بينهما ، لامست شفتي جاكسن شفتي مارك ومن ثم بدأ بلعقها ، كان مارك هادئ للغاية حتى همس جاكسن له " لنغادر هذه المدينة اللعينة ، لنذهب لمكان لا يعرف كل منا أحد فيه سوا الآخر " رفع مارك ذراعيه وأحاط بها رقبة جاكسن وبادل جاكسن القبلة ، لم تكن مجرد قبلة واحدة بل كانت كحرب قُبلات يثبت فيها كل للآخر بأنه الأفضل في التقبيل ، رفع جاكسن مارك في بينما أحاط الأكبر ساقيه على جسد جاكسن ومن ثم اسقط جاكسن مارك على الأريكة وابتسم بلطف " قد تتألم لذا... " سحب مارك جاكسن من ياقته بعنف " إذا آلمني بشدة من فضلك .. رجُلي الوحيد! " .
~~~~
قطعت ذكريات مارك صوت جاكسن الأجش " عزيزي هل أنت هنا؟ " التفت مارك بابتهاج " من الجيد أننا غادرنا هذه المدينة جاكسن " تحدث جاكسن بنبرة لطيفة " لقد كانت هذه المدينة سبب معرفتي لك لذلك أنا لا أهتم على الأطلاق " ، اقترب مارك من جاكسن وطبع قبلة صغيرة على شفتي جاكسن " من الجيد أنني وقعت بالحب معك " همس جاكسن بذات النبرة " من الجيد بأنني وقعت بالحب معك .. "
أحاط جاكسن كتِفَي مارك من الخلف " أتذكر تلك الأريكة " ، قال مارك بهدوء " حيث بدأ كل شيء ، حيث استجمعت شجاعتك الضائعة تلك أيها الطفل الكبير " ، جلس جاكسن على الأريكة وهو يفتح ذراعيه حتى يلتجئ إليها مارك " لقد كنت آسفا للغاية لأنني لم أعطيك ما تريد " قفز مارك على جسد جاكسن وهو يجعل ساقيه معاكسة لساقَي الآخر ويهمس " لقد كنت شجاعا حتى في تلك اللحظات " ، شد جاكسن ذراعيه على جسد مارك وهو وهو يستمتع بالتحرك بذلك القرب ويعلم بأن مارك يستمتع بذلك ، أخرج مارك ذلك الصوت اللعين الذي يكاد أن يجعل جاكسن يُجن ، ابتسم مارك وهو يقول " لقد مضت مدة .. جاكي العنيف " انقلب جاكسن ليسقط مارك ويجعل ظهره على الأريكة ومارك أسفله " قد تتألم لذا .. " ضحك مارك بتلك الطريقة الفاتنة " إذا آلمني بشدة! ".- the END -
أنت تقرأ
then hurt me ▪ إذا آلِمني | MARKSON
Proză scurtăلا شيء سوا صغيران لمعت ملامح الحب في قلبيهما لتعيد لهما تلك الذكرى حيث بدأ كل شيء #قصة_قصيرة