الكارثة

0 0 0
                                    

(( بـ قلــبين ـين  )) ٦
بقلمي جودي العباوي

ربما سقط منها هاتفها وعثر عليه هذا الرجل...؟
واتصل لاخبارنا..
نعم نعم لبنى اضاعت هاتفها فهذه ليست المرة الاولى التي تضيع فيها هاتفها..
لالا لا يوجد شيء اخر غير هذا
لم يحدث امر سيء مستحيل
ولرجل يكرر السؤال مرة اخرى
لتستفيق من دوامة الاسئلة التي سقطت على راسها...
نعم..
من انت..
فاجابها
ماذا تقربين لها..؟
لتجيبه بعصبيه من انت تكلم ومايفعل هاتف لبنى معك
انا اختها.. (جودي العباوي)
ليصلها صوت الرجل..
بحزن..
صاحبة الهاتف اصيبت بحادث سيارة...
لكنه لم يخبرها الامر الافجع..
لما سمعه من نبرات صواتها الحادة والخوف الذي يخرج مع كل حرف تنطقه...!
لتتسارع دقات قلبها الذي يكاد ان يخرج من صدرها
اخبرني هل لبنى بخير اختي مالذي حدث لها...؟
فاجابها..
لقد نقلناها للمستشفى وهي في العناية المركزة
والشاب الذي معها حالته حرجة...؟
فتخرج مسرعة وترمي ما بيدها من اوراق غير مباليه بكثرة الناس التي تعترض طريقها فتقوم وبلا وعي منها بدفع هذا وذاك عن دربها لتفسح لنفسها المجال وتجتاز اكبر مسافة ممكنة لتصل لبوابة الدائرة لتصطدم بزميلتها وتستوقفها
مسار مابك....؟؟ 
ومسار ترتجف وترتعش من رأسها حتى اخمص قدميها
فتخبرها بان اختها اصيبت بحادث سير..!
وانا ذاهبة اليها...
فتطلب منها زميلتها مرافقتها فوضع مسار لا يسمح لها ان تذهب لوحدها.......
فاقلت سيارتها وذهبتا الى المستشفى..
وكانه كان ذاك اليوم يوم المحشر..
فكان الزحام غير طبيعي..
وكان الطريق اصبح ابعد مايكون في هذا لوقت
وبعد ان وصلت للمستشفى وسالت عن اختها...؟
ومكانها ووضعها الصحي..
لتصعق بخبر وفاتها..!!!!!!
فتتجمد مكان بلا حراك بلا نفس بلا صوت وبلا دموع
لبنى قد ماتت...
شريكة السكن والغرفة......
شريكة حياتي...
ابنتي وصاحبتي ورفيقتي...!!
ابنتها لطالمة اعتبرت مسار ان لبنى هي ابنتها ومسؤولة عنها
فتنهار وتقع طريحة الارض...
ولحسن الحظ انها اصطدمت بزميلتها لتكن معها في هذا لوقت العصيب...
لتستفيق بعد ان اجرء الاطباء الامر اللازم لها واعطاها بعض المهدئات...
وتصحوا من صدمتها وتتلقى الخبر مرة اخرى للتتصل باهلها للحضور واجراء ما يلزم من اجل شهادة الوفاة والجنازة
لتنتشل هاتفها... (جودي العباوي)
وتتصل باخيها فلاح وفشل الاتصال مرارا وتكرارا.
والخط خارج نطاق التغطية...
بعد ان بأت محاولاتها بالفشل بان تصل لفلاح
اضطرت ان تتصل ببلال...
لانها لا تستطيع ان تتصل بوالدتها او والدها
وقتها سيكون بدل الجنازة اثنتان
فحتى الان لم تستقبل مسار ولم تستوعب بعد هذا الخبر والفاجعة..
حتى انها لم تستطع البكاء..
وصل بلال ووالده ووالدته للمستشفى فبحث عن مسار وبعد ان وجدها...
وراى ما رأى من وضعها وحالها
بدأت بالاستفسار ان كان باستطاعته القيام بتلك الاجراءات باعتباره غريب حتى انه لا يوجد شيء يثبت انه نسيب العائلة....
بقيت والدة بلال بجانب مسار..
وقام بلال ووالده مع محاولات بلال بالاتصال بفلاح ولكن عبث
وبعد ان رفضت ادارة المستفشى بان يتولى بلال الامر لعدم قدرته على اثبات انه افراد من العائلة
اخذ موبايل مسار ليحاول الوصول لاحد انسابهم لعله يستطيع المساعدة...
لتنبهه مسار بعدم اخبار اهلها
انصاع لطلبها
لكنه كان مجبر ان يخبر احد اخواتها على الاقل لتكن بجانبها
وبعد وصول اخت مسار الكبرى وحالها لا يقل شئنا عن حال مسار
بدأ بلال وعديله بالقيام بكافة الاجراءات
اخذ والد بلال مسار واختها وام بلال وذهب بهم للبيت
وكان دخولهم للمنزل بحال يرثى لها
لتستقبلهم والدة مسار وتتفاجى من منظرهم وحالهم وتحس بوخزا في قلبها....
فهي لم تكن بحال جيد منذُ  الصباح فكانت تصول وتجول ارجاء البيت وهي قلقة وفي صدرها غصة تحاول ان تخفي خوفها عن والد مسار
فهذا قلب الام....
فرأت في وجهوهم كلام صعب ان يقال..
لتتقدم ام بلال بخطوات اليها وتحتضنها وبصوت خافت
انت انسانة مؤمنه ياام مسار
وقدر الله وماشاء فعل...
لتتصنم من هذه المقدمة من الكلام
فمسار امامها واختها لكبرى ايضا..
مالذي حدث..؟ (جودي العباوي)
تحاول الكلام ويخونها صوتها للبوح..
فتنهار مسار واختها سنا بالبكاء لتخبراها ان اخر العنقود وشمعة البيت التي كانت تنيره بدلعها وغنجها وروحها لمرحة
قد انطفت هذا الصباح لتسكن روحها الطاهرة بجوار رحمة الباري عز وجل
لتخر مغشي عليها بعد ان اصدرت صوت صعق الحي باكمله
ليخرج والد مسار على ذاك لصوت
ليرى زوجته ورفيقة دربه مغشي عليها  ارضا وبناتها حوالها يحاولون افاقتها..
ووالد بلال يقف جانبا متربط الايدي فيهرع مسرع
ماذا هناك..؟
مابك ياام مسار..!
ولكل يبكي بحرقة قلب..
ليحاول والد بلال اخباره. بالفاجعة..
ليكن والدها اكثر ثبات وتماسك من باقي افراد عائلته
ليس باعتباره رب الاسرة
ولكنه تقبل الخبر بقوة لان هذه هي ارادة الله
وان الله اذا حب عبدا ابتلاه
ليردد ان لله وانا اليه راجعون..
بقلب ثابت وايمان اقوى من ثباته..
وانتشر خبر وفاة لبنى بين الاهل والاقارب حتى شاع الخبر في الكلية بين الاساتذة وزميلاتها..
ليصعق الجميع..!!
في الصباح كانت هنا معنا...  كيف هذا والان اصبحت  بجوار ربها..
كانت فتاة يضرب بها المثل باحسن اخلاقها وحياها...
ليعج بيت مسار بهم...
ذهب والد مسار للمستشفى ليستلم جثة ابنته ِمسلم امرهُ لله
فلكل على هذا الطريق..
ليسأل لما لم تتصلوا بفلاح كان من لمفروض ان يكون هنا ليقوم بمراسيم الجنازة...
فاجابه بلال اتصلنا به كثيرا ولكن هاتفه خارج نطاق الخدمة..!!
ولا نعلم كيف نصل اليه..؟
فرفع والد مسار هاتفه ليتصل على احد اصدقاءه في العمل
ليخبره انه لم يذهب هذا اليوم للعمل..!
وفي هذه الاثناء.. 
تذكرت مسار عندما اتصل بها ذاك الرجل ليخبرها بامر اختها الفقيدة..
تذكرت انه قد اخبرها بان الشاب الذي كان برفقتها في حالة حرجة..؟
لتحاول استعاب هذا الامر الاخر..
ياترى مع من كانت لبنى من هذا الشاب والى اين كانت ذاهبة معه..!
لبنى لم تخفي عني اي شيء واعلم انها ليست من تلك الفتايات...!!
فانا سرها ومستحيل ان تخفي عني شيء..؟
فحاولت الاتصال ببلال لتخبره ان يستفسر عن الشاب الذي كان معها في المستشفى فقد اسعفوهما معا...!؟
حاولت الاتصال ولكن لانهماك بلال لم يسمع صوت الهاتف
تحير والد مسار اين قد يكون فلاح...!
فاتصل على زوجة ابنه...
فهي حتى الان لم تعلم بوفاة لبنى...!
فتجيب عليه....
وتحس بصوت عمها التعب والحزن..
كيف حالك ياعمي..
فاجابها..
بخير يابنتي والحمدلله..
علم من نبرة صوتها وسؤالها عن حاله انها لم تعلم حتى الان بما حدث..
فيسألها عن فلاح..
هل هو في البيت
فاجابته
لا...
لقد خرج منذُ الصباح ولم يعد حتى الان...!
فاجابها..
الى اين ذهب..؟ (جودي العباوي)
اتصل به خطه خارج التغطيه وليس في العمل
فاجابها..!
ان اتصل بك اخبريه ان يتصل بي..
حسنا ياعمي..
ثم اردف قائلا..
اسمعي يابنتي اتصلي باهلك فيأتي احد باخذ الاولاد عندهم وان يوصلوك لبيتنا..!!
فاجابته..
حسنا ياعمي ولكن..؟
خيرا لما..
فاجابها والدموع في عينه تسقط واحدة تلخ...
لبنى انتقلت لرحمة الله...!
لتنصعق هي الاخرى بهذا الخبر..
فتغلق الهاتف بلا وعيا منها...
والدموع تغسل وجهها كازخات المطر..
كانت لبنى كالبلسم ع لجرح انسانه بكل معنى الكلمة
وماهي الا دقائق وزوجة فلاح  في بيت اهل زوجها
لتجد ان البيت يعج بانُاس تعرفهم ونُاس لا تعرفهم
وحال ام فلاح واخواتها يفلق الصخر..
فتقترب منهم..
لا يوجد كلام في مثل هذه المواقف سوا الدموع من تتكلم
تحاول ان تخفف عنهم..
اكمل بلال وزوج سنا كافة الاجراءات واستلم والد مسار جثة ابنته...
ووصلو للبيت..
وقامت المغسلة بعملها..
وقامت بتكفينها وكانت الاخوات والام حولها كطوق يحيطها والبكاء وقراءة القران والاذكار
ولكل بحالة استنفار بانتظار فلاح
لتشيع الجنازة...
فاذا بصوت اخر ولكن هذا لمرة زوجة فلاح..
لتركض لباحة لبيت تبحث عن والد فلاح...!
وتنادي عمي عمي..
والباحة تعج بالرجال..
ليركض النسابة ووالد فلاح الها..!
خوفا من سمع خبرا اخرى فوالدة مسار بحالا لا يوصف
فتخبره..؟
زوجة فلاح..!
عمي لبنى كانت برفقة فلاح هذا اليوم ...!!
فلاح كان مع لبنى..؟
عمي لبنى وفلاح كانوا معا..!!
لا تعلم ماتقول كلام غير مفهوم..
اهو هول الصدمة...!!
ام ان حزنها بدأ يجعلها تثرثر..
لتخرج مسار على صوت زوجة فلاح..
مالذي تقولينه..
وتجرها اليها بقوة..!
بنان مالذي تقولينه..؟
لم تهتم مسار وبنان زوجة فلاح بالكم الهائل من الرجال
من صعق مافي الامر..!؟
بنان..
نعم يامسار..
لبنى اتصلت بفلاح في لصباح..
وبعدها اتصل فلاح واخذ اجازة من لعمل وذهب اليها...؟!
وبدأت مسار بالضرب على وجهها..
لالا مستحيل لا تقوليها لالا ليس فلاح..
لكل ينظر اليهما باستغرب..!!
مابهما مالذي يقولانه عن ماذا تتحدثان..؟
بلال يحاول ان يهدأ من وضع مسار..!
ووالد فلاح يهدأ ببنان...!
فتدفع مسار بلال عنها...!! (جودي العباوي)
ابي فلاح في المستشفى وحالته حرجة وخطرة...؟
اذا فالشاب الذي كان برفقة لبنى هو اخاها فلاح...!!!
والحادث المأساوي وقع للاخوة..!!
فواحدة توفيت والاخر لا نعلم ما يخبه له القدر..
عند وصول زوجة فلاح لم تكن تعلم كيف توفيت لبنى
الا عندما سمعت بالصدفة من احدى الاقارب وهي تقص للاخرى عن سبب وفاة لبنى....!
لتقف بجنون وتركض بتدافع مع النسوة بحثا عن والد فلاح...!!
فزلت فاجعة اخرى
على والد فلاح..
وفاة لبنى وحال فلاح الذي كان مجهول باختفاءهُ وعدم القدرة للوصول اليه..
فعند الحادث قد تهشم هاتف فلاح لهذا لم يستطع احد من المسعفين للاتصال باهله...!!
كمان انه من سرعته للذهاب للبنى نسى محفظته التي بداخلها هويته الشخصية..!!
مما جعل هوية الشاب الذي كان برفقة لبنى مجهولة لعدم الحصول على شيء يثبته هويته اسمه او حتى رقم هاتف للوصول لشخص ما ليأتي اليه...!؟
ليهرع زوج سنا وزوج هنا للمستشفى...
ممااضطر والد فلاح لتشيع جثمان ابنته مع اعمامها كانها لم تكنُ تشيع جنازة وانما زفت شابة تساق للجنة..
وبعد العودة من المقبرة اتجه للمستشفى...
ليرى ما حل بفلذ كبده الاخر..
ليراه بحالا افجع..
بغيبوبة
وكسور واضرار جسدية.. (جودي العباوي)
حتى الان لا احد يعلم من ام فلاح واخواته الاخريات بما حل بفلاح هو الاخر ولم هاتفه خارج التغطية..
سوا زوجته ومسار..
لتتصل مسار بوالدها وتسأل عن حال اخيها...؟
فماذا يخبرها ليزيد الطين البلا..؟
فالوضع لا يسمح بخبر اخر..
فاجابها انه بخير كسور ورضوض جسدية وسيبقى تحت العناية المركزة لعدة ايام..!
عاد لكل للبيت وبقي ابن عم فلاح معه في المستشفى
فلا بد من تواجد الجميع في مراسيم العزاء..
اخبرت مسار والدتها بامر فلاح...
مما جعل تقع بوعكة صحية جعلتها صم بكم لا حول لها ولاقوة من هنا فقدة ابنتها ومن هنا وحيدها فلاح فلاثنان قطعة من روحها...
وانتهت ايام العزاء وحال فلاح لم يتغير في غيبوبته
وغياب لبنى من حول اهلها ترك فراغ كبير...
حتى الان يعج البيت بالمعزيين
فهنا لوجع يهون قليلا فالاخوات مع الام ومسار لم يتركنها..
ولكن بعدها سيبدأ لوجع والفراغ الحقيقي..
بعد ان تذهب كل واحدة  منها لبيتها...
طلب والد فلاح من بنان زوجة ابنه ان تنتقل عندهم لانه حتى وان فاق فلاح فلن يتركه لوحده في بيته بعيدا عنه...
فوالد فلاح رجل مريض ولا يستطيع ان يراعي عائلتنا كلا في مكان...
لم تترك عائلة بلال اهل مسار بهذا لوقت العصيب
فالكل منهار وبحالة صدمة لم يستفيقوا منها بعد..
خصوصا وان وضع فلاح في المجهول..
مازال في غيبوبة متى سيستفيق منها او انه لن يستفيق ابدا...
تعقدت الامور بالنسبة لبلال اصبح مربط اليدين مضى على وفاة لبنى شهرا..
وبلال بحيرة من امره بخصوص الزواج فمن الصعب تأجيله والاصعب منه ان يفاتح مسار به فالوضع لا يسمح ابدا..
وايضا عليه السفر بعد عيد الاضحى..
تلخبطت كل اموره..
يحاول ان يجد حلا ولكن عبث فالوضع اسوء مما يفكر به
فمن المستحيل ان تترك مسار اهلها بوضعهم هذا
ومن الصعب تأجل السفر اكثر..
وهو لا يريد مغادرة العراق بدون مسار..
كل ما خطرت على باله فكرة يجدها معقدة التطبيق هكذا بلال يمضي ليله ونهاره بحثا عن حل..
وفي ليلة ما جالس ويحاول الوصول لحل ما مع اهله
تصله رسالة..
مفادها...
السلام عليكم..
كيف حالك..

يتبـــ ع......

بـ قلــبين ـينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن