نهاية

842 82 22
                                    

كان يوما مشرقا كملابسه البيضاء، كان يشعر براحة غريبة رغم انه مقدم على شي غير مقبول، استيقظ من نومه وذهب إلى دورة المياه كان الباب مفتوحا وكان جيمين يقف امام المرآة ثم التفت إلى صاحب الكتفين العريضين ليقول له:"كنت محبوسا في كذبة ولكني خرجت بفضلك" ابتسم جين له ووقف بجانبه ليبدا بتفريش اسنانهما نظر جين إلى المرأة ليجد فقط انعكاسه ولا يرى انعكاس الآخر ليبتسم بسخرية ثم يخرج

تجمع السبعة في غرفة المعيشة يلهون ويلعبون وكانت ضحكاتهم تصدح في الارجاء،كان هناك رجل في العماره المقابله ينظر إلى جين بقلة حيلة وكأنه يأس منه اتت زوجه ليقول لها:"هذا الشاب مازال صغيرا على ان يصاب بالجنون" قالت له مطمئنة:"لاتقلق عزيزي فجين شاب ذكي" ليتنهد الاخر بقلة حيلة ويذهب الى حيث اراد

ابتسم جين وهو ينظر إلى جنون هوسوك الذي يحاول اضحاك يونقي الذي يشعر بالنعاس، وإلى جونغكوك الذي مازال يضحك على قصر وضآلة اصابع جيمين، وإلى تايهيونق الذي كان يمسك دفتر ذو اوراق قديمة الصنع ويرسم احد رسوماته الغريبة، ثم وجه نظره إلى نامجون الذي ينظر له بقلق ثم سأله:"جين هيونق هل انت بخير؟ تبدو شاردا جدا اليوم" ابتسم له مطمئنا ثم نهض الى غرفته التي اصبحت شبه مجردة واخذ آلة التصوير تلك هو لم يفتحها لأنه اراد ان يقنع نفسه بذلك الشيء لآخر مرة، ذهب مرة اخرى الى غرفة المعيشة ليقول لنامجون:"نامجوني اتذكر عندما قلت اننا عندما نجتمع سنذهب الى البحر" اومأ له نامجون ليردف:"اظن ان الوقت حان" ترك الجميع مافي يدهم بصدمة ليحثهم جين على النهوض.

هذا اليوم كان الجميع يرتدي الابيض بما فيهم جين الذي كان يشعر بسكينه ونشوة غير عاديتين، لم يشعر ذلك ابدا في حياته مما جعل تلك الابتسامه النقية تنمو اكثر.

ركب جميعهم السيارة وكانوا يغنون ويستمتعون وهو مازال يبتسم نفس الابتسامة، الا تاي الذي يبدو شاردا وبعيدا كل البعد عنهم.

نزلوا امام البحر وكانت النسمات تهب على خيوط شعرهم السوداء والطيور تحلق هنا وهناك وصوت الامواج التي ترتطم بالصخور العاليه وكان البحر في المد يبدو كالجنة بلونه الجميل الازرق وتلك التربة الناعمة الدافئة

اخذوا يركضون هنا وهناك ومازال جين لا يريد فتح آلة التصوير، وقفوا امام البحر واخذ جونغكوك يحرك قطراته المالحة برفق وعيناه وعيون تاي وجيمين الذان يقفان بجانبه بابتسامه تتلألأ كالنجوم التي تسبح في الفضاء، بينما الثلاثة البقية كانوا يتحدثون عن قصص البحار بشغف كبير

كان جين ينظر لهم جميعا وكأنها اخر مره بينما كان الجميع مشغولون صعد جين الى برج المراقبة الطويل بهدوء لينظر له الجميع ويلوحون له بابتسامه،واخيرا فتح جين آلة التصوير ووجهها إلى اصحابه ولكن ما ان وجهها عليهم يختفون كسراب امام عينيه ليقر بالحقيقه

قالت تاي هامسا:"هذا هو المشهد نفسه الذي في حلمي ولكن الفرق انني انا من كان يقف عاليا هناك وليس جين هيونق"

ابعد جين الآلة عن عينيه التي اصبحت تغلفها طبقة تبدو كالزجاج من الدموع، ثم رماها في البحر نعم لقد رمى الآلة التصوير التي فيها ذكرياته ومحاولاته في انقاذهم

التفت اليهم وابتسم ابتسامة كبيرة كسرت تلك الطبقة الزجاجية لتبدأ الدموع بالنزول على خديه، التفت الى البحر وقال:"وانا معكم انا في مكان مثالي لذا خذوني إليكم" ثم رمى نفسه في البحر تاركا لا شيء خلفه كان يغرق في جمال ذلك الازرق وكان يشعر بالراحة رغم ان تلك العاصفة داخله تعصف.

"لقد كان الستة الذين مع جين ماهم الا مجرد خيال صوره عقل جين لكي يساعده على فعل مافعله هو يعلم انهم لم يكونوا موجودين معه ولكن عقله اقنعه بذلك الى آخر لحظة عندما وجه اليهم تلك الآلة، هو علم وايقن داخليا ان لاشيء سيغير ماحدث مهما حاول اصلاحه وانه مهما حاول سينتهي الامر في نفس النقطة وهي موتهم وعلم انه لايجب ان يكون الملام في كل ماحصل لانه قدر وهو يجب ان يحب نفسه النقية اكثر لإستحقاقها ذلك، لقد ذهب كل واحد فيهم إلى المكان المثالي حيث جميعهم هناك يشعرون بالسعادة والنشوة بدون اي هموم او خطايا جين كان اخرهم وقد لحقهم إلى المكان المثالي - اليوتوبيا-"

End | Btsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن