الفصل الخامس :
علا صوت رنين الباب في شقة شروق فهتفت سلمى :
-أنا هفتح الباب!
فتحت لتجد يزيد مستند على قائم الباب الخشبي فقابلها بأبتسامة واسعة أشرقت ملامح الطفولي وأبرزت وسامته وسرق بها عقلها ولكنه قتل اللحظه بقوله :
-مساء الخير، أتمنى تكون الاجازة سعيدة و لطيفة على قلب معاليكي يا قلبي!
انكمشت ملامحها كي لا تنفجر ضاحكة وتؤكد صحة كلماته فمن غيره يفهم تفكيرها بمثل هذه الدقة، عقدت ذراعيها لتقول بتهكم وابتسامة صفراء:
-وتكون سعيدة عليك يا باشا!
حرك حاجبيه وهو يتمطأ بأبتسامة مؤكدًا:
-اه والله كانت سعيدة جدًا!
ارتفع حاجبها الأيمن بأستنكار وقالت:
-بجد والله؟!
ضحك وهو يقذفها بغمزة من عيناه الساحرة ثم رد بصدق:
-الصراحة أنا نمت نوم منمتهوش من يوم ما أبنك اتولد، بس انتي وحشتيني موت، فأنا قررت انها فل لحد كده أنتي شحنتي وأنا شحنت نعيش طبيعي بقى!
ابتسمت وهي تقول بغرور :
-اه وحشتك بأمارة مرمطك ورايا عشان تصالحني!
دفعها في كتفها بمشاكسة قائلًا :
-إنتي هتعيشي الدور ما احنا دافنينه سوا ده انا كل متصل بيكي بتبقي نايمة!
-ايوه زي ما انا كل ما ارد اتصالك الاقيك نايم!
قالت مدافعة فأرتفع فمه في ابتسامة اظهرت كل أسنانه وأردف وهو يربت على وجنتها بمرح :
-يبقى خالصين، يلا بقى هاتي الحلوف الصغنن اللي جوا ده ويلا علي بيتنا!
عكست حركته وهي تلكز كتفه قائلة:
-متقولش حلوف على ابني، وبعدين انزل واسيب البنات بعد المصيبة اللي عملتها وخربت بين الكل!
انعقد حاجبيه بملل وقال بنفاذ صبر:
-مكنتش غلطة كلكم هتذلوني عليها وبعدين مروان خلاص صالح منار وحاليًا وجودك هو اللي واقف قدام صلاح حال شروق وعمك ظافر!!
تخصرت بكفيها قائلة بنبرة متهكمة:
-والله دلوقتي بقيت أنا مفرقة الجماعات!
-ايون و اتفضلي اتكلي من غير لماضة هاتي أبنك!
كادت تجيبه عندما أتى صوت شروق مت الخلف:
-ازيك يا يزيد، اتفضل واقف برا ليه؟
-لا تسلمي انا بس جي اخد سلمى وتيم بس هي تقلانة عليا شوية!
ابتسمت وهي تتمنى موقفه ذلك من زوجها الأحمق وقالت:
-انزلي يا مستفزة مع جوزك!
-انا غلطانه إني مش عايزة أسيبك!
قالت سلمى بحنق وهي تنظر لها بأتهام فضحكت شروق وردت بسخرية:
-لا متشكرين يا ستي!
دلفت سلمى بأنف مرفوع وهي تتمتم ليزيد:
-استنى دقيقة هجيب الولد واجي!
وبعد دقائق قليله خرجت بطفلها وهاتفها ثم قالت لسلمى :
-هبقى اطلع اخد حاجتي بعدين.
-ماشي يا حبيبتي الوقت اللي يعجبك.
وبذلك أغلقت الباب خلفهم، تنهدت و أسندت رأسها على الباب حين سمعت صوت فريدة الحزين:
-هو بابي مش هيصالحنا إحنا كمان يا مامي اصله وحشني أوي!
نظرت لها شروق بشفقة ومالت تقبلها وأخبرتها:
-وانتي كمان وحشتيه قوي، طيب تحبي تنزلي تقعدي معاه شوية؟
هزت الصغيرة رأسها بعناد لتقول:
-هو اللي يطلع يصالح ستاته مش العكس!
ارتفعت شفتي شروق في ابتسامة لتدفع الصغيرة بخفة للداخل قائلة:
-طيب ادخلي يا أم لسانين ألعبي مع أخواتك!
*****
وقف ظافر أمام شقتهم ومعه أكياس محملة بالألعاب للأشقياء الخونه، طرق الباب ليفتح له يوسف بعد ثوان، فنظر له ظافر ومد يده بتهكم قائلًا:
-اهلًا بيوسف حبيب بابا وسنده!
رد عليه يوسف التحيه بأبتسامه مهتزة قائلًا:
-أهلًا يا بابي!
-بابي بابي بابي!
ركضت فريدة نحوه وخلفها يحيي المغمغم بكلمات لاتزال غير مفهومة فالتقط والدهم كلاهما بين ذراعيه يضمهم بقوة و حنان ويقبل وجنتي كلاهما قائلًا:
-حبيبة بابي السوسة الصغيرة، وحشتيني، وانت يا صغنن ياشقي واضح اني وحشتك ياض يا أصيل!
ابتسم وهو يشعر بالصغير يمرغ وجهه بعنقه وقميصه تمامًا كما تفعل والدته، احتضنته فريدة بقوة أيضًا وقالت بطفولية:
-وانت كمان وحشتني اوي وكمان وحشت مامي خالص، احنا حقيقي زعلانين منك إنك مش صالحتنا كل ده!.
هز يوسف رأسه بموافقه وعقد ذراعيه ثم قال بأنف مرفوع :
-انت مش المفروض تزعل مامي أبدًا!
ترك الصغيرة من يده ومال نحو صغيره العنيد ليهمس له:
-ومش المفروض بردو لو بابي حصل و زعل الملاك بتاعتكم اننا نلطف الجو ولا نشعللها أكتر!
ضاقت عيون الصغير وهو يهمس لأبيه بصدق وعفوية :
-أنا عايز مامي سعيدة ومش عايز اضايق صافي !
كاد ظافر يصفعه على رأسه لغرورة ولكنه تمالك أعصابه علي اخر وقت ليحمحم قائلًا :
-انا كمان عايزها سعيدة يا سي يوسف، وبعدين حصل ايه لبوسه الحب السحرية راح فين الكلام ده ثم مين صافي دي أصلًا!
أخبرته فريدة وهي تقفز بحماس:
-دي اختنا، احنا قررنا نسميها صافي!
طالعهم ظافر بأحتقار وهو يقول بتعجب :
-هتسموا بنتي علي اسم رقاصة؟
ضرب يوسف كفه على جبينه ليقول بقلة حيلة ونفاذ صبر:
-رقاصة ايه يا بابي، دي صاحبتنا في الكلاس بس جميلة أوي شبه روبانزل اللي بتحبها فيري!
صفقت فريدة بسعادة وهي تعرض ببساطة:
-الله نسميها روبانزل!
-بأذن الله نسيب الحوار ده بعدين، ونركز في المهم بصوا أنا جبتلكم أيه؟
خرجت أصوات الحماس و الواو من أفواههم بلا توقف وهم يلاحظون الأكياس المحملة بالألعاب ولكن ظافر اوقفهم قبل هجومهم على الأغراض قائلًا :
-الأول اوعدوني إنكم مش هتعملوا كدة تاني وهتسمعوا الكلام من هنا ورايح!
جاءت الموافقة سريعة من فريدة ولكن صغيره العنيد وقف مفكرًا قبل أن يطالب:
-يبقي توعدني إنك مش هتزعل مامي تاني!
-ماشي يا لمض، انت مش هتحب ماما أكتر مني على فكرة بس هعديهالك!
قال ظافر بحنو وهو يعبث بخصلات الصغير ويفسح لهم الطريق للالعاب ثم أخبرهم بعيون ماكرة وابتسامة واسعة:
-اه وفي حاجه كمان!
التفت الصغار له بأعين متسعة كلها انتباه ماعدا يحيى المنغمس في محاولات فتح الأكياس..
*****
مسحت شروق بكفها البخار على المرآة بعد أن أخذت حمام ساخن مريح للأعصاب في المرحاض الملحق لغرفتها، تفحصت وجهها قليلًا قبل أن تتنهد بحزن وترتدي رداء ما بعد الاستحمام (البُرنْوس) وتخرج لغرفتها، خرجت منها صرخة خافته ما أن لاحظت الجسد الذكوري الممدد بأريحية على فراشها فسألت:
-انت بتعمل أيه هنا؟
وقف من مكانه بأنسيابيه واتجه نحوها بعيون متفحصه قائلًا:
-مراتي حبيبتي ووحشتني فقولت اشوفها!
عقدت ذراعيها حول جسدها تحاول احكام الرداء حولها بحرج وردت بنبرة خجلة:
-واديك شوفتها اتفضل يلا!
لكنه تجاهلها ومد يده بلا مبالاه وأخذ يعبث بخصلاتها القصيرة ليهمس بتساؤل:
-مش هتبطلي تقصي شعرك!
هزت رأسها برفض لتخبره:
-لا انا بحبه قصير!.
-وأنا كمان بحبه كده أوي، عارفة ليه؟
رمقته بتوتر منتظرة إجابته فأجابها بنبرة حانية وهو يحتضن وجهها بين كفيه ويركز انظاره علي انظارها:
-عشان بيخليني أسرح في عنيكي وكأنها حتة من الجنة.
نظرت إليه بنصف عين رغم احمرار وجهها و ازدياد دقات قلبها لتقول بنبرة متهكمة:
-وأنت شوفت الجنة فين يا مؤمن!
-شوفتها بين إيديكي!
قالها بمشاكسة وهو مستمر في بعثرة خصلاتها المبلله وبعثرة مشاعرها وهو يتعمد ملامسه عنقها بأطراف أنامله، صمتت بأرتباك تحاول تمالك مشاعرها وهي تهرب من نظراته الحارقة، رفع ظافر ذقنها لتنظر إليه ويهمس بخفوت يذيب القلب:
-بحبك.
أغمضت عيونها تستلذ بتلك الكلمة القادرة علي بعثرت دواخلها واعاده ترميمها بحروف أسمه قبل أن تجيبه بأستسلام:
-وأنا كمان بحبك!
جمع خضلاتها المبللة في كفه خلف رأسها بعيدًا عن وجهها وعنقها قبل أن يميل ويطبع قبلات خفيفة بتلك الأماكن، ارتفع ذراعيها لأمساك ملابسه في محاولة لتخليد كل لمسة منه لكنها قبل ان تغرق بين سحر شفتيه انتفضت برعب للخلف صائحة:
-الولاد!
خرج ظافر من خضته لفعلتها واقترب يحاول ضمها لجسده وهو يجيبها:
-مش هنا !
غطت فمها بكفها واتسعت مقلتيها ليقول سريعًا:
-متخافيش مبعتهمش لعصابات الاعضاء!! ايه الاوفر ده!
دارت عيونها داخل مقلتيها بغيظ لتقول بلهجة حادة:
-ايوة يعني ودتهم فين؟
لمعت عيونه بخبث واستشفاء وهو يجيبها بفخر:
-مع عمهم حبيبهم يزيد!
حمحم واقترب منها مرة أخرى ليقول بمشاكسة:
-مش هتقلعي البتاع المبلول ده لتبردي!
امسكت رداءها بأحكام لتقول بدلال:
-لا مش هبرد!
-لا هتبردي!
قالها بإصرار أكبر وهو يحاول نزع اطرافه من بين أصابعها وكادت ضحكة تفر من بين شفتيها وهي تحارب جذبه للقماش وقالت:
-لا يا بايخ!
-اقسم بالله عايزة تقلعيه لتبردي !
ضحكت هذه المرة مما سمح له بجذب اطراف الرداء وتقريبها نحوه، التقت عيناهم في محبة وسعادة قبل أن تتأوه بأعتراض حين ركلتها الصغيرة بالداخل :
-اه يابت ال...
قطعت سبها وزمت شفتيها مشتكية لزوجها:
-بنتك بتستنى اشوفك بس وتفضل ترفص!
ضمها نحوه بنعومة ورد بلهجة مداعبة:
-حبيبة بابا اللي بقيالي، ولا انتي مستكترة عليا حد يحبني!
نظرت له بغيظ لتغمغم بحنق:
-سم انت وبنتك!
قبل وجنتها ضاحكًا وضمها إليه حتى صارت ملتصقة به تمامًا ثم انتقل بقبلات خفيفة في تروي إلى فمها الصغير الناعم كبتلات الزهور وكاد يلثمه حين شعر بخبطات طفيفة تأتيه من بطنها المنتفخة المستندة على جسده فأبتعد ضاحكًا وقال:
-لا ده انتي بنت كلب بقى زي أخواتك!
ضحكت شروق هي الأخرى واسندت رأسها على صدره تحاول استعادة شعورها بالأمان بين ذراعيه، شعرت بأنامله تعبث بردائها وخرجت ضحكة طفيفة منها على إصراره، فأبتعدت بثقة خطوتين للخاف ورمت الرداء ببطء من كل اكتافها مستمتعة بأشتعال عينيه وتشربه العْطِش لكل تفاصيلها، تركته يضمها نحوه واستسلمت لشفتيه القوية الملتهمة لشفتيها في توق واشتياق،وبعد دقائق مُذهبه للعقل أنهى قبلتهم المجنونة ليحملها إلى الفراش في لهفة مشتاف لصب جام عشقه وطوفان عواطفه في لمساته المجنونة لجسدها الرقيق، ليصل بها بلهيب عشقه إلى أعلى درجات العاطفة و الجنون.معلش اتأخرت عليكم شويه، رجعت من الكليه نمت محستش بنفسي😂😂 رأيكم بقي يا كتاكيتي فاااضل حلقة 😅😁