جاء في الاثر عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعلي بن موسى (عليهما السلام): يا بن رسول الله، ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: «إن المؤمنين يزورون ربهم في منازلهم في الجنة»؟ فقال (عليه السلام): «يا أبا الصلت، إن الله تعالى فضل نبيه (صلى الله عليه وآله) على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومبايعته مبايعته ، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال عز وجل: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ ، وقال: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله تعالى. ودرجة النبي (صلى الله عليه وآله) في الجنة أرفع الدرجات، فمن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى». قال: فقلت له: يا بن رسول الله، فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله تعالى؟
فقال (عليه السلام): «يا أبا الصلت، من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه ورسله وحججه (صلوات الله عليهم)، هم الذين بهم يتوجه إلى الله عز وجل وإلى دينه ومعرفته، وقد قال الله تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ* وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ، وقال عز وجل: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ، فالنظر إلى أنبياء الله تعالى ورسله وحججه (عليهم السلام) في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة، وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة. وقال (صلى الله عليه وآله): إن فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني. يا أبا الصلت، إن الله تعالى لا يوصف بمكان ولا تدركه الأبصار والأوهام».
«برهان البحراني»
__
#من_وحي_الحديث