الفصل الثاني

6 2 0
                                    


عدت إلى بيتي الكئيب , إلى حاسوبي , إلى لوحة المفاتيح

أه , دماغي فارغ ولا كلمة , مهما نبشت في دماغي لا أجد الكلمات المناسبة هناك ظهرت في ذاكرتي تلك المرأة ومن غيرها سينقدني

حينما يفشل الكاتب في الكتابة يكون دائما مستغلا لخلق الأعذار

من قبيل لم يأتيني الإلهام , لست مهيئا للكتابة بعد , لم أحصل على الفكرة بعد , لكن تلك مجرد حجج واهمة ,الكاتب يكتب عندما يحتاج للقمة الخبز , الكاتب الروائي هو ذلك الكائن الذي يقرأ بنهم و مع قليل من الموهبة الفطرية و أسلوب سردي جميل يجمع كل ذلك في كتاب واحد ثم يصير مشهورا و في بعض الأحيان ثريا

هكذا هو الأمر

عدت مساءا إلى ذاك المسرح اللعين , أبحث عنها

و كالعادة وجدتها ترقص من دون أن تكثرت لمشاعر المتفرجين وهم يحدقون إلى مفاتنها , هاته المرة كنت واحدا منهم , كنت قد حجزت لنفسي مقعدا جلست لوحدي وهدفي كان أمامي يرقص بلذة ونشوة عظيمتين

في جانبي سمعت بعض الأحاديث حولها " إنها مشهورة في باريس و بأن الوصول إليها صعب وهي ثرية ولا تقابل أي شخص "

هذا زاد من حماسي للوصول إليها لا بد أنها لا تزال تتذكرني ليلة أمس

ما انتهى العرض حتى ركضت أجري لأقابلها

" انتظر , إلى أين تظن نفسك ذاهب "

أوقفني حارسها الشخصي

"انتظر أنا أعرفها , إسألها وسوف تجيبك "

بعد ساعات من الإنتظار على عتبة باب الكواليس خرج مديرة أعمالها

" أنت هو الكاتب ,مصطفى كامل "

أصابتني الدهشة فأنا لست بتلك الشهرة خاصة هنا بين الجالية العربية في فرنسا , لكنها أكملت " أنت هو الكاتب الفاشل صاحب أغبى فكرة في الكون كيف سمحت لك نفسك أن تكتب عن ذاك الموضوع ؟ "

أية جرئة هاته قلت في نفسي لعلها ليست في كامل وعيها أو كيف تنتقذ كاتبا لا تعرفه تمام المعرفة و في أول لقاء لها معه

أجبت متأسفا " أنا حقا أسف لم أقصد أن أضايقك , لكني أبحث عن السيدة ماري لدي فضول نحوها و أعتقد بأنها قد تكون موضوع روايتي المقبلة "

لكنها أجابت مجددا بفظاظة " ومن سيقبل بأن يكون موضوع راويتك الفاشلة , خدها مني نصيحة , إعتزل الكتابة فأنت لست جديرا "

ثم أغلقت الباب و أمرت الحارس بأن يدلني على باب الخروج , لكني كنت متمسكا بفكرتي أجبتها من وراء الباب بقوة " لكنك لست من يحكم على الكُتاب , أنت لست كاتبة حتىّ لكي تنتقدينني"

راوغت الحارس و هجمت على الباب ففتحته

" ارجوك أنسة ماري فقط فرصة إن لم تعجبك الأسطر الأولى فلا تكملي معي "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 06, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رومانسية كاتب فاشلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن