الرسالة الثانية

7 0 0
                                    

القاهرة،الرابع والعشرون من مارس٧..٢

أيها الحبيب،
   لا أعلم ما الذي حدث وكيف ذهبت في ليلةٍ وضحاها.لست خرقاء لكنني لازلت لا أستطيع استيعاب الأمر حتى هذه اللحظة.أن تجد شخصًا بجانبك في لحظة ثم يختفي من
الوجود في اللحظة التالية هو أمرٌ لا تستطيع خلايا عقلي الصغير أن تدركه.كيف ذلك؟ كيف ترحلون بهذه السرعة الفائقة؟ و لماذا تتركون لنا أجسادًا بالية يواريها التراب ؟ لماذا لا تأخذوننا معكم  أيها الراحلون ؟ تمر الأيام وأنا لازلتُ واقفةً عند تلك الحقيقة الأشبه بالخيال.أنت لاتزال هنا،في كل تفاصيل الحياة.أكاد أسمع صوت ضحكاتك العالية وأشتم رائحة عطرك المفضل في  كل مكانٍ أذهب إليه. لازالت بقع الشوكولاتة عالقةً في ملابسك أيها الطفل الكبير.أنت هنا لكنني أريدك أكثر، فأنا أخشى عليك من الضياع و أخشى على نفسي من التيه.
   كنت أتحدث مع صديقتي اليوم فقالت مازحةً :"ماذا لو كان بإمكان المرء أن يصبح كرسيًا ؟"
ورغم أنها بدت محض دعابة إلا أنها فتحت بداخلي باب خزانةٍ قديمة ملأى بالأسئلة  خلت في يومٍ أنني قد أضعت مفتاحها إلى الأبد.
ماذا لو كان بإمكاني أن أصبح أريكةً في غرفة أحدهم ؟ ألم يكن ذلك أنعم وأدعى للراحة والهدوء؟ فلا مشاعر ولا أفكار ولا شيء يؤرق الحياة؟ ولكن ماذا لو كان لدى الأُسرة التي تملكني الكثيرُ من الصغار المشاغبين ؟ ألا يكسرون ظهري بقفزهم فوقي ليل نهار، بينما تصيح أمهم المسكينة ليتوقفوا عن اللعب ؟ ماذا لو اجتمع فوقي الأحبة لقرائة الكتب و مشاهدة التلفاز ؟بل ماذا إن شهدتُ نحيب أحدهم وبللت الدموع الغزيرة وسائدي ؟ وماذا لو ...
الحب أعمى يا حبيبي ،يعمينا حتى عن تلك الآلام الجثيمة التي تلحق بصدورنا حين نفقد الأحبة،يوهمنا أن الأحبة يبقون إلى الأبد، وحتى إن زلزلت الأرض وانفجرت البراكين فسيبقون لأجلنا.لكن الأحبة يرحلون..ويحملون معهم قلوبنا إلى غير رجعة...
لكننا لابد أن نلتقي..

أحِبك...

حبيبتك،
ليال

#WritersMarch
#أقلام_مارس
سُلون#
#ما_قل_ودل
#lessismore

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 11, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سُلوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن