الشّعورُ بأنّني بخير أصبحَ مِن الماضي الذي يستمرّ بمُلاحقتي في كوابيسي ."هيّا إيڤان ، لقَد وصلنا".
قلتُ بهدوء و أنا أهُزّه برِفق حيث أنّهُ كانَ شاردًا .استفاقَ سريعًا و نظرَ حوله ثُمّ قال مُتعجبًا "المقابر؟".
"أجل ، سأزورُ والديّ ، لم أُخبرهما بعد أنّني أنهيتُ انتقامي ، يُمكنكَ أيضًا زيارة قبريّ ستيلّا و والدتك".
تحدثتُ بحذر كي لا أجرحه بالكلام .و ملامح وجهه انقلبَت للا شئ عندما ذكرتُ ستيلّا و والدته ، هو لا يُريد تقبُّل الأمر بعد .
"نولان ، هذا مُحزِن أكثر مِن المنزل".
تحدّث بنبرةٍ مُكتئبةٍ تمامًا و هو يُغلق عينيهِ بإرهاق .لا يُعجبني هذا النوع من إيڤان ، لقَد تغيّر تمامًا .
"إن لم تُرِد يُمكنكَ فقَط البقاء معي عِندَ قبريّ والديّ".
قلتُ بلا مُبالاة و هو تفاجأ من كلامي ."أستسمحُ لي بسماع ما تقوله؟".
سأل مُندهشًا و أنا قلّبتُ الأمر في عقلي قليلًا .هو لا يعلم أنني لا أتحدّث معهُما بصوتٍ مُرتفع؟ يا إلهي كم مرّة أخبرتُه أنني لا أستطيع إخراج ما بعقلي على شكل كلماتٍ مسموعة!
"لا بأسَ معي بذلِك ، لكن اعلَم أن كلامي سيكونُ بائسًا أكثر من منزلكَ و المقابر".
حذّرتهُ بجدّية و أنا أعلمُ تمامًا ما سيكونُ ردّه ."هذا لا يهُمّ ، فقَط سأستمعُ لكَ و اعتبر أنني لستُ موجودًا".
أجابَ سريعًا بما توقعتهُ بالفِعل و بدا مُتحمسًا للأمر .هوَ يرغبُ بشدّة بمعرفة ما أُفكّر به .
"هذا ما سأفعله ، لا تندَم لاحقًا".
قلتُ و ترجّلنا من السيّارة .توجّهنا فورًا نحو قبريّ والديّ و إيڤان وقفَ مُستندًا إلى السور بينما أنا استلقيتُ بينَ القبرين كعادتي و تنهدتُ بقوّة .
كلامي سيكونُ كثيرًا هذهِ المرّة ، و مُتأكّدٌ أن إيڤان سيرحَل مِن شدّة البؤس .
هو سيعلم أنّ ذهابه لزيارة قبريّ ستيلّا و والدته أفضل بكثير مِن سماع كلامي البائس ."مرحبًا ، أُمي و أبي ، هل اشتقتُما لي كما أفعلُ أنا كُلّ يوم؟ لقد أتيتُ اليَوم و مِن المُفترض أن أكونَ شخصًا آخر ؛ فقَد أنهيتُ انتقامي لكَ يا أبي! و لكنني لم أشعُر بأيّ انتصار ، بل شعرتُ بالهزيمة ، شعرتُ بالفِعل بأنّني نولان آخر ، و لكِنه نولان أسوأ مِن نولان الذي اعتدتُما عليه!