معجزة ديسمبر

198 21 210
                                    

صَادفا بعضهما بعد إنتظار طالَ سنوات..
قطراتُ دمعٍ سالتْ على وجنتيه ، والآخر تلألتْ عيناهُ وابتسمْ
تقدمَ بيكهيون بعد أن تغلبتْ رغبتهُ الجامِحة في احتضانِ صديقهِ الأصغر واخذهُ في عناقٍ عميق..
يزيلُ شوقه ، يحكي له ما اعتراه من فتور وضجر…
على رصيفٍ ملأتهُ الثلوج، في آناء الليلِ التقيا ولربما تصادفا..
كانت اشبه بمعجزة..
فتنهد كاي و ابتسم بعمق.. وقال احرفه بنبرة بلهاء ممزوجة بالنشوة، وبرر ماسكا ذراعي صديقه :

((لمْ ارغب في ترككَ يا صديقي ، لقد كان القدر ،
حاولتُ الوصول اليكَ ولكني عجزت ، ذكراكَ عالقةٌ في اعماقِ اسراري.. هاقد وجدتك! .. ))

وطالَ الصمت.. ولربما كان الوسيلةَ الأفضل للحديث.. او اصبح التواصلُ بينهما الهدوء.. او السكون.. ولربما البسمة.
جلسا على مسطبةٍ خشبية ليخوضا حديثهما العميق .. اما عن  الاكبر كانَ داخله مترع بالسعادة.. ينسجم بابتسامته وضحكاته مع كل قول لجليسه.. كأن بهائهما قد عاد ، بهائهما القديم ، شغبٌ وعفويةٌ ووئام.

هناك الكثير من العتاب ولكنهم تغاضيا عنه.
.
.
نظر بيكهيون الى السماءِ قاصداً بعضَ الذكرياتِ ، وقالَ لجليسه الاصغر :

((أتذكر كمْ كنتُ أُحبُ النظرَ الى السماءِ ليلاً، لقد...))
((لقد كُنتَ تصفُ لي تفاصيلها وتخلقُ كوناً لربما خيالياً ولكنه غريب، هلا فعلت من جديد؟))
قاطعه..
وبيون اتسعتْ ابتسامتهُ مع كلِ كلمةٍ قالها كاي..
ثم اغلق عيناه ، وفتحهما من جديد ، وهو ينظر في الفضاء الغامق العميق ويقول :

((ليلتُنا سماءُها صافية بعد ان اغرقتنا بقطعٍ قطنيةٍ بيضاءَ شتوية اطلقوا عليها اسم الثلوج..و تلك السماء مرصعة بلؤلؤات تلمعُ كلونِ صداقتنا الفضي، انها تخاطبنا في اغلبِ الاوقات ، ترسمُ صوراً لنْ يراها إلا مَن يَنظرُ اليها بعمق، لقد كانت ترسِمُ لي صورتك ، وادركتُ انها قد اخبرتني اني سألقاك ..
اما عن ذلك الصغير الرمادي ، ذلك كوكبنا، يَرَوهُ صغيراً لكنهُ كوننا الكبير ، ينيرُ عتمتنا وإن كانَ ضوءهُ ضئيل ، يُصْدِر موسيقى لا احد يدركها غيرَنا يا صديقي.. واسمهُ القمر ، وعندما يلقانا يكتمل ، نراهُ هلالا حين نشرعُ بالرحيل وكأنه يحتضر، يزيلُ بريقهُ ليخبرنا بالرجوع ، كل مخلوقٍ يرى ان اكتمالهُ منتظم ، في وقتٍ من السنة ولكنْ وحدنا من نَرى انه يكتملُ حين نلتئم…  كأنه وجد من يراه بشكل مميز ، يرى عمقه وجماله كغير المعتاد ، هو كوننا لاننا احببنا ذلك الكوكب ، احببناه بطريقة مميزة.. وهو ايضا احبنا ولم يرغب بفراقنا  ))

والاخر ابتسم ، احرفه كانت تأبى الخروج فصمت للحظات ونظر الى السماء ومن ثم قال :

(( انت تجيد وصفها وان لم يكن وصفا حقيقيا))

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 06, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Our meeting deserved to wait حيث تعيش القصص. اكتشف الآن