الفصل الاول
دون سابق انذار
في مكتب مغلق باحدى المباني الادارية يجلسان زين و ادم
الشبان الصديقان منذ الصغر ينظرون بتركيز و اهتمام شديد في الاوراق الملقى امامهم علي المكتب.
زين ضابط برتبت رائد في التاسعة و العشرين من عمره شديد الوسامة طويل القامة و عريض المنكبين ذو جسد رياضي، ابيض البشرة ، ذو عنين عسليتين جذبتين و شعره اسود ناعم للغاية كثيف الى حدما.
ادم ضابط برتبت رائد ايضآ في السابعة و عشرين من عمره شاب وسيم ابيض البشرة ذو وجة مستدير و عنين سوداء و شعر ناعم كستنائي اقرب الي البني ، طويل القامة ايضا ذو جسد رياضي جدا
و رغم انهم صديقان حميمان منذ الصغر لكن شخصية و اسلوب كل منهم مختلف تمامآ عن الاخر ، ادم رغم طبيعة عمله الا انه شخصية محبوبا و مرح علي عكس زين يتميز بالدهاء و الرزانة و الجدية و في بعض الأحيان قد يكون عصبي ولكن يعود الهدوء بعد فترة
امسك زين علبة السجائر و اخرج سيجارة و وضعها في فمه و اخذ ينفث دخنها بشرود و هو يرح ظهره على المقعد ، حتي قطع شروده صوت ادم و هو يقول : بتفكر في ايه
رد زين بسخرية و لم يحرك بصره عن الفراغ : بفكر احنا قد ايه فشلين
سند ادم ظهره علي المقعد و هو يقول بفخر مصطنع : اتكلم عن نفسك لو سمحت انت فاشل دا شئ يخصك انما انا لا
نظر له زين بغيظ و قال بستنكار و هو يعتدل في جلسته : والله .. انت عملت الشغل الطلبته منك و جبتلي معلومات عن الزفت الاسمه سليم دا
نظر حوله ثم قال بدهشة مصطنعة : انا
رد زين بغيظ وهو يلوح بيديه : لا امي
حرك ادم كتفيه و هو يقول بمزح : طيب امك انا مالي آآ..
لم يكمل جملته لانه رأى زين يمسك بالدباسة بجانبه علي المكتب و كاد ان يقذفه بها لكن اوقفه ادم و هو يقول بسرعه : خلاص خلاص هفهمك
نظر له زين بغضب فاكمل ادم : انت مش شايف سيادة اللواء طلب مننا نتابع كام قاضية .. هو احنا عارفين ناخد نفسنا يا راجل
- و هو الانا طالبه دا مش شغل
- لا مش شغل
نظر له زين بدهشة فاكمل ادم : علشان انا و انت عارفين انه مالوش اي تلاتين لازمة حتي لو جبتلك ارار الراجل دا ولا هتفيدك بحاجة علشان هو اكيد محرص نفسه كويس ... واحد زي دا مش سهل
- لا صدقني لو عرفنا عنه كل حاجة و ضورنا وراه كويس هنعرف نوقعه اعمل بس القلتلك عليه
- طيب و بعد ما اجبلك كل حاجة عنه هتعمل ايه
- اكيد هلاقي حاجة توصله لحبل المشنقة
ابتسم ادم و هو يقول بتهكم : و لو ملقتش
نظر زين امامه بشرود و رد بتوعد و اصرار : لا هلاقي .... انا متأكد
_________________________
في الاسكندارية عروس البحر تحديدآ في احدى البنيات الحديثة كانت تقف فتاة في الخمس و العشرين من عمرها جميلة جمال خاص ، لديها رشاقة و سحر عارضات الازياء ذات القوام الممشوق و المتناسق يؤكد انها رياضية من الدرجة الاولي....
وجهها ذو ملامح جميلة و رقيقة و عنين زرقاوتان اشبهان بلون السماء وشعرها الناعم البندقي المموج الذي يصل الي خصرها.....
تقف امام مكتبها الموضوع بأحدى زوايا الغرفة تطرق بأنملها علي لوحة حسوبها الالي و هي تنظر بتركيز الي شاشته
حتي سمعت طرقات علي باب غرفتها ليفتح الباب شاب في الواحد و العشرون من عمره طالب في كلية الهندسة المعمارية ، ذو وجه مستدير وعنين بنيتان ، ابيض البشرة ، ذو شعر ناعم بندقي
هتف و هو يدلف الي الداخل : رهف سلفيني اللاب بتاعك
سألته رهف و مازالت تنظر الي شاشة حاسوبها : ليه
- علشان عوز اعمل بحث مهم
اغلقت شاشة الحاسوب ثم اخذته و اتجهت الي اخيها و هي تقول : اتفضل
التقته منها و هو يقول بمرح : تسلمي يا غالية
ثم التف ليخرج لكن تذكر شئ فعاد اليها و هتف بتسأل : هو انتي نزلا النهارده
قطبت جبينها بستغراب و هي تجيبه : احتمال ...بتسأل ليه
ارتبك قليلآ ثم اجابها : لا عادي
ثم التف ليخرج لكن اوقفه صوتها : تعالي هنا يا عمر مش مرتحالك في ايه
نظر اليها و مال عليها ليقول بهمس : اصل في ضيوف جاين النهارده
قطبت جبينها وهي تقول بنفس همسه : ضيوف مين
رد و مازال علي وضعيته : ماما جيبالك عريس
تهجمت ملامحها و اعتدلت في وقفتها : اه قولتلي بقى اتريها عمالا تروق و تشيل و تحط ... ماشي و ماله ينور
قال عمر بشك : نوياله على ايه
حركت كتفيها ببساطة : ولا حاجة هستقبله احسن استقبال
حك عمر طرف ذقنه : مش مرتحلك بس ماشي .... انا مقولتلكيش حاجة ها
وضعت يديها في جيب سروالها و هي تقول بثقة : متقلقش
ذهب عمر و اغلق الباب خلفه اما رهف فاتجهت الي خزانة ملابسها و ارتدت بنطال من الون الاسود وفوقه كنزة من اللون السماوي .
وقفت تصفف خصلات شعرها البندقي تركته ينسدل علي ظهرها ثم خرجت من الغرفة وهي تهتف : ماما انا نزلا
خرجت من المطبخ سيدة جميلة في اوائل الخمسينات بيضاء البشرة ورثت عنها رهف تلك العنين الزرقاء و ذالك الشعر البندقي الناعم الجميل
هتفت هدى وهي تتجه اليها : ريحة فين يا رهف انتي مش قولتي انك اجازة
ردت رهف بعدم اكتراث و هي تتوجه الي الخارج : رايحة النادي يا ماما
قالت هدى بضيق : ياريت متتأخريش
التفت رهف اليها و ضيقت عينيها و هي تسألها بشك مصطنع : ليه في حاجة ولا ايه
تنهدت هدى و هي تجيبها : ايوه في ناس جاين النهارده
رهف : مين
هدى : اصل سلوى جيبالك دكتور في الجامعة و..
قاطعتها رهف و هي تقول بانفعال : تاني يا ماما تاني
لوحت هدى بيديها وهي تقول بغضب : تاني و تالت و رابع ...هتفضلي كدة لحد امتى
زفرت رهف بضيق و هي تشيح بوجهها بعيدا و لم تجيبها فاكملت هدى بنبرة حنان : يا بنتي نفسي اشوفك عروسة
لم تعلق على جملتها و التفت ثم اكملت سيرها نحو الباب : ماشي يا ماما
استشاتط هدى غضب اكثر و هتفت بين اسنانها : متتأخريش
ردت هي تلج الي الخارج : ربنا يسهل
تنهدت هدى و حركت رئسها بنفاذ صبر غير راضية عن تصرفات ابنتها الطائشة التي دائما تسير بعقلها و تفعل ما تشاء و هذا ما يضعها دائمآ في كوارث لا حل لها
____________________
في احدى الفلل الكبيرة
- ماما يا ماما تعالي شوفي زياد بيعمل ايه
أنت تقرأ
دون سابق انذار...للكاتبة نوران امام
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة .... دون سابق انذار صنعت لنفسها حياة خاصة ، وضعت بها الكثير من القوانين ، لم يجرؤ احد علي تخطيهم ، حاوطت قلبها بكثير من الاسوار ، لانها دائمآ تراودها فكرة ان لا احد يستحق ان تسلب له حياتها او يمتلك قلبها ، لكن دون سابق ان...