كانت الفتاة الحسناء ذات الرابعة والعشرين ربيعا تنتظر على كرسيا طويلا أمام محطة القطار بدت أنيقة وفى كامل رونقها تتطاير خصلات شعرها الذهبية مع النسيم وترتدي فستانا ورديا من طراز الخمسينات يكشف أنوثتها ولكن فى وقار مع قليل من المكياج واحمر الشفاه الهادىء وتحمل حقيبة يد بيضاء أنيقة وبجانبها حقيبة سفرها،جلست فى حيره من أمرها فقد كانت لا ترغب أن تبقى مع أسرتها بعد أن اجبرت على الزواج من ابن عمها التى لا تحبه فقررت الهرب من هذا الجحيم نعم أنه حتما هلاك محقق بالنسبة لها أن تعيش مع شخص لا يفكر إلا كالوحوش الضارية لا يفهم إلا أنها جاريه وتعامل باستعلاء يطلبها حيث يشاء وليس لها حق الاعتراض على أوامره نعم وكيف لا وهى زوجته أمام الله والناس ؟ فقد عقد قرانها عليه قبل الزفاف بثلاثة ايام ولكنها فضلت الهرب على تلك الحياة التعيسة لقد تمنت أن تعيش الحب التى طالما حلمت به وسمعت عنه وشاهدته فى افلام الزمن الجميل وقرأته فى الروايات ولكن هيهات وأين تجد هذا الحب ف كنف رجل لعبت الشهوة بعقله بل ذهب عنه عقله كلما رأى حسن النساء ولطالما قابلته بنفور وجفاء وفشلت كل محاولاته لارضاءها فقرر أن يخضعها له بالزواج وكم من فتاة حلمت بأن تفوز به وتكون ملكه وترضى رغباته الجامحه ولكن هذه الفتاة العنيده أفسدت خطته فى اللحظات الأخيرة دارت كل هذه الأفكار برأسها قبل أن يصل قطارا كان في انتظارها متجها الى الاسكندرية هذا القطار الذي كان طوق النجاة بالنسبة لها وهو حتما سيخلصها من هذا المصير ركبت القطار واطمئنت وبينما هى شاردة تنظر إلى نافذة القطارتفكر فى ماينتظرها
سمعته ّّّّ...يقول ....انسه تسمحي لى اقعد جمبك؟ التفتت إليه بعد أن أفاقت من شرودها لتجد امامها شابا وسيما فى ال27 من عمره ملامحه ذكرتها بنجوم آفلام الابيض والأسود التى عشقتهم منذ سنوات المراهقة ومازالت تشاهدهم حتى الآن كان انيقا جدا حليق الزقن ولديه شارب مهذب يرتدى بدله سوداء أنيقة عصرية ويحمل حقيبة متوسطة الحجم بها أوراقه الخاصة قال لها ف استغراب:- إيه ى انسه مالك بتبصى لى كدة ليه؟ انتى بتشبهى عليه؟ أحست ب الإحراج فبادرت وقالت معلش اسفه جدا سرحت شوية اتفضل وجلس بجوارها وبدأ يتعرف عليها قائلا اسمك إيه بقى؟
اجابت - أسمى علا. عندى 24 سنة. من المنوفية قال لها -وانا أسمى سامح محاسب ف شركه ف القاهرة وعندى 27-سنة نازل اسكندريه أشوف اهلى لأن شغلى كله ف القاهرة ومقيم هناك ومبروحش إلا ف الأجازة طيب وانتى نازله اسكندرية ليه ؟ علا:- معرفش سامح:- باستغراب نعم؟ عايزه تقنعينى انك روحتى المحطة حجزتى تذكره لاسكندرية وانتى متعرفيش هتروحى فين ولا ليه ولا لمين؟ سرحت مره اخرى
فلاش باك ف الغرفة والساعة تقترب على السابعة مساءا : تجلس علا شارده بملابس المنزل قبل ان يطرق باب غرفتها علا :ادخل
أنت تقرأ
الفريسة
Chick-Litعن فتاه تهرب من الزواج من ابن عمها بعد عقد القران وتستمر رحله البحث عنها حتى تصبح نهايتها مأساوية