١٣

470 72 32
                                    


عِندما تعيشُ حياتكَ في الظلام ستجهَل معنى النور ، لدرجة أنّك لن ترغبَ حتّى بالخروج مِن ظلامِك .


عِندما أفقَنا أنا و إيڤان من صمتِنا الذي دامَ طويلًا كنتُ قد استحضرتُ أفكارًا بشِعة للغاية بعقلي ، و هوَ نظرَ لوجهي و جفل لوهلة .

"لنذهَب لتناوُل الإفطار".
تحدّث سريعًا و هو يسحبني مِن ذراعي بعدما وقف .

"لستُ أُريد".
أجبتُه بنبرةٍ خافتة لكِنّه كانَ مُصرًا للغاية .

"أعلمُ أنّ وجهُكَ لم يشحب هكذا فجأة فقَط لأنّك لم تأكُل بل هيَ أفكارُك لكِن عليكَ تناوُل الطعام لتبقى حيًّا".
قالَ ببُطء و أنا حقًا لستُ أدري كيفَ يعلم هذا عنّي دونَ حتّى أن أتحدّث .

"مَن قالَ أنني أودّ البقاءَ حيًّا؟".
سخِرتُ مُستهزئًا و ملامحهُ تجهّمت و عادَ للجلوس .

"نولان ، رجاءً ، أزِح هذهِ الأفكار بعيدًا و حاول أن تعِش حياتكَ جيدًا".
تحدّث ناصحًا و أنا سمعتُه .

لكنني تظاهرتُ أنني لم أفعَل .

"لكنني حقًا لا أودّ تناول الطّعام ، عندما أجوع سأُخبرك لتطبُخ لي شيئًا ما! اترُكني وحدي الآن".
قلتُ مُحاولًا أن أبدو عاديًا .

حاولتُ جاهدًا إخراج نولان الحقيقيّ المحبوس بداخلي لفترةٍ طويلة لكِن كما توقّعت ، آلام نولان كانت أقوى مِن نولان بكثير .

نولان سيظلّ مُختبئًا بداخلي ؛ لأنّهُ جبانٌ للغايَة .

"لن أفعل".
أجابَ إيڤان و هو يعقِد ذراعيهِ معًا بإصرار .

"لماذا؟".
سألتُ مُتعجبًا .

"لديّ أسبابي الخاصّة".
نطقَ و هو يسترخي بهدوءٍ على الأريكة كأنّما لن يبرحَ مكانهُ أبدًا .

"و ما هيَ هذهِ الأسباب الخاصّة التي تُخفيها عنّي؟".
بشَكٍّ سألتُه .

مُنذ متى يُخفي إيڤان عنّي شيئًا؟

"و لمَ عليّ إخبارُكَ بها؟".
سألَ مُتعجبًا .

"لأنّني نولان! أنتَ تُخبرني بكُلّ شئ".
أجبتُ مُحتجًا .

إنّ السبب واضِحٌ للغاية و هو ما زالَ يسأل .

"مَن قالَ ذلِك؟ لمَ عليّ قول أسبابٍ خاصّة ، تخُصّني أنا وحدي ، لشخصٍ غريب؟ نحنُ لسنا صديقَين كما تعلم".
أجابَ بكُلّ برودٍ و هذا أزعجني للغايَة .

اقتُل أو مُتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن