عِندما تعيشُ حياتكَ في الظلام ستجهَل معنى النور ، لدرجة أنّك لن ترغبَ حتّى بالخروج مِن ظلامِك .
عِندما أفقَنا أنا و إيڤان من صمتِنا الذي دامَ طويلًا كنتُ قد استحضرتُ أفكارًا بشِعة للغاية بعقلي ، و هوَ نظرَ لوجهي و جفل لوهلة .
"لنذهَب لتناوُل الإفطار".
تحدّث سريعًا و هو يسحبني مِن ذراعي بعدما وقف ."لستُ أُريد".
أجبتُه بنبرةٍ خافتة لكِنّه كانَ مُصرًا للغاية ."أعلمُ أنّ وجهُكَ لم يشحب هكذا فجأة فقَط لأنّك لم تأكُل بل هيَ أفكارُك لكِن عليكَ تناوُل الطعام لتبقى حيًّا".
قالَ ببُطء و أنا حقًا لستُ أدري كيفَ يعلم هذا عنّي دونَ حتّى أن أتحدّث ."مَن قالَ أنني أودّ البقاءَ حيًّا؟".
سخِرتُ مُستهزئًا و ملامحهُ تجهّمت و عادَ للجلوس ."نولان ، رجاءً ، أزِح هذهِ الأفكار بعيدًا و حاول أن تعِش حياتكَ جيدًا".
تحدّث ناصحًا و أنا سمعتُه .لكنني تظاهرتُ أنني لم أفعَل .
"لكنني حقًا لا أودّ تناول الطّعام ، عندما أجوع سأُخبرك لتطبُخ لي شيئًا ما! اترُكني وحدي الآن".
قلتُ مُحاولًا أن أبدو عاديًا .حاولتُ جاهدًا إخراج نولان الحقيقيّ المحبوس بداخلي لفترةٍ طويلة لكِن كما توقّعت ، آلام نولان كانت أقوى مِن نولان بكثير .
نولان سيظلّ مُختبئًا بداخلي ؛ لأنّهُ جبانٌ للغايَة .
"لن أفعل".
أجابَ إيڤان و هو يعقِد ذراعيهِ معًا بإصرار ."لماذا؟".
سألتُ مُتعجبًا ."لديّ أسبابي الخاصّة".
نطقَ و هو يسترخي بهدوءٍ على الأريكة كأنّما لن يبرحَ مكانهُ أبدًا ."و ما هيَ هذهِ الأسباب الخاصّة التي تُخفيها عنّي؟".
بشَكٍّ سألتُه .مُنذ متى يُخفي إيڤان عنّي شيئًا؟
"و لمَ عليّ إخبارُكَ بها؟".
سألَ مُتعجبًا ."لأنّني نولان! أنتَ تُخبرني بكُلّ شئ".
أجبتُ مُحتجًا .إنّ السبب واضِحٌ للغاية و هو ما زالَ يسأل .
"مَن قالَ ذلِك؟ لمَ عليّ قول أسبابٍ خاصّة ، تخُصّني أنا وحدي ، لشخصٍ غريب؟ نحنُ لسنا صديقَين كما تعلم".
أجابَ بكُلّ برودٍ و هذا أزعجني للغايَة .