كتلة من السواد .

34 0 0
                                    

غُلق بابه ، بعدها جلست أنا على الكرسي و لَقد  ضممتُ الي قدامي بقوة  ؛ كانت عيناي تريد النوم و أنا رفضت ذلك بمقاومتها  ، لا كنت أعلم أين أنا و كيف جئت لهذا المكان ؛  كل ما أراه ظلام و كل خطوة الى الأمام أتقدمها يصادفني فيها  الظلام و كأني كنت داخل كتلة من السواد أو صندوق صغير مغلق بكل الجهات من حولي لا يستطيع الضوء المرور من خلاله ؛ ظلام ظلام !! ؛ أيسمعني أحد ! لماذا أسمع صوتي ثانية !! ، تكرار صوتي مرة أخرى ، أحسست  بِيديان توضع على كتفي بِرفق تام  و كدت أرتعب حينها و أردت الصراخ ايضاً  ، يهمس بصوت منخفض لا تخافي لا تقلقي لن تكوني وحيدة أنا معكِ لستِ وحيدة سأكون بجانبكِ ؛ التفتُ خلفي و لا أجد سوى ظلام و الذي امتلأ المكان كله ، أنا لا أرى شيئا ؛ أنا خائفة
...
لم تمر إلا بضْع ساعات ، أجده  مرهق متعب بالي متعرق من جبينه وضعاً يداه على صدره و قد تبين السواد تحت عينه  ينظر لي متعجباً لما انظر اليه هكذا ، دنوت قربه لعلي أخفف عليه لعلي أشعره بأني أشعر بما يشعر به ، وضعت يداي على يداه الموضعتان على صدره الكانتا ترتجفان بطريقة مريبة و مرعبة ؛ و كانتا باردتان كالثلج ، استلقى على سريره الخشن و تم تغطيته بغطائه الصغير الذي كاد أن يكون على حجم جسده البالي
...
مررت بظلهما على الحائط  في طريقي و انا كنت أفكر فيما جرى قبل قليل  ، و كما جرت العادة ؛ يحمل شيء صغيراً كالوح موضع عليه بعض الأوراق و معه قلم  ، ... اختبئتُ خلف الجدار و بكل حذر  كما يفعل الجواسيس عادةً  لكي اتصنت لعلي اعلم بما يحدث حولي ...
سمعت ذلك الرجل الذي كان يرتدي الملابس البيضاء طول الوقت على ما اعتقد كما تبين لي على الظل المرسوم على الحائط  يقول لها و بصوت خافض و كأنهما لا يريداني أن أسمع لهما ، ثلاثة أشهر أو ربما بالكثير ستة أشهر ، و لكن نحن بالطبع سنبذل ما علينا من جهد قدر المُستَطاع .. ،  لم أفهم   ماذا قصد بكلامه ذاك ثلاثة أشهر و على الكثير ستة أشهر !! ماذا عنى  بكلامه صعب علي الفهم لم يتضح الأمر بالنسبة لي ، توترت كثيراً و صرت أفكر كثيراً مما دار في عقلي الصغير عدة أسئلة ، جلست على الأرضية أمسك بدفتري و أقلامي الخشبية الملونة سقط بجانبي القلم الأسود ؛ حينها تذكرت كلامه أنه اللون المفضل لأخي ، لكن ماذا علي أنْ أفعل  الأن ، أرسم به أم أعطيه له كي يرسم هو بهِ عالمه الذي يخصه
...
ألا تبدو كالثلج الأبيض كتل من الثلج في السماء ، تبسم ضاحكاً مما قلت ، أنها الغيم البيضاء التي تسبح في السماء ، و كل واحدة منها تأخذ مساحة كافية من تلك السماء لأن السماء واسعة كبيرة لا حدود لها
...







لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 20, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Without Refuge. , . بلا ملجأ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن