الجزء 2

129 3 3
                                    


لم تنتظر جازية طويلاً حتى ظهرت سيارة من العدم ، كُل ما رأته جازية هو ضوء ثم ظلمة ، صوت تحطم شيء ما ، صوت سقوط شيء ما ، تسائلت ان كانت هي من تحطمت او سقطت !!

☆彡★彡☆彡☆彡★彡☆彡☆彡★彡☆彡

غطت بيدها على عينيها ، بينما إعتادت عينيها على الضوء تسائلت عن سبب وجودها في المشفى !!
جلست على السرير إلا أن الم قوي في صدرها منعها من الحركة ، أطلقت آهة ألم ليأتيها صوت ساخر : يالهُ من صوت جميل ، صوت تآوهاتك المؤلمة !!

وقع بصرها على الرجل الجالس بعكس الكرسي !
غطت جسدها بيديها بحركة لا إرادية ، رأت فمه يفتر عن إبتسامة جراء حركتها !!
صرخت جازية : من أنت ؟ ما الذي تفعله هُنا ؟
صمتت جازية عندما أحست بالألم يزداد !!
قال الغريب : ألا تذكرينني ؟
إبتسمت جازية بسخرية وقالت : ومن أنت لكي اتذكرك ؟
تعمدت ان تنظر لهُ بتقييم وتعالي ولاحظت أنفه المعقوفة بقسوة ، فمه المتعجرف وعيني النسر الذي يمتلكها ، بشرته السمراء ، لم يكن اكثر الرجال وسامة لكن لهُ حضوره !!
عادت إبتسامته الساخرة للظهور !!
قال الرجل بسخرية : إذا كُنت لا تتذكرينني ..
صمت الرجل وتقدم بإتجاهها ثم أكمل ووجهه يقترب : سأجعلگ تذكرين!!
جراء إقترابه رفعت جازية يدها كي تصفعه لكن قبضته إشتدت على يدها بقوة بحيث شعرت بأن عظامها قد تتحطم !!
قال ببرود : صفعتني مرة وهذا لن يتكرر !!
صفعته من قبل ، هل يُعقل ؟
قالت جازية بهدوء : هذا أنت !
إبتسم جاسر وقال : تذكرتني إذن !!
قالت جازية بسخرية : بالطبع كيف أنسى المتحرشين حتى لو لم اذكر وجهك فلازلت اذكر رائحتك النتنة !!
رأت كيف إشتعل الغضب في عينيه !!
أمسك كتفيها بيديه وإقترب من أذنها وقال : لسوء حظگ فـ هذه الرائحة النتنة لن تتركك أبداً !!
حاولت التحرر من يديه لكنهُ كان أقوى وجسدها يؤلمها بشكل لا تفهمه وكأن سيارة دهستها !!
إتسعت عينيها وهي تتذكر الحادث !!
لاحظ جاسر نظراتها الغريبة وإبتلاع ريقها ، تسائل إن كانت خائفة ؟
قالت جازية ببرود : الحادث ؟
ضحك جاسر وقال : هل تذكرته الآن ؟
رأت إبتسامته الجانبية وقالت بحقد : لقد إصطدمت بي متعمداً ، أليس كذلگ ؟
أجابها : أنتي فتاة ذكية لكن لا لم أفعل هذا متعمدا لقد كانت مصادفة بحتة !!

لم تستطع جازية تصديق هذا فالأمر بنظرها ليس سوى مصادفة مُستحيل !!
سألتهُ جازية : ما الذي تريده الآن ؟ لقد دهستني سيارتك بالفعل لذا إنتقامك
إنتهى فما الذي لازالت تفعله معي ؟
لوى شفته السفلى وتأملها بوقاحة ، أردات جازية التغطي إلا أنها لم تملگ شيءً لتتغطى به ولن تعطيه فرصة التمتع بـ خجلها !!
ظلت نظراته الوقحة تُقيمها بينما هو يفعل ذلگ صعد الدم لرأسها وشعرت بأنه إن لم تفعل شيء فـ الغضب سيحرقها !!

بعد صمت ثقيل قال ببرود : جازية فارس ال ... ، العُمر إثنان وعشرون ، طالبة إدارة أعمال ، عائلتها إتهمت بأكبر عملية إحتيال عرفها الشرق الاوسط ، والدها الفخور مات في السجن ووالدتها ماتت بعد سجن زوجها !!
إحمرت عينيهاا من إحتباس الدموع ثم ضحكت قائلة : أتريد إبهاري بمعلوماتگ !!
أكمل قائلاً : ماتبقى من عائلتها هو أخوها ، أخوها أصيب بورم في الدماغ وفي العملية دخل في حالة غيبوبة وتركته زوجته بعد هذا مُباشرة ، لم تكن لتستطيع إحتمال عائلة قذرة كـ هذه !! سجلگ حافل أنسة جازية وماضيك اسود بسواد الليل !!
ردت جازية : لكنهُ ليس بسواد ماضيك ولا بقذارتك ولا بنتانتك لأجل هذا أنا أشعر بالفرح !!
شعرت بأنه حققت إنتصار عند رؤيتها لغضبه !!!
رد ساخراً : تجيدين الكلام كـ والدگ ، أتعلمين صحيح الدنيا قد تبدو غير عادلة ولكن رؤيتي لـ حالة عائلتگ جعلتني اشعر حقا بالفرح ، الناس مثلگ ومثل والدك ، سرقوا أموال اليتامى والارامل ، شردوا وسلبوا لذا ماحل بكم رائع لكن ليس كافي ، إنتقامي لم يبدأ بعد !!
سألته جازية بسخرية : أتريد الإنتقام إذن ؟ كيف ستنفذه ؟
رد جاسر : سأنفذه بالزواج بگ !!
للحظات لم تستطع جازية الرد ثم قالت بتمهل : تُريد الزواج بي !!
أجاب جاسر : بل أنتي من تريدين الزواج بي !!
سألته : وكيف هذا ؟
أجاب جاسر : لأنني سأسدد تكاليف علاج أخيگ ستقبلين ولانگ بلا مأوى او عمل ، لا أصدقاء ولا أقارب ولا أظنك تُحبي البقاء في الشارع عوضاً عن كُل ما أقدمه لگ !!
قالت بحقد ساخر : أنت حقاً حقير قذر !!
قال جاسر : رُبما أكون كذلگ لكن لازالت اقل من والدك حقارة !!
أجابت جازية بهدوء : أنت تعلم بأني لن أرفض !
قال جاسر بملل : ألن تقاومي وترفضي ، انت هكذا أكثر مللاً مما تصورتك !
ضحكت جازية قائلة : يؤسفني أنني خيبت أملگ !!
أغمضت عينيها بتعالي وقالت : تستطيع الذهاب الآن !!
صوتها المتعالي أزال كُل ماتبقى من الصبر لدى جاسر !!
أمسكها من معصمها ورمى بها على الارض !!
صرخت جازية متألمة : ما الذي تفعله ؟
قال جاسر بحقد : إياك أن تتعاملي معي بغرور !!
وقفت جازيك بصعوبة مٌتحدية ألمها ، إقتربت منه حتى إختلطت أنفاسهما وقالت : هل يُزعجك أن اتعالى عليك ، الامر لا يُعد تعالي في الحقيقة ، أنت ببساطة أقل مني ، صحيح أنني فقيرة الآن وصحيح ان والدي إختلس لكنني لازالت أعلى منك مكانة ، أنت لست سوى مُستجد بالثراء ، أموالك لن تدوم طويلاً !!
أحكم قبضته على يدها وقال : أعدك يا جازية فارس ال .. ، هذا الغرور والكبر ساحطمه لأشلاء بقدر ماحطمت سيارتي جسدگ وأكثر ، سأجعلك تتوسلين الرحمة !!
أردات الصراخ والبكاء لأن كل عظمة من جسدها تؤلمها لكن كبريائها منعها من قول شيء !!
ترك يدها وقال : من الآن لا تختبري صبري وإلا ستندمين !!
قال كلماته وخرج بينما هي لم تستطع الوقوف أكثر ، قدميها كانت أضعف من أن تحملها ، تهاوى جسدها على الارض ، فكرت جازية صحيح انها خسرت معركة لكنها لم تخسر الحرب !!!



ألم الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن