الرسالة الأولى

9 1 0
                                    

القاهرة، الخامس من مارس٧..٢

أيها الحبيب،    
قادني الشوق إليك..إلى هذا القلم الحزين وتلك الورقة الشريدة التي لا تنفكُ تبحثُ عن وطن.اشتقت إليك حد البكاء ،حد الألم وربما-أقول ربما- حد الموت.أتَذكرُ ذلك الحائط الذي لطالما أحببت الإرتكان إليه ؟ إنه يشكوك إليّ في كل يوم وأشكوك إليه، ولعلنا بفضل شكوانا أصبحنا صديقين.الغيوم تحجبُ الشمس في وسط الربيع .أحيانًا أظنها ستمطرفأتأهب للدعاء تحت المطر كي تعود.لكنها تنظر إليّ بسخريةٍ في كل مرة حتى أكاد أسمع صوت قهقهاتها في السماء ، ثم تمضي في طريقها واضعةً الشمس في حقيبة يدها الصغيرة للتركني في ظلامٍ مميت.النجوم أقل وميضًا في غيابك، وبيتنا-اه من بيتنا- قارصُ البرودة. تظنني أهذي أليس كذلك؟ كيف للبرد أن يطرق بابنا وسط الربيع؟ لكنه تجرأ في غيابك يا حبيبي، أنت من تحميني من الصقيع.حسنًأ سأعترف،أطرافي دافئة لكِنَ قلبي يرتجف فهلا أتيت؟ لا أعلم كيف مرت كل تلك الأيام على رحيلك لكنني أنام،أنام كي أراك أكثر يا حبيبي؛ ففي النوم خَدَرٌ لا يعرفه سوى مشتاق.أكان عليك حقًا الرحيل؟ أعلم أنك ضجرت من هذا المكان، لكنه كان يجمعنا معًا،يؤينا معًا على الأقل. أُحْضِرُ الجرائد في كل صباح وأُحَضِر فنجانين من القهوة المفضلة لديك..

وأنتظر...

                                                                                      حبيبتك،

                                                                                        ليال

#أقلام_مارس
#WritersMarch
#سُلوان

سُلوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن