١٠

480 75 65
                                    


الشّعورُ بأنّني بخير أصبحَ مِن الماضي الذي يستمرّ بمُلاحقتي في كوابيسي .

"هيّا إيڤان ، لقَد وصلنا".
قلتُ بهدوء و أنا أهُزّه برِفق حيث أنّهُ كانَ شاردًا .

استفاقَ سريعًا و نظرَ حوله ثُمّ قال مُتعجبًا "المقابر؟".

"أجل ، سأزورُ والديّ ، لم أُخبرهما بعد أنّني أنهيتُ انتقامي ، يُمكنكَ أيضًا زيارة قبريّ ستيلّا و والدتك".
تحدثتُ بحذر كي لا أجرحه بالكلام .

و ملامح وجهه انقلبَت للا شئ عندما ذكرتُ ستيلّا و والدته ، هو لا يُريد تقبُّل الأمر بعد .

"نولان ، هذا مُحزِن أكثر مِن المنزل".
تحدّث بنبرةٍ مُكتئبةٍ تمامًا و هو يُغلق عينيهِ بإرهاق .

لا يُعجبني هذا النوع من إيڤان ، لقَد تغيّر تمامًا .

"إن لم تُرِد يُمكنكَ فقَط البقاء معي عِندَ قبريّ والديّ".
قلتُ بلا مُبالاة و هو تفاجأ من كلامي .

"أستسمحُ لي بسماع ما تقوله؟".
سأل مُندهشًا و أنا قلّبتُ الأمر في عقلي قليلًا .

هو لا يعلم أنني لا أتحدّث معهُما بصوتٍ مُرتفع؟ يا إلهي كم مرّة أخبرتُه أنني لا أستطيع إخراج ما بعقلي على شكل كلماتٍ مسموعة!

"لا بأسَ معي بذلِك ، لكن اعلَم أن كلامي سيكونُ بائسًا أكثر من منزلكَ و المقابر".
حذّرتهُ بجدّية و أنا أعلمُ تمامًا ما سيكونُ ردّه .

"هذا لا يهُمّ ، فقَط سأستمعُ لكَ و اعتبر أنني لستُ موجودًا".
أجابَ سريعًا بما توقعتهُ بالفِعل و بدا مُتحمسًا للأمر .

هوَ يرغبُ بشدّة بمعرفة ما أُفكّر به .

"هذا ما سأفعله ، لا تندَم لاحقًا".
قلتُ و ترجّلنا من السيّارة .

توجّهنا فورًا نحو قبريّ والديّ و إيڤان وقفَ مُستندًا إلى السور بينما أنا استلقيتُ بينَ القبرين كعادتي و تنهدتُ بقوّة .

كلامي سيكونُ كثيرًا هذهِ المرّة ، و مُتأكّدٌ أن إيڤان سيرحَل مِن شدّة البؤس .
هو سيعلم أنّ ذهابه لزيارة قبريّ ستيلّا و والدته أفضل بكثير مِن سماع كلامي البائس .

"مرحبًا ، أُمي و أبي ، هل اشتقتُما لي كما أفعلُ أنا كُلّ يوم؟ لقد أتيتُ اليَوم و مِن المُفترض أن أكونَ شخصًا آخر ؛ فقَد أنهيتُ انتقامي لكَ يا أبي! و لكنني لم أشعُر بأيّ انتصار ، بل شعرتُ بالهزيمة ، شعرتُ بالفِعل بأنّني نولان آخر ، و لكِنه نولان أسوأ مِن نولان الذي اعتدتُما عليه!

اقتُل أو مُتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن