"أأأااااااااااااااااااوف..... كاملة ...مش عارف أقولك أيه...أنا تعبان نفسياً قوي ...ومتدمر ،وتايه ،ومحدش فى أيده العلاج غيرك "
جٌملة قفزت إلى مسامعي وأنا فى الصندوق الخلفي المائل إلى الإنفتاح الخاص بالسيارة العريضة ،فى مساء إجتمعت فيه الغيوم وغاب القمر،لينكمش جسدي ملتمساً الدفء،بينما لا زالت أطرافي مٌتجمدة ،أود أن أسعل لكن صوتي حتماً سيفسد عليهم أجوائهم ولن أصل إلى السر وراء تلك الجَلسة السرية ،شيء يدعو للضحك الحيرة الإستغراب ، فأنا لستٌ بحمقاء لأتركها معه وأن كنت فى النهاية سأخسره ،فلن أدعها تسعد به ،لخداعها ،وغشها ،وغدرها كما بدا لى ،أخذت نفساً عميقاً وهي تدٌس مٌقلتيها فى حدقتيه الغائمتين لتسأل مٌتظاهرة بالبلاهة:_
_ كيف يعني ...!أجاب وهو يضع يديه على المقود بتركيز يشوبه الإنكسار :_
_ تسامحينيسكون دام لثوان قبل أن تعٌقب بلوم وعتاب:_
_ على أيه ...على الأيام الهباب ال عشتها وياك ..؟ ولا على الزوجة التانية ال جبتها لي وأنا مجصرتش معاك..؟، ولا على العجم ال كل البلد شايفنى معيوبة بيه بسببك دلوجيت ..؟خجل من نفسه ،وهو يتصبب عرقاً ،تختنق أنفاسه،وفى تنهيدة عميقة أردف:_
_ عملت تحليل أول أمبارح ...والنتيجة كانت قبل ما إسراء تطلع تنادي لي بدقايق بسيطة ...نتيجة مٌش متوقعة....لحظة بجد صعبة أوي..أتمنيت الأرض تنشق وتبلعني.....لما الدكتور قالى أن العيب منى ولا يمكن أخلف أبدا...الناس كانت بتتخانق زمان على ولد ....وأنا مش هقدر أجيب ضُفر عيل...محدش هيشيل اسمي ...مجرد واحد من ملايين عاشوا وماتوا وأتنسوامع عبارته الأخيرة أنسابت العبرات من عيني ،وتسارعت نبضات قلبي ،كم أشتهي أن أحتضنه الأن وأربت على كتفه بحنان ،وأملس على شعره البنى بدلال محاولة شده من تلك الواقعة المٌزعجة،المٌحطمة، أغمضت عينيها بشدة قبل أن ترخيهما بعد لحظات بوجوم:_
_ عجيم..! ومرتك حبلى من مين...؟
فلاش
ولجت كاملة من غرفة رضوى فى شرود وألم وهي تأن وتنزف ، مٌتجهة إلى الحمام لتغتسل وتزيل بقايا الحزن القابع فى عينيها ،بعد أن أهانها وليد أمام الجميع بلا رحمة أو هوادة ،فما هي إلا دقائق حتى خرج الحاج عبد المنعم برفقة ابنه وليد الواجم والمٌستاء لما فعله الأب أمام زوجتيه....يعاتبه الدكتور بلٌطف على ما فعله وكذلك ليعتذر منه ولو بشكل غير مباشر على لكمه له فى صدره ودفعه إلى الحائط ،قاصداً أن يعود ابنه إلى رشده ومن حالة غليانه تلك ،فبدأ حديثه بمنطقية :_
_ لغاية ما بقيت راجل بشنب ومتجوز أمك...كان أبويا بيضربني وبيوجهني...لما يلاقينى بأذى القريبين منى وهما ميستاهلوش....ساعة العصبية دي أنت ممكن تخسر أقرب الناس ليك..عاوزك تتحكم فى إنفعالاتك عن كده...وتهدى
أنت تقرأ
عشقت صعيدي الجزء الثاني بقلم أميرة السمدوني
Roman d'amourأتمنى أن تحوز الرواية على إعجابكم...