فأغواني الشيطان

❤مقدمة الاحداث❤

#فراق_الأم
#الفصل_الاول
**__**____***___**&&&&&
من داخل احد بيوت حي الغورية
___
يدخل الحج رضوان غرفة ابنه اياد بعد انتهاء مراسم عزاء زوجته الجميله إحسان، ليرى ابنه الصغير الذي لم يبلغ بعد عمره الثماني سنوات ليراه قد انزوى علي نفسه في إحدى أركان الغرفة وظل يبكي إلي إن غفى وهو جالس في وضع القرفصاء يحثو بجانبه والحزن يملاء قلبه،يحمله بين يداه بحب وعطف جارف ،يمدده علي فراشه ويمسح دموعه التي كانت و مازالت تنزل من مقلتاه رغم انه نائم ، ينحني عليه ليقبله بحنان ويضمه لصدره وهو يبكي بصمت علي فراق زوجته ليستيقظ اياد وينظر الي ابيه بعيون دامعه"
خلاص يا بابا ماما ماتت و مش هشوفها تاني راحت عند ربنا ومش هترجع، انا عايز اروح ليها مش هقدر اعيش من غيرها
خليها تاخدني معاها يا بابا انا مش قادر اتحمل فراقها،"
يغمره ابيه ويحضنه بقوة ويجذبه الي صدره بشدة "
اوعي تقول كده يا اياد ، ماما مماتتش ماما هتفضل عايشه جوه قلبنا وانا من النهاردة هكون ليك الاب والام

يحتضن اياد راس ابيه بحب وحماس ويقبل رأسه"
انا بحبك اوووي يا بابا ربنا ما يحرمني منك يا احن اب بالكون، وانا اوعدك يا بابا مزعلكش ابدا ابدا
________
بعد مرور وقت ليس بالقليل تعود الحياة الي مجراها ،
ينتظم اياد في دراسته و يعود الحاج رضوان الي فتح وكالة العطارة التي يفتحها اسفل البيت الذي يسكن فيه ويمتلكه
كان من المعتاد عودة إياد من مدرسته ليجلس مع ابيه في الوكاله لمساعدة ابيه والأئتناس بيه
ليلاحظ الشيخ محفوظ انهماك الحاج رضوان مع ابنه واهمال عمله بالوكاله ليرعاها ويعوضه فقدانه لامه
الي ان يجيئ يوم ويدخل عليه الشيخ الوكاله ويطلب منه ان يحدثه في موضوع مهم ،
يرحب به رضوان يطلب منه الجلوس ليقول ما عنده"
يبدأ الشيخ في الحديث قائلا"
اسمع يا رضوان انت بمثابة اخ ليا،ووضعك كده مش عاجبني
بدأت تهمل نفسك وعملك اللي بتحبه وخبرتك في فن العطارة
علشان تراعي ابنك وده مش عيب
لكن سنه وزيادة علي موت مراتك وانت عايش لابنك وبس
وده ظلم لنفسك ،لا انت اول واحد مراته تموت ولا اخر واحد
اتجوز وهات ام لابنك وزوجة تعوضك حرمانك من مراتك
بص يا رضوان من الاخر كده،
انا جايب ليك عروسة بنت حلال وبصراحه متدينه وبنت اصول وهتكون ام لابنك وهترعاه وتخفف المسؤولية عنك
وكده تقدر ترجع لعملك وتتقنه زي زمان
واوعى ترفض علشان انت عارف اني مش هسيبك، لو فعلا بتحب اياد اسمع كلامي
اياد بكره يكبر ويشوف حياته وانت هتفضل عايش وحيد وملكش حبيب ولا ونيس الزوجه لزوجها سكن

يضحك رضوان ويطلب له مشروب ليهدئ به نفسه قائلا له"
اسمع يا شيخ محفوظ، انا بعد موت احسان استحالة افكر اتجوز تاني،دي كانت وش الخير عليا والوكالة كبرت لوقفتها جانبي، لما باعت دهبها علشان افتحها وصبرت لحد ما كبرت
انا مستحيل افكر اجيب لابني شريك في تعب امه
وكمان مقدرش اجيب ام لابني مكان امه، انا وعدته اكون ليه الاب والام، وهوهب ليه حياتي كلها
والحمد لله اياد متفوق وشاطر ،انا بس محتاج انظم وقتي
لما عوده يشتد هعتمد عليه ، وهعلمه سر المهنه واخليه يحل محلي في الوكاله ،وهجوزه بنت تصونه وتحفظه وتعوضه حرمانه من امه، و هخليه يعيش معايا في البيت وافرح بيه وباولاده ربنا يرزقه باذن الله الذرية الصالحه
يعني هيكون ليا الونس وولاده هيملوا عليا البيت الفاضي
ريح نفسك يا شيخ محفوظ ، انا خلاص رغبتي في زوجه تشاركني حياتي انتهت بموت مراتي الله يرحمها
يحاول معه الشيخ كثير لكن رضوان لا يغير رأيه، وظل علي وفاءه لزوجته وتكريس حياته لابنه اياد فقط
الذي كان ونعمة الابن وكان حنان ابيه عليه سبب لتفوقه الدائم ونجاحه في دراسته ، تمر السنين وينجح أياد في الثانوية العامة بتفوق كالعادة
ويطلب منه ابيه ان يدخل كلية التجارة او العلوم ليكون عون له في تجارة العطارة
ليحصل ما كان يخشاه الشيخ محفوظ علي صديقه
يرفض اياد الالتحاق بأي من الكليات التي يرغب ابيه بالالتحاق بها ويصر علي الالتحاق بكلية الهندسة التي تناسب تفوقه ورغبته الشديدة بان يكون مهندس تعدين
يرضخ الحج رضوان لرغبة ابنه اياد حتي لا يخسره وهو وحيده وليس له غيره بالدنيا يريده سعيدا
وتمر سنين دراسته للهندسه من تفوق الي تفوق ليتخرج ويكون الاول على دفعته ويعرض عليه العمل كمعيد بالجامعه
لكن عميد الكلية كان له شان اخر ، وطلب من اخيه ان يضمه لشركة من شركات التعدين التي يرأس مجلس ادارته
وذلك لانه يري فيه مهندس ممتاز يجب ان يستفيد منه في شركاته وليس كمدرس بالجامعة
ويقنع أياد بالفكرة التي استحسنها لانه يعشق شغل المواقع
وبعد ثلاث شهور من تخرجه يدخل الي ابيه ويزف اليه خبر جعل ابيه يشعر ان زوجته ماتت للمرة الثانية
بعد ان قال له وقلبه يطير من الفرحه بكل ثقه وتصميم"
بابا حبيبي يا احسن اب ، اخيرا ابنك يقدر يقول النهاردة انه خلاص هيقدر يحقق امنية حياته
يساله ابيه بلهفه وهو يبتسم له بحنان ومحبة"
طيب الف مبروك يا حبيب قلب ابوك، ها قولي وفرحني معاك