الحلقه التاسعه عشر و الاخيره
انقضت ايام العزاء الثلاثه و هى العزاء بقلبها لازال مستمر ...خسرت من احبت دون ان يعطيها سبب مقنع احبها و القى بها اعترفت ان هذا لم يكن حب ..لم يكن التى قرأت عنه فى الروايات لم يكن كما اخبرها بأنه يحبها ...تيقنت انها لا تعنى له شئ...دق على باب حجرتها
كفكفت دموعها و اذنت له بالدخول...نظرت له بعيون يملئها الحزن
جلس بجوارها و هو يضمها على صدره و يعبث بخلاصتها الغجريه
على مواسياً: حبيبتى ما تزعليش هو اللى خسرك
ملك: مين عاصم ده انت تعرف ان لينا ابن عم اسمه عاصم
على : تعالى يا ملك بابا عايزك ..هيفهمنا كل حاجه
ملك: يعنى فعلا فى حاجه احنا ما نعرفهاش
هز رأسه لها بالايجاب... ملك صدقينى انا هحل كل حاجه بمعرفتى ثقى فيا انا هرجعلك سليم
نظرت له بأنكسار و هى تهم من فوق الفراش ...مش عايزاه فى حياتى ما عرفش يحافظ عليا و على حبى يبقى ما يستهلش انى اعيش معاه او اكون له
على : ما يبقاش قلبك قاسى... انتى مهما كان بتحبيه
لوت شفتها بتهكم ال بحبه .. مافيش حاجه اسمها حب .. الحب ده اكبر كدبه بنعيشها .. هو لو حبنى كان صدقنى ...سليم للأسف ما حبنيش بالرغم انى ما شوفتش راجل غيره
على : امسكى نفسك قدام بابا
ملك: حاضر
العم: اعدى يا بنتى و انت يا ولدى ... انا عارف ان اللى هقوله ده اول مره تسمعوه لكن اعذرونى ماكنتش عايز ادخلكم فى مشاكل اكبر منكم
كان الاثنين يصغون له ...
العم : انا عندى اخين محسن ابوكى يا ملك الله يرحمه و اخويا مسعد الله يرحمه .... مسعد اتقتل بسبب ان ابوكى اخد امك و هرب بيها و اتجوزا و كانت عيله القناوى المفروض تقتله لكنه هرب ..و انا خفت على عمرى اخدت مراتى و على و عمر و هربت على هنا ما فضلش الا عمك هو اللى اتاخد منه بالتار و من يومها و جدك حالف لياخد تار اخويا (عمك مسعد) ده عنده ولدين عاصم و كاظم ..
ملك : يعنى عاصم ده اللى المفروض هيتقل سليم و ياخد بتار عمى اللى ما عرفوش
العم: و اللى ما تعرفهوش ان جدكم لسه عايش فى البلد بس ما يعرفش اى اخبار عنى ولا عنكوا ...لكن احنا لازم ننزل الصعيد و تشوفوا جدكم يا ولاد ... و نحاول نفهمه ان دلوقتى سليم بقا جوز ملك و المفروض التار و الدم يوقفوا بين العيلتين
ملك: عمى انا و سليم اطلقنا
العم : لا حول ولا قوه الا بالله . المهم احنا لازم نسافر و نشوف صرفه مع جدكم مهما كان هنحاول نقنعه ان الدم يوقف بين العيلتين
انصاع الاثنين لطلبه و على بالفعل وعده انه سيحجز طيران فى اقرب فرصه بعدما يباشر بعض الاعمال المتعلقه بشركتهم
على: ملك انا عايزك .. عن اذنك يا بابا
ملك : عن اذنك يا عمى
خرج الاثنين من غرفه العم ...
ملك: خير يا على فى ايه
على : اسمعى و من غير اعتراض ... انا هنزل اقابل سليم بكره...و هاخدك هتعدى فى العربيه لحد ما ارنلك تبقى تيجى
ملك: لا مش عايزه
على: ملك اكذبى على اى حد الا انا انتى عارفه انا الوحيد اللى بحس بيكى
امأت رأسها له بالايجاب و تسللت ابتسامه لوجهها
**********************
عاصم: انت ايه اللى جابك
كاظم : اوامر جدك و انت عارف لا يمكن ان حد يكسرها
عاصم بملل: و المطلوب منى انا ايه بقا ان شاء الله
كاظم : المطلوب انك تبلغنى بخط سير سليم القناوى
gpsعاصم: و حد قالك انى
كاظم: و رحمه ابوك بلاش نأوزه عليا دى اوامر
عاصم: نسيت انك الدلدول بتاع جدك ... عموما انا ماليش دخل باللى هتعمله و ان كنت عايز عنوان شركته اتصل بالدليل و اسال بقا
كاظم : انت بتستهبل و انا هعرفه لوحدى ... ما تساعدنى يا اخى ولا تكون مش عايز تاخد بتار ابوك
عاصم بضيق و هو يلقى له ملف يحوى الكثير من معلومات عن سليم صوره و اسم و عنوان منزل و ايضا عنوان الشركه و الاماكن التى يتردد عليها
كاظم : متشكرين يا اخويا يا ابن امى و ابويا
اخد الملف و بدء يبحثه بدقه و كان لا يحتاج الى وقت كبير
**************************
لا يشعر الا بالانتقام من نفسه ...ففراقه عنها لا يزيده الا سوء ... تخيل انه ينتقم من ذاته بمجرد انت تخلى عنها كونه ظلمها يشعر انها كبيره عليه ... و ان حبه لها ضئيل فهى تحتاج من احسن منه من يثق بها اكثر منه ...يعلم انه خذلها لكنه لا يلوم نفسه ... يعلم انه على شفا حفره الموت..لا يريد ان تكون ارملته لتعيش على ذكراه ... ود ان تكرهه لتستمر حياتها دون ان تحزن عليه...سقطت دمعه هاربه من عيناه ..
اشتاق بجنون كأشياق الارض البور للماء ...
كأشتياق العين للعبره ...
كأشيتاق الطفل لامه...
**************************
يدخل الى حجرتها بهدوء فلا تزال جالسه بفراشها ..
امجد: يا صباح الفل على عيون حبيبى
ساره بأبتسامه متعبه: صباح النور
امجد: عامله ايه النهارده
-الحمد لله كويسه ... و انت عامل ايه
_ الحمد لله ... حبيبتى فى مشوار لازم نعمله النهارده مع بعض ...من غير كتر اسئله هتعرفى هو فين لما نروح
هزت رأسها له و هى لا تعلم الى اين ستذهب
- البسى هدومك و تعالى هحضرلك ساندوتش بأديا تاكليه و ننزل سوا ...
هزت رأسها بالايجاب ...و شرعت فى ارتداء ملابسها لتجد مهاتفه من رقم غريب
- الو سلام عليكم
- و عليكم السلام .. مدام ساره معايا
- ايوه مين حضرتك
- انا طبيب حكيم هو طلب منى ابلغك انه محتاج يقابلك ...و اسم المستشفى ...
- اغلقت الهاتف معه و جلست على طرف الفراش و هى تزفر بضيق ..فحتى الان تعانى من خطأ اقترفته مع هذا البغيض ...لا تريد حتى ان تذكره او تستمع الى اسمه
دق باب حجرتها
- حبيبتى ها خلصتى لبس
فتحت الباب و خرجت له و هى ترتدى ليجن اسود و بودى ابيض و جاكت اسود و كونفرس ابيض
- ايه يا حبيبتى المسخره دى ... ايه البنطلون اللى محدد فخادك ده و لا البودى اللى مطلع صدرك مترين قدامك ... البسى حاجه عدله الله يهديكى
- ماله يا امجد ما هو كويس لسه هقفل الشنكل بتاع الجاكت و اهه واسع
- لا هتغيرى المسخره دى مش همشى بيكى افرج الناس على جسم مراتى
- بالرغم من شعورها بالسعاده الا انها تستفزه...لا و انا مش هغير انا لبسى ما فيهوش حاجه غلط
تتدخل عهد بينهم و تحاول تهدئتهم
- صلوا على النبى اللبس عادى يا امجد بلاش تحبكها ... ما هى لبسه زى اى بنت فى سنها
-انا هدخل اغير يا امجد ما يرضنيش زعلك ( لفظت ساره اخر كلماتها ببرود لاغاظه عهد كى لا تجعلها تتدخل فى شئونها)
نظر الى عهد بنصر ده انتى طلعتى بت لذينه
سحبته من يده و اجلسته امامها
- ساره عنيده بتحب تتمرد على اى وضع يفرض عليها ... كانت هتفضل تعاندك علشان تثبت انها ليها شخصيتها و انك مش متحكم بيها ...لكن مجرد ما لقت انى بدخل و حتى لو هقف فى صفها اعترضت... بالرغم انى بأيد رأيها
- دى قربت تجننى ... بس بصراحه انا محبتهاش من شويه ...
خرجت لامجد و هى ترتدى جيب مزكرشه طويله قطنيه تحمل الوان مبهجه و عليها جاكت جلد قصير و حذاء رياضى
- ايوه كده الله ينور... طيب و ربنا كده قمر احلى مليون مره من البنطلونات المحزقه دى
ابتسمت له فى صمت و اخفضت بصرها
- دودو حبيبتى اتغدى انتى احنا هنتأخر النهارده شويه عندنا كام مشوار
تجلس بجانبه بالسياره تشعر بالخوف اتخبره بالمكالمه ام لا ... اذا اكتشف انها اخبأت عليه يمكن ان يركلها كما يركل القمامه كل صباح
-امجد انا عايزه اقولك حاجه بس خايفه ( خرجت الكلمات بصوت مرتعش)
نظر لها بعيناه الرماديتان
-ليه يا قلبى خايفه قولى عايزه ايه
-أ..ا..اصل بصراحه رقم غريب كلمى و طلع دكتور حكيم عايزنى ازوره
- صف سيارته امام المشفى .. يالا انزلى
نزلت و الخوف يدب بأواصلها ...تموت رعباً من القادم لا تعرف ما الذى يمكن حدوثه
وقف امام باب الحجره
- ادخلى انت يا ساره ...و شوفى هو عايز يقولك ايه ....و انا هستناكى هنا ...لو ضايقك بس بكلمه واحده قوليلى
هزت رأسها و الخوف يعتريها ...تمسكت بساعده ..
-ممكن تدخل معايا مش عايزه اقابله لوحدى
-انا كنت لسه عنده امبارح .. و مش هيضايقك ما تخافيش .. انا اعد اهه
دخلت له ...لتجد جسده لا يظهر منه شئ..فكل جسده محاط بشاش و جبس و رقبه صناعيه ..و حالته يرثى لها
فتح عيناه ببطئ و حاول ان ينظر بجانبه
حكيم بأعياء: ساره ...مش مصدق انك جيتى
ساره : انت عايز منى ايه حرام عليك كفايه انك دمرتلى حياتى ... هددتنى و رعبتنى خليتنى اعيش زى الاموات ... حتى الانسان الوحيد اللى حبنى بجد كرهنى و هيطلقنى بسبب اللى انت عملته فيا ...طلما انا ولا حاجه عندك ليه تأذينى ..انا ضريتك فى ايه علشان تعمل فيا كده ... انا كنت معتبراك زى سليم .... ليه ضحكت عليا بالاسلوب الرخيص ده .....انت استرجلت عليا ...شفت قوتك فى ضعفى ...لكن للاسف احب اقولك ..انك مش راجل ...عارف يعنى ايه هطلق و ارجع بيت اخويا و انا مش عارفه احط سبب مقنع يصدقنى بيه ...عارف ان انت اللى بدعى عليه فى كل ركعه و كل سجده .....مش هنكر انى مش غلطانه بس فكرتك راجل ..لكن للاسف..
بعد ان سقطت الدموع من عيناه ظل ينظر لها و هو يطلب الصفو و السماح
- ارجوكى يا ساره سامحينى انا مش حمل انى اقابل ربنا و انا ظالمك ... انا عارف انى ندل و خسيس ...بس انا خلاص زى ما انتى شيفانى بموت .. كل يوم من ساعه الحادثه دى و انا مش شايل هم الا انك تسامحينى
- و يا ترى دى لعبه جديده بتضحك عليا بيها ..ولا تكون فاكر انى لسه الساذجه اللى بتحبك ...اللى ما هتصدق تسمع منك كلمتين و تطير بفرحتها ..خلاص ساره دى ماتت و البركه فى افعالك يا حكيم بك
- صدقينى انا اعتذرت لامجد و هو مش هيطلقك امجد بيحبك ...و حتى لما جبت سليم افهمه
- يا نهارك اسود انت فضحتنى قدام سليم كمان( خرجت جملتها كالطلق النارى)
- لا لا ما فهمتش سليم حاجه من اللى كان بينا سليم عارف ان اخته اشرف بنت فى الدنيا و انا عمرى ما هسوء سمعتك قدامه ...انا كنت بعتذر منه علشان المشاكل اللى سببتهاله فى الشغل
- انت ايه يا اخى شيطان الكره عميك للدرجادى منك لله
- لاخر مره بطلب منك السماح ...ارجوكى سامحينى
نظرت له بضيق و خرجت من الغرفه و تركته ينهار بين تعذيب الضمير و الالام جسده المتفرقه...كانت الدموع تكسو ملامحها الجذابه ...ارتمت فى حضن أمجد و هى تبكى ...سحبها من يدها بهدوء و اجلسها فى السياره بعدما فتح لها الباب
- ممكن اعرف انتٍ بتعيطى ليه ..؟؟
نظرت له و كأنها ستودع ملامحه التى عشقتها مدت اناملها لتتحسس لحيته الجذابه الناعمه ... علشان انت بتكرهنى و مش بتحبنى و السبب الحيوان اللى فوق ده يارب يموت
- اهدى يا حبيبتى ضمها الى صدره و قبل جبينها ...بصى بقا انا محضرلك مفاجئه..فرتكه فرتكه ...بس امسحى دموعك دى احسن يفكروا انى خاطفك..
جلس الاثنين على طاوله قريبه من البحر ...
امجد: هغديكى اكل سمك تاكلى صوابعك وراها
ساره: اشمعنه
امجد: هتعرفى هتشوفى الاوضه بتنور بالليل ..
اكتسى وجهها بحمره الخجل و نظرت الى الطبق الفارغ امامها...
- عايز اقولك مفاجئه..
رفعت عيناها له بشغف منتظره
- عهد اختى يا ساره
فرغت فاها: يعنى ايه اختك!!!
- حبيبتى عهد اختى بنت امى و ابويا شقيقتى...
ساره: يالهوى يعنى انت كنت بتنام ازاى مع اختك ... ده حرام
امجد بضحكه عاليه اظهرت نغازتيه: استغفر الله العظيم..دماغك دى شمال.. بنام على الكنبه و هى على السرير.. مش جمبها اصلا
ساره: يالهوى حرام عليك و سايبنى اكرها و اعاملها بكل البرود ده..تقول عليا ايه دلوقتى
امجد بحب: خلى بالك عهد ما تعرفش اى حاجه من المشاكل اللى كانت بينا
نظرت له بأمتنان : ربنا يخليك ليا و ما تحرمش منك يارب...
كان يقشر الجمبرى و يطعمه لها فى فمها بيده و هى الاخرى كانت تطعمه السمك بيدها...
امجد: بحبك و عايزك تبقى ليا بقا و نرتاح من كل المشاكل...انا مسامحك...
ساره بلهفه: و انا بموت فيك و اوعدك ان عمرى ما هزعلك ....
امجد: ما يالا بينا نروح بقا ..مراتى وحشتنى...
اخفضت بصرها و احمرت خجلاً من كلماته الصريحه
وصلا الى المنزل
عهد: حمد لله على السلامه يا حلوين ..
نظرت لها ساره بأحراج: مش عارفه اعتذر منك ازاى بجد... انا كنت قليله ذوق معاكى بجد
عهد: حقك جايبلك واحده و بيقولك ضرتك... ده الحمد لله انك ماحطتليش سم فى الاكل
امجد: ماشى يا عسولاتى انا هدخل اريح شويه ..و اسيبكم مع بعض
جلس الاثنين فى مواجهه بعضهم البعض يتحدثوا و يضحكوا و تعرفت ساره على الكثير من طباع امجد
عهد: انا تعبت هقوم انام شويه بقا
ساره : اوك البيت بيتك...
دخلت الى حجرتها لتجده نائم فى منتصف الفراش عارى الصدر لا يستر جسده سوى بوكسر اصفر فى اسود ...خلعت ملابسها فى المرحاض و ابدلتها بقميص نوم قصير باللون السكرى...و جلست بجانبه على الفراش ..و تتطلع الى وجهه الجميل لامست لحيته الناعمه و وضعت قبله رقيقه عليها..اعتدل بنومته ليفرد احدى اذرعه على الفراش و ينام على جانبه ... لتدخل فى حضنه و تضم جسده بذراعيها تخاف الا تفقده ...اغمضت عيناها و هى تستنشق عبق جسده ..اجتاحها شعور غريب ظلت تقبل اكتافه العاريه و عنقه و تعبث فى شعر صدره الناعم بأناملها الرقيقه ...ثم اعتدلت و لثمت شفتاه و استرخت بحضنه وكادت ان تنام ..لولا سماع صوته و هو يهمس بأذنها
-ياريتنى كنت قلتلك من يوم ما جيت من السفر انها اختى علشان يحصل اللى كان نفسى فيه ده ...اخفضت بصرها
-لا مش وقت كسوف بالمره ...
( ولا نستطيع التوضيح لانه يتنافى مع الاداب العامه)
***********************
تانى يوم فى الصباح
كاظم و هو يهم بالوقوف و يضع المسدس فى بنطاله من الخلف ...كلها ساعات و اقبض على روحك يابن القناوى و ارتاح و اريح ابوى فى تربته و ابرد نار جلبك يا جدى
************************
يجلس سليم و من امامه على فى احد الكافيهات المطله على البحر مباشره بعد يوم طويل من العمل
على: انت انسان ظالم ..مارحمتش الانسانه الوحيده اللى حبتك ...
سليم: صدقنى مهما اوصفلك انا مش هقدر اقولك ملك بالنسبالى ايه ..حب عمرى
على : علشان كده فرطت فيها زى ما تكون بتطوح عقب سيجاره... انت عارف انت طلقت ملك بعد اد ايه ...ما عداش شهر على فرحكم
سليم: انا عارف انتى قاسٍ و ظالم و ان ملك هى الوحيده ضحيتى...بس كان لازم ابعد و انا حاسس ان الخطر بيسكن جوه بيتنا
على: انت هٍنت اختى ... عملتها بأسوء المعاملات ... انت لو اجوزت عاهره..ولا فتاه ليل ..يمكن كنت عاملتها احسن من كده ...و زعلان اوى انها سابتلك البيت و مشت
سليم: ما ينفعش ان ملك تفضل تشوفنى الزوج الوفى لاخر لحظه اللى كان بيموت فى حبها ...ساعتها لما يحصلى حاجه مش هتعرف تعيش حياتها من بعدى... ملك لازم تكرهنى علشان يوم ما اموت حياتها تستمر
على و بدء يحتد فى الكلام: و ده يديك الحق حتى انك ما تخدش رأيها ... ده يديك الحق انك تعدم من غير ما تسأل اللى بتعدمه ايه اخر طلب ليك ... ملك خساره فى واحد زيك يا سليم ... و انا غلطان انى فكرت اتكلم معاك و احاول اصلح بينكم ... و اوعدك انا يوم ما اشوف ملك بتفكر فيك هكسر نفوخها بأيدى علشان انت ماتستهلش وحده زيها .... القى النقود على الطاوله و هم بالرحيل و من خلفه سليم
تجلس بسياره على لا تعرف ما يحدث بالداخل لكن الوجوه غير مبشره بالخير...نزلت من السياره و تقدمت فى خطوات يشوبها الخوف ...
كانت اعين تراقب سليم من بدايه اليوم و الان فقط استطاع ان يصوب فوهه مسدسه لتخرج الطلقه بسرعه جنونيه و تخترق منتصف ظهر ملك الشمال
لترتد خطوه للامام على سليم اللى فنجلت اعينه من هول الصدمه و يصرخ ب ملــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك ...ينظر لدمائها و هى تتناثر على قميصه الابيض الذى تلطخ بها و عيناها الفيروزيتين تفتح حتى اصبحت مستديره و ملامحها يكسوها الالم ..و تبدء تسقط بين ذراعيه
التم الماره و من اولهم على الذى اقترب منها و هو يصرخ بأسمها و بكلمه اسعاف ...
جثى على ركبتيه و دموعه تنهمر و هى بين يديه تفارق الحياه ..
سليم بألم: ملك ارجوكى ما تسبنيش..و الله انا بحبك و عايزك ...ملك انتى كل حياتى . بدء يصرخ .. انت هتعيشى مستحيل تموتى ..انتى مش هتموتى
-وضعت اصبعها الملطخ بدمائها على شفتيه و اسكتته بمحاوله وهنه ضعيفه ....انا كان نفسى اكون مراتك زى اى اتنين مجوزين ...صدقنى انا عمرى ما حبيت غيرك ولا خدعتك... و زى ما قلتلك قبل كده انا فداك ..و هفديك بحياتى ...بس ما تنسانيش
تعالت اصوات الماره و كل من يمر يقف ينظر على تلك الجثه الهامده بين يديه
سليم: هتعيشى ..و الله هتعيشى .. انتى مش هتموتى .. انتى تموتى ليه ...حبيبتى ردى عليا
لفظت اخر انفاسها و هى تنظر بعيناه و تقول مبسوطه انى بموت على ايديك ..بس مش جاهزه اقابله ...ثم رفعت سبابتها ببطئ و تمتمت ب ..( اشهد ان لا اله الا الله و اشهد محمد رسول الله ) ثم سال لعاب من جانب شفتيها و اغلقت عيناها ببطئ و صعدت روحها الى خالقها .....
وسط صراخ و بكاء من سليم و على عليها امام جميع الماره ...
***************
رأى ان نشانه فيه خلل و ان الرصاصه اخترقت ضلوع شابه جميله ...فر هاربا ...
امسك بهاتفه بيد مرتعشه ..
- الحقنى يا عاصم انا قتلت واحده كانت واقفه مع سليم مش هو
- الله يخربيتك اكتر ما هو مخروب ... ما حاولتش تتأطس و تعرف مين دى
- صوته يرتعد رعباً صرخ و قال ملك
-الاهى لا تكسب دنيا ولا اخره دى بت عمك يا حيوان يا غبى دى مرات سليم ... انت عارف جدك لو عرف اللى حصل هيعمل فيك ايه ... هيقبض روحك بأيده و مش هيتردد ثانيه واحده
-انا خايف دلنى اعمل ايه
- ولا اعرف مالكش دعوى بيا لان انا هبقى المتهم الاول ... انا على اول طياره و مسافر و البس انت بقا يا دكر توابع عملتك
****************************
يشيع الجثمان الى مثواه الاخير كان يحمله كل من على و سليم و امجد ...
بكائهم حجب رؤيتهم ... يودعونها بدموع قلوبهم ...ينزفون مراره فراقها
على بعد ان رأى التراب يردم فوقها جثى على ركبتيه و هو يصرخ و يتضرع من الله ان يلهمه الصبر و السلوان على قضائه فقد شقيقه و اخته بالرضاعه فى اقل من شهر ...لا ينسى تشيع جثمان اخيه لتلحقه حبيبته و اخته الصغيره ...يصرخ من قلبه عليها انساب بكائه و مخاط انفه و هو يرثيها ...فقد ماتت من كانت له بمثابه كل شئ جميل ...تركته و رحلت لعالم الاموات الى العالم الذى لا يسكنه سوى الهدوء
اقترب امجد من على ... حاول ان يساعده على الوقوف و سحبه خارج المقبره ...كانت ارجل على و كأنها تسمرت فى الارض لا تتحرك ...
- مش قادر اسيبها و امشى ...مش عارف ايه اللى هيحصل لها ... يارب كنت خدنى انا و سيبها ليه يارب اشوف فيها يوم زى ده ...يارب دى كانت بنتى انا ..دى كانت حته منى ...ماحبتش حد زيها يااااااارب
اقتربت عهد من ذلك الشاب الذى كان نحيبه اسوء من نحيب السيدات فى قرون الوسطى عندما كانوا يعجنون الطين بالماء و يضعوه على رؤوسهم حزناً على فقيدهم
- تعالى معايا فى العربيه ارتاح ... امجد هات سليم و تعالى انت ورانا...شد حيلك دى اراده ربنا هى فى مكان احسن من هنا هى فى دار الحق و احنا فى دار الباطل
-ملك مش بتحب تعيش لوحدها ... سبينى انا عايز اروحلها مش هقدر اسيبها هنا من غير حد معها هتخاف ..طول عمرها بتكره الوحده ...وعدتها انى مش هسيبها
-اهدى لا اله الا الله ... حرام عليك انت بتكفر بربنا كده ... قول ورايا ان لله و ان اليه راجعون ... حرام عليك ما تعذبهاش فى نومتها ... هى عايزه اللى يدعيلها بالرحمه و يقرالها قران ...حرام اهدى ...
كانت ساره تنظر للمنظر و هى فى حاله من الرعب لاول مره ترى مثل هذا الموقف امام عيناها ...الحزن يخيم على الجميع ...ملك ماتت ...كانت تحاول ان تفهم معنى الكلمه ... دى لسه صغيره ... تموت علشان تفدى سليم ...حرام ليه تموت مقتوله ليه يشرحوا جثتها ...ليه هى عملت ايه علشان يحصلها كل ده
ظل سليم جالس امام مقبرتها و هو ينظر الى اللوح الذى كتب عليه
آل عمران185بسم الله الرحمن الرحيم
صدق الله العظيم {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }
لا يصدق ان ما يربطه بها الان هو تلك المقبره التى ينظر لها و تنهال دموعه و هو يتأمل اسمها و تاريخ الميلاد و تاريخ الوفاه ...
-سامحينى ماكنتش الزوج اللى تمنتيه .. عارف انك حبتينى اكتر من نفسك... انتٍ اصدق منى انتٍ احسن منى و من رجاله كتير موتى علشان انا اعيش ... بس انا من بعدك مش عايز الحياه دى ...ياريت كنت غيرت فكرتك عنى ...انتٍ احسن حاجه حصلتلى فى حياتى ... انت الحلم اللى بقا حقيقه و فى لحظه اصبح سراب.. ..انا هعمل اى حاجه علشان ترتاحى فى نومتك دمك مش هيضيع هدر و لو اخر يوم فى عمرى هجيب حقك ..حتى و لو هقتل عيلتك كلها علشان ترتاحى ...
ربت امجد على كتف صديقه الذى يبدو السكون على مظهره الخارجى يجلس يتأمل المقبره و تنهمر الدموع ..و كل ما قاله يجول بخاطره ..لم يسمعه احد ...
- يالا يا سليم علشان نمشى البنات اعصابها تعبت من الموقف ...و كمان ما صدقنا ان على هدى شويه قبل ما يثور تانى ... يالا قوم معايا ...
قام و هو متكأ على يد صديقه و عيناه لم تفارق قبرها ...
*********************
يجلس فوق كرسيه المتحرك يقرأ كتاب الله...و يهديه الى روح ابنه عمر و ابنه اخيه ملك...
ليدخل على فى حالته الرثه ..فلحيته اصبحت كثيفه و هيئته اصبحت مزريه ...
جلس على الارض امام قدم والده جلسه قرفصاء ووضع رأسه على قدم والده و بدء يقرأ عليه القران كى يهدأ من كثره كوابيسه التى لم تفارقه ...مشهد مقتلها امام عيناه و دمائها تتناثرفى الهواء
الاب: على احنا لازم نسافر الصعيد لجدك ...لازم يعرف بكل حاجه هو اللى هيعرفنا مين الى قتل ملك الله يرحمها ...و كمان لازم يعرف ان عنده بنت ابن ...مش كفايه اتحرم منها طول عمره
على: حاضر يا بابا ..
-لازم سليم يجى معانا ما تنساش انه كان هو المقصود و كمان كان جوزها
على : انا مش طايق البنى ادم ده عمرى ما هنسى انه السبب فى موتها
الاب: اسمع الكلام يا على ..و من غير نقاش
انصاع لطلب ابيه ..و بالفعل ابلغ سليم بموعد السفر و رحب بشده
عهد:امجد انا عايزه اخرج شويه ممكن
امجد بنظره شك : هتروحى تقابلى على
عهد: انت عارف انى مش بحب اخبى عليك حاجه ... و فعلا انا هروح ازوره و اطمن عليه ..و بعد اذنك ما ترفضش
امجد: ماشى بس خلى بالك من نفسك ... على انسان محترم و انا متأكدمن كده ...بس انتى عندى اهم من اى حد انتى اختى
ذهبت الى منزل على ... دقت الجرس دون سابق موعد
فتحت الخادمه العجوز: ايوه يا بنتى
عهد: ممكن اقابل على لو سمحتى
العجوز: اتفضلى يا بنتى ...ثوانى .. هندهلك على على
تقدم على من الصالون بملابسه المنزليه و حالته المزريه: اهلا يا عهد اتفضلى
عهد: ازيك يا على ايه اخبارك... كلمتك كتير مش بترد على تليفوناتى
على: اعذرينى مش قادر احتك بحد والله
عهد: على الحياه عمرها ما بتقف على ميت ... الحى ابقى من الميت ... و انا معاك و هفضل ايدى فى ايدك لحد ما تقف على رجلك و تعدى من المحنه دى
نظر لعيناها الجميلتان و الحزن يخيم عليه: انتى بتعملى معايا كده ليه
عهد و هى تنظر الى الارض بأحراج: علشان مش بحب اشوف حد بحبه زعلان
ابتسم بجانب شفاتيه لها : بتحبينى يعنى
رفعت عيناها و نظرت له بجرأه : بصراحه اكتر انا جايه اطلب ايدك تتجوزنى
نظر لها بأبتسامه اوسع : لا ده انا كده ممكن اتغر
عهد: يا سيدى هصبر عليك لحد ما تفوق من الحاله دى بس مش هستنى عليك كتير
على بأمتنان: بجد انتى شخص جميل يا عهد و انا سعيد انى اتعرفت عليكى ... ياريت كانت الظروف احسن من كده
*********************
فى المطار استعد الجميع للذهاب الى الصعيد ... كان الحج متولى لا يصدق انه سيرى ابنه بعد كل هذه الغيبه التى طالت
لا يعلم اى شئ كان المنزل يجهز على قدم و ساق
سقطت دموعه و هو على كرسيه المتحرك عندما رأى ابنه يدخل عليه مقعداً مثله ..كان يراه الطفل الذى يلعب و يلهو فى هذا المكان ..و الان يراه و هو حبيس كرسى بعجل
الجد : تعالى يا والدى فى حضن جدك
كان لا يعرف من هذا الشاب يتوقع انه ابن ابنه لكن كلماته كانت موجهه الى سليم
العم: خوش يا ولدى سلم على جد مرتك الله يرحمها..و انت يا على بوس يد جدك
الجد: نورتوا الدار يا ولاد ...اطلعوا ارتاحو
الابن : بص يا ولدى ... انا لازم افهمك كل حاجه قبل اى حاجه
الاب: جول يا ولدى... اصطبر.. كاظم تعالى سلم على عمك و ولديه
تقدم كاظم وهو يجلس بجانب جده ..و هو يربط على اكتافه : ده بطل عيله التهامى ... ده الوحيد اللى طاوعنى علشان يجيب تار ابوه الله يرحمه
على بتساؤل: ليه عمل ايه
الجد: ده اللى سافر علشان يجيب روح ابن الجناوى لكن هرب منه ابن الفرطوس...بسبع ارواح زى الجطط ...لم يشعر كل من سليم و على الا و هما يهجمان على كاظم يكيلان له الضربات المتتاليه ... ولا احد يستطيع ان يخرجه من بين ايديهم .... ..
صوت طلقه ناريه اسكت الجميع ...
على و هو يلهث انت مش عارف الحيوان ده عمل ايه ده قتل ملك
الجد بعصبيه يشوبها تعجب: مين ملك دى
الاب محمد: هفهمك يا بوى ...سليم ده ولد عيله الجناوى ... جاى و جايب كفنه معاه علشان تاخد بتارك منيه ...بس قبل اجديه لازمن تعرف... ان سليم كان جوز ملك بنت محسن اخوى الله يرحمه
الجد : محسن ولدى مات ...و مسعد ولدى مات ... سيبتونى يا ولادى...
على التقط اطراف الحديث من والده : جدى .. انت عرفت ان الحيوان ده هو اللى قتل ملك بنت عمى
نظر لكاظم بشرر يتطاير من عينه: كيف يا ولدى فهمنى ..
بدء سليم يقص كل شئ عليهم .. من هروب والده لتركه هو و شقيقته .. و حتى زواجه من ملك دون ان يتعرف انها ابنه عائله التهامى .. و حتى خطاب عاصم ...و لم يستطيع ان يقص مشهد مقتلها كان قد انهار بكائاً...اكمل على الحديث و هو الاخر تسقط دموعه ... حتى خيم الحزن على جميع الجاليسن...
بثق العجوز على وجه كاظم و قام بسب اخيه الاخر عاصم ..
الجد: منكم لله زى ما اتحرمت من ابوها اتحرمت من خلفته و ما شفتهاش بعينى ...
قام سليم وقدم كفنه امام الجد... فتح الكبير ذراعيه... و احتضن سليم .. تعالى يا بنى ده انت من ريحه الغوالى ....خدنا ايه من التار الا الدم و فراق الاحباب ...من اليوم انت زى على ولد ولدى.....تمت
منتظره التعليقات و التقييم
أنت تقرأ
(( المتمردة و القاسٍ ))بقلم /golden tears
Misterio / Suspensoهذه الرايه ملكية خاصة بالكاتبه 👇 golden tears