#حب ماسينچر#
اسمي مروه زوجة وأم، بدأ الأمر عندما تملكني الشك في زوجي وتصرفاته الغريبة، فقمت بعمل 'اكونت' وهمي على 'الفيس بوك' لمراقبته وكانت الخطة محكمة، ولكي يقتنع بالأمر قمت بإضافة بعض فتيات لا أعرفهم وبعض الصور المنتشرة للفنانين على جميع صفحاتنا الشخصية، كان اسم 'الاكونت' الحنين إلى الماضي، وحين كانت تسألني الفتيات عن اسمي استخدمت اسم مستعارا وهو سارة، وقد افتعلت أني أرسلت طلب صداقه بالخطاء إلى زوجي من' الاكونت' الجديد لأقوم بإرسال رسالة عبر 'الماسينج'ر اعتذر فيها، وما كان منه إلا قبول الاعتذار ليسألني عن اسمي كوسيلة لفتح الحديث، قولت له أن اسمي سارة غير متزوجة عمري ثلاثون عاما، فسألته عن حالته الاجتماعية، إلا أنه فاجاني حيث قال أنه ليس متزوج ويبحث عن فتاة جيدة لخطبتها، بدائنا نتكلم بالساعات كل يوم إلى أن طلب مني إحدى الصور آو سماع صوتي، لكني تحججت بأني لا أستطيع فعل ذالك لان أسرتي محافظه جداااا، ظل يلاحقني بالرسائل منذ خروجه من المنزل حتى عودته وعندما ينفرد بي في المنزل اسمع منه كلمات الغزل واني المرأة الوحيدة في حياته.
وفِي إحدى المرات مللت منه فاستخدمت 'البلوك' لزوجي ولكني لم أقوي على مواجهته كانت تأتي لي طلبات صداقه لا حصر لها كنت ارفضها جميعها، ولكن ذات مرة استوقفني 'اكونت' باسم غريب لشاب في منتصف الثلاثينات، كان هناك فضول مني لدخول صفحته لأجد كلمات رقيقه وأسلوب رائع وبعض أبيات الشعر كان 'الاكونت' باسم. /خطر ممنوع الاقتراب/ ولكني لم اسمع النصيحة واقتربت بشدة.كنت امسك هاتفي لأقرأ صفحته بعنايه وانتظر منشوراته بفارغ الصبر وكلامه الغامض بحثت عن صوره شخصيه له ولكني لم اجد
وفِي احدي المرات استجمعت قواي وارسلت رساله عبر الماسينچر كان محتواها
انا لا اقبل الرجال ولكن اسم الصفحه والصوره الشخصيه المتمثله في جمجمه تحيطها عظمتين في علامه اكس اثاروا فضولي
وانتظرت ان يرد ولَم يفعل وقتها
فقدت الامل في هذا اليوم وانا انتظر رده ومر يوم اخر كذالك لانسي الموضوع
ولكني كنت معجبه جدا بأفكاره وكلامه كنت ادخل الفيس بوك لأبحث عن ما هو جديد وفِي احد الايام جاء الرد وكان محتواه كالآتي. انا اسف مكنش عندي وقت ارد عليكي
لأكتب بسرعه انا اللي اسفه اللي اقتحمت عليك الماسينچر
يكتب هو الاخر لا ابدا مفيش حاجه انا بس مش متعود اني اكلم حد خاص
اندهش واكمل كتابه هو فيه راجل مش بيدخل الخاص يتعرف علي بنات😇😇😇
ليرد ويقول انا☝️
اكتب وقد ذاد فضولي هو انت اسمك ايه؟
ليرد هشام
انتظرت ان يسألني عن اسمي ولكن لم يفعل
لأكتب دون ان يسأل وانا اسمي ساره😊
ليرد اتشرفت بيكي بعد اذنك عندي شويه حاجات عاوز اعملها ممكن نكمل كلامنا بعدين
اكتب وانا اشعر بالضيق
زي ما تحب😔😔😔😔
ليرد هو انتي زعلتي مني علشان هسيبك طب خلاص خليني معاكي شويه😊
اكتب وانا اشعر بالسعاده ايه ده هو انت بتضحك زينا😍😍 حلو الايموشن ده
ليرد ساعات بضحك مش دايما
الدنيا معدش فيها حاجه تضحك
لأكتب من جديد وليه بقي الكآبه دي
ليرد انا اسف 😔 حقك عليا
اكتب في تردد هو انا ممكن اطلب منك حاجه من غير زعل توعدني
ليرد في ذكاء مبالغ فيه
عارف انتي عاوزه ايه طبعا
عاوزه صوره اكيد لو صح يبقي بكره علشان مش معايا دلوقت
اضحك وانا اكتب😁😁😁
متشكره اوي تعرف اني هتجنن واشوفك
ليرد قائلا متشوفيش وحش
اكتب من جديد ممكن اطلب منك حاجه
ليرد طلباتك كترت😠 انا مضطر أقفل دلوقتي بعد اذنك سلام
اكتب انا ايضا 😔 سلام
لم أنم في هذه الليله ولكن الغريب في الامر حين اتي زوجي قابلته بترحاب وابتسامه عريضه
ليقول لي مالك يا مروه بتضحكي ليه انتي عيانه الف سلامه عليكي
لاقول ياريت ابقي عيانه كده علي طول
تغيرت حياتي بالكامل أصبحت انسانه اخري اعيش بحب هشام في قلبي حب محرم كنت احتقر من يفعله وكنت اعتبره خيانه ولكن كان يكفيني الحديث اليه بضعه دقائق قليله كل يوم وحين أرسل لي صورته الشخصيه رائيت في عينيه ما لم اره في رجل اخر لن اتحدث عن الوسامه فهو انسان عادي في الشكل ولكن وجدت فيه ما ابحث عنه وهو الامان والحنان الذي افتقده من زوجي قد تقولون لماذا لا تطلبي الطلاق اولا ثم افعلي ما شئت
ولكن أطفالي ماذا اقول لهم حين يعلمون اني تركت والدهم لأتزوج شخص اخر بالطبع سيقولون اني خائنه ولكنهم لا يعلمون ما بداخلي كأنثي تريد ان تشعر بأنوثتها ليس فقط امام المرآه او في احضان رجل بل تبحث عن من يحتويها في حنان حتي لو بمجرد كلمه في احد المرات طلبت رقم هاتفه لكنه رفض في البدايه ولكن وراء إصراري قبل طلبي اخيرا
حين سمعت صوته ازدادت ضربات قلبي شعور لم امر به طيله حياتي كنت اريد ان اقول له الحقيقه وكنت اريد ان اسمع اسمي منه هو ولكني ترددت ولَم افعل في البدايه كان مهذبا لم يطلب ان يراني
او يسمع صوتي كنت انا من يبدأ دائما عندما كنت اري تعليقا من احد الفتيات علي صفحته كنت اشعر بالغيره وكأن نيران تلتهم قلبي
وعندما كنت ألومه كان يقول لي انه تعليق عادي وأنها مجرد صديقه لأقول له وانا ايضا مثلها صديقه كنت افرح عندما يقول لا بالطبع انتي شيء اخر سألته هل تحبني كان يقول يكفيني ان اتحدث اليكي دون عن البشر
لاحظ زوجي التغير مع مرور الايام كنت اعطيه بعض الاهتمام الزائد وذالك لشعوري بالذنب اتجاهه
وبدائت ايضا معاملته تتغير هو الاخر للافضل فقد زادت منه بعض عبارات الثناء والمدح في جسدي ووجهي المشرق دائما
مرت الشهور وانا اتكلم مع هشام بانتظام وفِي احدي المرات جائت صديقتي المقربه وكان وجهها متغير سألتها ما.السبب قالت انها رائت زوجي ومعه احدي النساء يصعدون الي منزل بجوارها مما جعلها تسأل حارس عقار ليقول لها ده ساعده البيه وحرمه لسه متجوزين جديد
في العماره وقتها شعرت بدوار
وكاد ان يغمي علي لم أصدقها وأردت ان اري خيانته بعيناي وفعلت راقبته لاجده يخرج من العماره ويده تحيط بكتفها وابتسامته التي لم اراها منذ زمن تعلو وجهه
لأعود مسرعه الي المنزل ابعث برساله عبر الماسينچر واقول ألحقني يا هشااام
*ألحقني يا هشاااام* قولتها وأنا امسك هاتفي برسالة نصية ذهبت لمن أجد معه الراحة والأمان ذهبت إليك آنت يا هشام، كنت ابكي بشده لأجد منه رسالة مكتوب فيها *مالك يا ساره*
أقول وقتها وقد نسيت نفسي *جوزي اتجوز عليا *،
ليسكت طويلا مرت دقائق ولَم يرد اشعر بالجنون فهو لم يتركني قبل ذالك حين احتاجته فهل قلت له شيء جعله يشعر بالضيق ام مل من كثره مشاكلي، راجعت النص وتوقفت عند *جوزي اتجوز عليه*، لأضع يدي فوق رأسي فأنا لم أقول لهشام بأني متزوجة وهو قليل الأسئلة وحمدت ربي وقتها على هذا ولكن خرجت الحقيقة وحدها دون أن يطلبها ماذا افعل ألان كتبت رسالة أخرى اطلب منه أن يسمعني طلبته في مكالمة صوتية لأجد هذه الجمجمة والعظمتين وتحتها خطر ممنوع الاقتراب لقد حذرني قبل أن أتكلم معه باسم الصفحة.
لم يرد. لم يرد لم يرد، كدت اشعر بالجنون، ولكني سمعت إشعار بوصول رسالة فهل يكون هو،
نعم انه هو ولكن محتوي الرسالة قصير فقد كتب *وَيَا تري كدبتي عليه في ايه تاني*
لم أتردد هذه المرة ولن اكذب عليه مرة أخرى أخذت القرار وأنا امسح دمعة سقطت على شاشة الهاتف وكتبت:
*اسمي الحقيقي مروه وصدقني انا مش كذبت عليك في حاجه تانيه واعدك مش هكدب عليك تاني
***********************
منزل هشام
لك أن تتخيل حياة البطل
يجلس هشام في احد أركان الحجرة الصغيرة وكأنه يختبئ من شيء، تجد بجواره هاتفه وعلب السجائر وفنجان القهوة الذي يتناوله على مراحل إضافة إلى بعض الحبوب المهدئة.
وجهه المغى بلحية طويلة يوحي على أنه يحمل سرا أو هما في صدره،
بعد آن رأى الرسالة الأولى *جوزي اتجوز عليه..*،
ترك قلبه داخل هاتفه ووضعه أرضا وأخذ يفكر لدقائق،
ولَم يبالي بعشرات الرسائل والاتصالات التي تصل منها،
ولكنه أراد أن يعرف الحقيقة وقد فوجئ عندما قرأ إسمها *مروه...*،
امسك قلبه من جديد ليكتب رسالة جديدة *مش لاقي مبرر لكدبك*،
فيصله الرد منها *كنت خايفه لم تعرف اني متجوزه تسبني*،
ليكتب هشام سريعا *علشان يا مروه انتي حسه بشويه سعاده وهميه، زي الحبوب اللي انا بخدها لما بخدها برتاح ولما ببعد عنها بحس اني هموت ومش قادر اعيش*،
وقتها ما وصله كرسالة منها كان كفيلا أن يوصل له شعورها بالخوف حيث كتب :
*..لا مستحيل يا هشام انا بحبك بجد ممكن تقول عليه زباله حقيره صحيح انا متجوزه لكن فين حقي مع جوزي انا محتاجه اتكلم محتاجه اللي يسمعني محتاجه احس بالامان... يعني هو مسموح للراجل يتجوز مره واتنين وتلاته ويكلم دي ويسيب دي وفِي الاخر بيتقال اهو راجل لكن انا لما احب بس اتكلم ابقي - شو-....*،
هشام *عارفه يا مروه ، انا كمان خونت مراتي وعملت زي جوزك واهملتها وهي عملت زيك وكلمت واحد عل ماسينجر*.
*********************
نزلت كلمات هشام كالصاعقة على مروه ولَم ترد ليكمل هشام من جديد * ايوه يا مروه بدل ما اسمعها وابقي جنبها خنتها راحت تدور على اللي يسمعها واللي كان المفروض يبقي انا، للاسف انا مش ملاك يا مروه انتي رسمتي صوره شخص في خيالك ورسمتيني زي ما انتي عاوزاني اكون اخدتي القرار اني احسن واحد في الدنيا من مجرد كلمتين كتبتهم من قلبي افتكرتيني ارق وأطيب واحد في الدنيا وقولتي عليه أمانك، وانا اضعف مما تتخيلي*، كان يبكي هو الأخر ثم أكمل *كلنا خسرانين محدش فينا كسبان يا مروه*، كان رده مفاجأة لي أنت أيضا خائن يا هشام ولكنك ألان الخائن التائب فمن منا لا يخطي،
لأكتب له *هشام اعمل ايه دلوقتي، اللي انت تقول عليه انا هنفذه حتي لو عاوزني اخرج من حياتك صدقني المهم توعدني تخلي بالك من نفسك*،
يقرأ هشام الرسالة ويكتب *احنا بندفع اخطاء افعلنا يا مروه لا انتي غلطانه ولا انا غلطان واللي يقولك انك غلطانه قوليلوا انا شيطانه يا شويه ملايكه كل واحد بيحكم في الدنيا دي زي ما هو عاوز وكل واحد فينا فاكر نفسه مش بيغلط، انتي ضاحيه وانا زيك الناس اغبيا مفكروش لما ربنا قال اني جاعل في الارض خليفه وبعد كده دخل ادم وحوا الجنه طب ازاي دخلهم الجنه وهو اللي قال اللي احنا هنبقي علي الارض في حواره مع الملائكه علشان عارف سبحانه وتعالي ان احنا مش هنعمر في الجنه وهو سبحانه اللي خلاه الملائكه يسجدوا لينا وهما عرفين ان احنا هنفسد في الارض كل حاجه حولينا غلط، انا دلوقتي بس اتاكدت ان مراتي بعد اللي عملته بريئة زي ما انتي كمان بريئة يا مروه واللي مش عاجبه كلامي يخبط دماغه في الحيط*،
كنت ابكي وأنا أرى كلماته، كنت انزف دما من قلبي فقد دخلنا سويا هذا العالم الافتراضي، عالم غريب مليء بالغموض والأسرار وعليك آن تنتبه جيدا لكل ما يدور من حولك فأنت لا ترى بعينيك ولا حتى بقلبك فقط تشعر بإحساسك الذي يصدق أحيانا ويكذب أحيانا أخرى اكتب له واشعر أني اقتربت من النهاية، رسالة كان محتواها كالآتي:
* خلاص يا هشام انا هبعد عنك بس عارفه ومتأكده انك انسان كويس سامحني لسه بكتب باحساسي بس متاكده انه المره دي صح مع السلامه يا اطيب راجل عرفته في حياتي ومتقولش على نفسك خاين كلنا خاينين وخالي بالك من نفسك*،
ليكتب هشام هو الأخر رسالة وداع *حاضر يا مروه وانتي كمان خالي بالك يعلم ربنا بغلاوتك عندي مع السلامه*.
تنزل الستارة عن مشهد يتكرر كثير هذه الأيام أصدرتم أحكامكم منذ الحلقة الأولى وانا لا أُعتَرَض، ولكن أنت وأنتي لستم مثلهم فلا تحكم ولا تصدر قرار قبل أن تعلم الظروف فكل منا بداخله صراع من نوع خاص كلنا نحمل هواتفنا هاربين من كل شيء حولنا من تهرب من صراخ طفل أخر اليوم... تهرب من التفكير في مشاكل الحياة.... أنتي تبحثين عن زوج.... وأنتي مطلقه.... وأنتي أرمله... وأنتي متزوجة يائسة وأنتي طالبه جامعية تتعرض لمضايقات من الأهل وأنتي وأنتي وأنتي....
هل تعتقد ان القصة انتهت لم يمر سوي يومين لتمسك مروه هاتفها من جديد وتنظر على 'بروفيل' خطر ممنوع الاقتراب وترسل رسالة محتواها:
* ازيك يا هشام*،
لم تمر ثواني وتتلقي الإجابة*ازيك يا مروه*
***************************************
"انا الشيطان يا شويه ملايكه".
النهاية
انتظروا كل ما هو جديد