حاولت إخفاء إرتباكى ورسم إبتسامة باهتة ،لم تنطل على أخى فخرج ورائى بعد قليل لتتبعنا هند لحديقة المندرة الواسعة ، تزينها الزهور والشجيرات الصغيرة المحملة بأنواع عدة من الفاكهة، مضت دقائق غائمة صعبة الإحتمال إنقبض فيها قلبى وأنا جالسة برفقة أخوتى على مقعد خشبى عريض، مضطربة منذ إخبار هند لى ذلك فلم أتوقع أن أسمع فى يوم عن رضوى شيئا كهذا ،قطع السكون المخيم على أرجاء المكان صوت عمر المشاكس كعادته:_
_ يا ستار يارب مالك يا بت قافشة كده ليه ..؟أجابت هند بتلعثم تعيد فيه ترتيب الأفكار برأسها :_
_ أصل ..أصلسأل بإرتياب وتوجس أثارته ملامحنا الخافتة والعيون الشاردة :_
_ هتقولوا فى أيه ولا هنقعد فى الألغاز والحيرة دى كتيررددت بإقتضاب :_
_ رضوىأستفهم بعدم إستيعاب وكأنه يسحب الكلام من ألسنتنا المتسمرة سحبا:_
_ مالها ...؟خبط بكلتا يداى على ركبتى بهلع وأنا أصيح بخوف عليها وعلى مصلحتها :_
_ مصيبة ،مصيبة يا عمر ولو أخوها عرف هتنتهى بكارثة أكبررفع حاجبيه بإمتعاض يدفع فيه هواجسه :_
_ مصيبة أيه كفى الله الشر ..؟نكست هند رأسها بالأرض خجلا لإقتحامها خصوصيات غيرها وهى تتابع بهدوء ظاهرى يتخلله تأنيب الضمير:_
_ كنت طالعة أنادى لها عشان الغدا ،لقيتها بتأخد شاور وتلفونها بيرن ،فتحته لاقيت رسالة من واحد اسمه مهندعلق بسخريته المعهودة التى لم يفطن بها أبدا مدى هول الكارثة :_
_ يا سلام ودى بقى قضية الأمن القومى ال قاعدين ترتعشوا ومكرهبينى من ساعتها عليها ،وبعدين إزاى تفتحى حاجة مش ليكى يا هند مش دى مساحات حرية للناس أزاى تقتحميها بالبجاحة دى ..!أردفت بإستياء من إستهوانه بالأمر وكأنه أمر عادى ،ولو كنت أنا مكانها لقتلنى ،لكنها عادة الرجال لا يتزمتون سوى على أخوتهم ،والحرية وحقوق المرأة للأخريات ما لم تكن لهم بقريبة..!: _
_ بس دي مش أخلاقنا ،إزاى بتتكلم بالبساطة دىأستكمل بخفة وتلقائية وحسن ظن :_
_ مش يمكن زميلها يا إسراء متكبريش الأمورلويت شفتى بتحسر أتمنى لو كان الأمر كذلك:_
_ ياريته كان كدهعقد ما بين حاجبيه بإستنكار لشيء يود دفعه:_
_ مش فاهمإبتلعت هند ريقها بأعجوبة ،وهى تفرك قدميها بالرمال الناعمة وعينيها تحدقان بالفراغ لتقول بسرعة:_
_ أصله كاتب لها فى الرسالة "شفايفك زبادى بالفراولة وو..كلام أبيح تانى أتكسف أقوله بصراحة ،و...أتسعت عيناه بفزع وصدمة ،يشد أختى من ذراعها بقسوة :_
_ وأيه يا هندنطقىىىىىىىىىىىىىىىىى