نوفيلا قصيرة
احبك وتحبها
بقلمي منى ارام
الجزء الثالث
فتحت الباب لتجد ام مريم أمامها وكانت برفقتها فتاة تشبه كثيرا مريم ،يبدو أنها اختها
ام مريم : اهلا يا اميرة، انت لس هنا بردو
أميرة : حروح فين واسيب بيتي يا طنط
ام مريم : هههه بس بردو مصرة انو بيتك ،عموما هانت وكل حاجة حتتغير
نسيت اقدملك دي ملك اخت مريم كانت عايشة مع جوزها في دبي بس هما دلوقتي أطلقوا فرجعت تعيش معايا هنا
واول حاجة قالت لازم اعملها انها تشوف ولاد اختها الله يرحمها
مش كدا ياملك
ملك : طبعا ياماما انا زي امهم بردو دول ولاد الغاليةتوجست أميرة الخوف من طريقة كلام هتان الحيتان
لكن اكثر ما اخافها هو الشبه الكبير بين المرحومة مريم واختها ملك رغم أن ملك تبدو اقل سناقضيا الوقت جالستان في انتظار اسلام لم يحتكا كثيرا بالأطفال رغم أنهم كانو حجتهم الاولى
عاد اسلام الى المنزل وحدث ما خافت منه أميرة
فقد تعلقت عينا اسلام بملك
وراحت الأخيرة تفرط في التغنج والدلال دون أي مراعاة لوجود أميرة
ملك : بس انت يااسلام مااتغيرتش خالص ،كل السنين الي فاتت دي وانت كانك بتصغر مش بتكبر
اسلام : شكرا دا من زوقك ياملك
أميرة بغضب : انا ذاخلة اشوف الاولاد
ملك : اتفضلي يا حبيبتي ،واعملي حسابك انا بكرة حاخدهم معايا افسحهم ،دا بعد اذنك طبعا يا اسلام
اسلام : انت خالتهم ومش حمنعهم عنك
ملك : طب ماتيجي معانا، بكرى إجازة اكيد انت مش بتشتغل في الاجازات
اسلام : اه طبعا ،خلاص حاجي معاكم
ملك : كان نفسي اقولك تعالي انت كمان يا اميرة بس انا عاوزة ابعد الاولاد عن جو البيت وخنقتو
غادرت أميرة دون رد ،غادرت بغصة في قلبها وهي ترى حال اسلام انقلبت مئة وتمانون درجة فأصبح ذاك العابس الدائم ،ضحوكا بشوشا
وكأن هذه الملك بشكلها الشبيه لمريم ألقت عليه سحرفي اليوم التالي خرج رفقة الاطفال لملاقاة ملك و رغم أن ميرال طالبت كثير بقدوم أميرة معهم لكنه لم يكلف خاطره عناء دعوتها أو لم يحب دعوتها من الاساس
بعودتهم الى المنزل مساء كان سحر ملك قد اكتمل عليه فقد عاد إلى الجفاء القاسي نحو أميرة
عاد يتحاشى النظر إليها من جديد
لتأتي الضربة القاضية حين كانت تريد التسلل إلى غرفته كعادة وما ان اقتربت من الباب حتى سمعته يتحدث مع مالك عبر الهاتف ويعبر لها عن شوقه لهاعادت الى غرفة الأطفال .أحست كم يقتلع قلبه منه للمرة الثانية فعل بها هدا للمرة الثانية خانها
خان حبها له فضل غيرها فضل ان يمنح الحب والاهتمام الذي انتظرته منه سنين طويلة لغيرها
للمرة ثانية يخبرها انها لاتعني له شيئا وهو الذي يعني لها الحياةتوالت لقاءات ملك باسلام فتارة بحجة الاطفال وأخرى بحجة ديكورات شقتها وأخرى واخرى إلى أن وضحت الصورة في الاخير
حين اجتمع اسلام بأمه واخته
اسلام : انا حتجوز ملك
وصال : ملك مين
ايمان : احنا مش فمين يا ماما ملك اخت مريم مش كدا ،وعاوز تتجاوزها ليه بقا
اسلام : بحبها
وصال : امتى دا في اليومين الى فاتو
ايمان : انتى ناسي انك متجوز
اسلام : انتو عارفين انا اتجوزت أميرة ليه
ايمان : اتجوزتك علشان ولادك وكنت بتتحجج بحبك لمريم بس اديك بتحب ثاني عادي كدا
اسلام : الإنسان مش بيتحكم في مشاعرو يعني مش بايدي
وصال : طب و أميرة
اسلام : انا مش حفرض عليها حاجة ،الولاد متعلقين بيها لو عايزة تفضل على ذمتي معنديش مانع
ايمان : لا والله انت عاوز تتجوز وتعيش حياتك وتسيب عيالك لأميرة تربهملك ،يا جبروتك يا اخي
انت فاكر نفسك مين علشان تعمل فيها كدا
انت أدتها ايه من يوم ما عرفتك غير قسوة وكسرت خاطر وخيانة
اسلام : انا مخنتش حد
ايمان : لا خنت .خنت أميرة يا اسلام ومش مرة واحدة مرتين
ختها لما وعدتها بالحب و علقتها سنين بيك وبعدها نسيتها ونسيت وعدك ورحت حبيت وعشت واتجوزو
اسلام : كنا عيال صغيرة وفترة مراهقة وعدت
ايمان : ودلوقتي كمان فترة مراهقة
لما تتخلى عن إنسانة شالتك وشالت عيالك سنة كاملة من حياتها عايشة معاك في بيت واحد الاسم زوجة بس معاملة ماحصلتش خدامة
مستحمله اهانتك ليها ومش بتشتكي
اسلام : انا مااهنتهاش
وصال : لما ترفض تقرب من مراتك لما تنيم مراتك في اوضة العيال مش إهانة دي يا بشمهندس لما تحرمها من أبسط حقوقوها كزوجةمش إهانة
اسلام: قلتلكم مش بايدي
وصال: حتعمل ايه دلوقتي حطلق أميرة
اسلام : الي هي عوزاه حعملو
ايمان : لا اصيل يا اخويا
انت اناني يا اسلام بتفكر في نفسك بس
مافكرتش حتي في ولادك
اسلام : ملك خالتهم مااظنش في واحدة حتكون احن من خالتهم عليهم
ايمان : لا فيه أميرة كانت احن واحدة عليهم ،احن حتى من امهم مريم ايه رايك بقا
اسلام : انت بتقولي ايه يا ايمان انا مسمحلكيش تهيني مريم
ايمان : يا اخي فتح عنيك بقا كفاية عايش في وهم مريم .مريم ماكنتش قديسة زي ماانت مصورها لنفسك
مريم كانت بعيدة كل البعد عن المثالية وانت عارف كدا فبلاش تعيش في الدور اكثر
اسلام : اخرصي يا ايمان مش عاوز اسمع كلمة منك
وصال : طب اسمع مني بقا مريم كانت ما بتحبش حد غير نفسها عمرها ما اهتمت لابيك ولا بالعيال
كانت تجبهم ترمهملي ومن اول النهار وتمشي
فسح وخروج و صحاب مش حارمة نفسها من حاجة ،دا انا حتى اتصلت بيها مرة لما ميرال كان عندها سخونية قالتلي : اتصرفي ياطنط وانا كمان شويا واجي
ماجتش غير اخر النهار عارف مين جري ببنتك ساعتها على المستشفى أميرة ولا انت فاكر ولاد بيحبو أميرة من غير سبب كدا
مريم كانت بتسبلي الولاد من هنا وأميرة كانت بتستلمهم من هنا
ها اقول كمان ولا كفاية كدا
ايمان : لا يا ماما اقول انا،قولي يا اسلام انت فاكر اخر هدية جبتهالك مريم الله يرحمها في عيد ميلادك ايه
مش فاكر طبعا لان مافيش مريم عمرها مافتكرت ولافكرت في أي مناسبة تخصك
طب اقولك على حاجة بقا فاكر الهدايا الى كانت بتجيلك مني في كل المناسبات مش انا الي كنت بجيبها يعني الكادر الحلو الي انت حاطو فوق مكتبك
هدية تأسيس المكتب والبرفيوم الي مابقش بتحط غيرو من سنين والي يجيلك كل سنة في عيد ميلادك ولا الميدالية الي في سلسلة مفاتيحك ولا محفظة الفلوس الجلد الي منقوش عليها اسمك وحجات كثير ثانية كلها هدايا جتلك من أميرة
عمرها مانسيت مناسبة تخصك
امشي يا اسلام روح اتجوز ملك وسبب أميرة لأنك ماتستهلهاش سيبها يمكن تفوق من وهمك الي عاشت فيه سنين
حب أميرة ليك كان اسطوري مش حيقدر قلبك الاناني يستوعب علشان كدا بتدور في كل مرة على حب مزيف
خرج من منزل والدته ركب سيارته وظل يسير بغير هدى. هل حقا كان اعمى في حب مريم حتى أنه لم يكن يرى عيوبها الواضحة للجميع هل حبها اعملها عن حب أميرة الذي غمرته به في كل وقت
ابتسم وهو يتذكر كل ما قالته امه واخته عن مقدار حب أميرة له، فاجتاحته رغبة في العودة إلى المنزل ورايتها
عاد لكنه ماان فتح الباب حتى صدم كانت أميرة تجلس وعلى ركبتيها ميرال الباكية تحاول تهداتها
وبجانب الباب توجد حقيبة ملابس كبيرة يبدو أنها عزمت المغادرة
اسلام : فيه ايه ،ايه الي حصل
ميرال باكية : بابا ميرو حتمشي يابابا
اسلام : حتمشي ليه
أميرة : لان عمري مكان ليا مكان في البيت دا
البيت دا زي ماقلت بيت مريم ودلوقتي حيبقى بيت ملك اختها
ايوى حماتك وخطيبتك لس ماشين من هنا بعد مابلغوني الخبر السعيد مبروك
اسلام : ماتمشيش الدنيا ليل خليها ألصبح
أميرة :مش حتفرق
اسلام : لاتفرق وكمان عشان الاولاد يكونو نامو وهديو
لعب الورقة الصحيحة ،فوافقت على البقاء حتى يطلع النهار
نام الاطفال وهدأ المنزل وفي ساعة متأخرة من الليل لم تستطع مقاومتها رغبتها في الذهاب الى غرفته تعلم أنها اخر مرة ستتاح لها فرصة كهذه لإشباع نظرها من تأمل محياه
جلست كعادتها تدرف الدموع في صمت وحين همت بالمغادرة وجدته يمسك يدهاانتهى الجزء الثالث
فاضل الخاتمة الحلوة بس
رأيكم مهم