رسالة

40 5 2
                                    

مرحبا يا هذا:

إذا كان هناك امر مزعج هوَ ذكري لهذا الموضوع. لا اعلم من أنت؟

أو كيف حصلت على هذه الورقة التي بين يديك من الأساس. لكن إذا كنت من ضواحي هذه المدينة التي باتت كآيبة في نظري.                                                       –هذا مختلف بطبع من وجهة نظرك أنت –

فأنت بطبع تعرف قصة المدرسة التي حصل فيها عملية إطلاق نار. هذا مريع اعلم ذلك. لكن ما أريد أن أصل أليه هو أن كان ابنك هو الواحد من العشرة  قتيل اللذين قتلوا جراء إطلاق النار العشوائي. فأعلم إني بذلت قصار جهدي للانتقام لكن على الأغلب أن الأمر لم يسري كم خُطِطا له. لعلمك قُتلا ابني معهم. هذا مؤلم أن أتجاوز الأمر لكن اعتقد أنَ عقلي اخلف في وعده أن ينسيني امر الفقدان. لكن الأمر الأكثر ما يمكن قوله انه غير عادل لنفس هوا الم الفقدان الذي سوف يلحقني تحت تربتي.

أنا ميتة الأن!

لا اعلم إلى أي مدا كتبت فيها هذه الرسالة بعد أن وافتني المنية. التي الأن تكتب كلامي في الرسالة هيا طبيبتي النفسية. كنت احتاج هذا العلاج وبشدة. لا يمكن للمرء أن يبقى على أي حال بعد حادثة أصابته. اعلم أنني أتكلم بدون أي وعي مني. لأن هذا طبيعي أي شخص طريح الفراش والمغذي متصل بوريده ولا يوجد غير أضواء الأجهزة تنطفئ ثم تعاود الإضاءة وظلمة حالكة في زواية الغرفة وشخص يكتب. أصبت بمرض يدعى (انسداد شرايين القلب) وكان من اهم أسبابه الضغوطات العصبيّة والنفسية وغيره لكن هذا ما كنت أعاني منه من أسباب. دخلت في غيبوبة وفقدت ذاكرتي بشكل مؤقت. الأمر المحزن إني لم أشارك أحد ذاكرتي سو الأشخاص اللذين فارقوا الحياة أي بمعنى اصح أن الأشخاص اللذين عشت معهم هم في الأصل ليسوا موجودين أي ميتون! وهذا م يصعب الأمر على أن استرد ذاكرتي المختفية. هذا كل م اعرفه بعد أن ساعدتني الطبيبة في سرد بعض من شريط ذكرياتي المفقود بطريقة أجهل أمره إلى وفاتي.

حينها أيقنت إني أريد أن استسلم للأمر الواقع. واني يجب أن اسلك حياة جديدة في دار البقاء الذي سوف اذهب أليه بعد ساعات معدودة من كلامي هذا. لكن أتعلم ما هو الشيء الذي يجعلك لا تهتم بحياتك التي في المحك؟ هيا أراء الأطباء. الذي يقول إنك بخير وسوف تعيش والأخر عكس كلامه إنك سوف تعيش لأيام يمكن عدها على أصابعك. لا اعلم حقا الأن أن كنت قد عشت أو مت. أتعلم شيء ربما أكون ما زلت على قيد الحياة وتعالجت وتزوجت وأنجبت وأصبحت أحيك الصوف لأحفادي وانا منسيا عن امر هذه الورقة منذ سنين عِدا. هذا الكلام لا فائدة منه ولن يفيدك بشيء ولا حتى لي. كل ما في الأمر أن العالم قاسي جدا ومليء بالأحزان التي سوف تتعب قلبك وتجعلك تنهار ليلاً ونهاراً. أنا الأن أغمض جفوني لأخر مرة أرى فيها بصيص النور التي الأن تحول إلى ظلمة دامسة. خسارة تلك الأرواح الراحلة. لم أعش مثلما أريد. انقلاب الموازين امر طبيعي للبشر. ها أنا أطلق أنفاسي ودموعي الأخيرة. قلبي الأن سوف يتوقف انه يخفق بقوة يجعلني أتألم وبشدة. وداعاً أيها الذي لا اعرف اسمه. وداعاً لطلابي الأعزاء

 و...

ودعاً (دانيال)

أليس من المفترض منك أن تتوقع مني أرحب بهم بحكم إني سوفَ ألقاهم الأن؟

إيزابيلا جاكوب

2019 – 1996

مرحبا يا هذا:

ادعى ليوني جوشوا. أنا طبيبة من قسم (الطب النفسي للحالات الطارئة). خرجت بشهادة امتياز في هذا المجال. أن حالت إيزابيلا شبه معدومة. لم أكن الطبيبة الوحيدة التي ساعدتها لو بالقليل. ساعدوها من هم قبلي أي لم أكن الطبيبة أو الطبيب الأول في نظرها. لكن أكثر ما يمكنني قوله إنها عانت الكثير جدا في حياتها. قبل أن تقوم برمي الورقة اختبر نفسك وضع نفسك مكانها؟ أن كل من أحببتهم بشدة ينعدمون من الحياة أمام ناظريك وبشكل مأساوي؟ هل شعرت الأن. للمرة الأول يؤثر على مريض إلى هذه الدرجة وانا لأن اسمع صوت انقطاع الحياة من الجهاز ولقد ماتت أمامي وهيا تخبرك أخر كلماتها. دع الورقة حيث وجدتها. ربما قد تصل رسالتها إلى من يفك رموز شفرتها في كلماتها.

وداعاً أيها الغريب.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 17, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تنفيذ الوصايا العشر - ارواح راحلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن