بعد خروجها من مكتبه ، تغيرت ملامحها من الواثقة الساخرة إلى الضائعة الخائفة ، تفكر في مستقبلها و ماذا تفعل الآن ؟ إذ أنها بقيت لوحدها لا أم و لا اب و لا حتى اخ و عائلتها تركض خلفها و لن يرتاح لهم بال حتى تزهق روحها و تشرب الأرض من دمائها .. أخذت شهيق و زفرته لتتجه إلى الغرفة التي وجدت نفسها بها هذا الصباح لترتدي سترة جلدية سوداء رائعة زادت من مظهرها جمالاً ثم حملت حقيبتها و خرجت متجهة نحو الأسفل أين وجدت رشا تقوم بالتنظيف بالقرب من الباب لتقول : آسفة عن مقاطعتك حبيبتي ...اردت توديعك فقط ..اهتمي بنفسك جيداً و بالانسة جنى أيضا ..
رشا : لاا ... أرجوكي لا ترحلي ...
إيلياء بابتسامة : حبيبتي رشا ..هذا ليس منزلي كما صديقيني أنا لا أملك حقا للبقاء هنا و لا حتى سببا واحد ، يجب أن أرحل و لكن اعدك أني سازورك يوماً ما بعد أن أحل مشاكلي .. إلى اللقاء صديقتي ..
رشا و هي تعانقها : إلى اللقاء إيلياء ...ساشتاق لك ، أجل أعرف لم نلتقي إلا منذ ساعات و لكن صديقيني ارتحت لكي كثيرا و احببتك ..
إيلياء بحب : يا حبيبتي أنت ، شعور متبادل و الله ،انا أيضا احببتك ، اهتمي بنفسك و لا تسكتي عن حقك أبدا فهمتي ! خذي حقك بيدك حتى لو كنت سترمينه في البحر و لا تسمحي لأحد باهانتك ، حتى لو كنت ستقفي في وجه مديرك القاسي ذاك ، ابتعدت قليلاً عنها و ربتت على كتفها و قالت بابتسامة : اراكي قريبا إن شاء الله ...
لوحت لها رشا بيدها متمنية لها السلامة لتبادلها التحية ثم أغلقت الباب خلفها.خرجت لتجد نفسها في حديقة كبيرة مليئة بالحراس و لكنها لم تثر استغرابها أو حتى خوفها، بل تعودت على هذا و يمكن اسوء خاصة في قبيلتها أين الجميع يحمل أسلحة نساءا او رجال بل حتى الأطفال يتعلموا إستخدام السلاح و فنون الدفاع عن النفس و القتال و غيره ..و كم تكره سياسة جدها حول هذا الأمر ، للآن تتذكر عندما خاطبته في الموضوع و قد كانت لا تتجاوز العاشرة من عمرها عندما التقت بفتى هناك يكون إبن خادمة تعمل في قصرها ، سألته إن كان يرغب باللعب معها و لكنه فاجأها بقوله " إن اللعب للصغار أما الرجال أمثالي و الأقوياء من يحملون السلاح و يخيفون اعدائهم " ، اسرعت بعدها الى جدها و الذي كان يحتسي القهوة مع عمها و قالت : جدي جدي ..هل صحيح أن اللعب للصغار و السلاح للرجال و الأقوياء ؟
ضحك جدها و قال بينما يبعثر شعرها بحنان : نعم يا فلذة كبد جدك ..السلاح هو صديق الإنسان الوفي و الوحيد .
إيلياء : و لكن ماما تقول أن الكتب هي صديقة الإنسان و يجب على الأطفال أن يستمتعوا بطفولتهم و يعيشوا حسب عمرهم أليس كذلك ؟
تجهمت ملامح عمها الذي هتف بنزق : ارأيت ! أنظر ماذا تعبىء برأس الفتاة ..من الأول لم أقبل بتلك الزيجة السوداء ال..
عبد القادر بحدة : ابراااهيم ...اخرس ... ثم التفت إلى حفيدته الصغيرة : أجل حبيبتي ، الكتاب صديق الإنسان و السلاح أيضاً ...و لكن يجب أن تعرفي كيف تستخدميه و على من ! أما بالنسبة للأطفال صغيرتي .. فصدقيني اللعب لن ينفعهم عندما يواجهون الاشرار أنت لن تقتلي شرير القصر بلعبة باربي أليس كذلك ؟
إيلياء ببراءة و شجاعة أثارت ضحك جدها و سخرية ابراهيم : بل سامسك سيفي الذهبي الجميل و اطعنه به في قلبه جدي و سانقذ الجميع ..
عبد القادر : أجل هذه هي حفيدتي ...فتاتي الشجاعة ..
وقتها اقتنعت بكلامه لبرائتها و طفوليتها و لكنها الآن ناضجة و معارضة بشدة لسياسته ....
نفضت أفكارها و تحركت باتجاه البوابة و لكن و قبل أن تخطي بقدمها إلى الشارع شعرت بأحد يجذبها من يدها بسرعة اجفلتها و لم تشعر سوى باصطدامها بصدر عريض قوي و رائحة مخملية رجولية داعبت حواسها ، رفعت بصرها لتجده هو ..البارد ، فتغيرت ملامحها و دفعته مسببة تقهقره و استيقاظه من الغمامة التي أحاطت به لوهلة..
زمجرت به هاتفة : امجنون أنت !!!! كيف تتجرأ ؟ أولا مسكتني و ثانياً جذبتني لي لي ...اكتسحت حمرة محببة وجنتيها مما جعله يرفع حاجبه بمكر قائلاً : لي ماذا ؟
-احم جذبتني فقط ..و ثالثا ما بك ؟ من يراك يقول اني كنت سأدوس على لغم و الشارع مفخخ !!
أنت تقرأ
لهيب الفراشة ( قيد التعديل )
Romanceهي و هو !! متضادان كقطبا مغناطيس لا يلتقيان ! و رغم ذلك انجذبا ببطىء نحو بعضهما ...كلاهما يكابر و كبرياء يفوق الحدود ... هي فراشة كما ينادونها ..بسيطة و رقيقة و جميلة بل ساحرة لكنها شرسة .. الحياة علمتها القوة عندما لم تتوقف عن صفعها ... هي مشتعلة ب...