هل يمكن للقسوة أن تخفي خلفها حبٌ عظيم ؟!!
داليا فتاة هادئة الطباع والملامح وضئيلة الحجم تميل للعزلة والوحدة ربما ليس بإرادتها إنما بسبب تلك التربية المتشددة التي نشأت عليها من أبيها .
فقد نشأت أن الفتاة لا يمكنها الخروج أو المصادقة أو السهر أو الوقوف في الشرفات أو الذهاب لأي مكان سوي الجامعة أو مكان بصحبة والدتها أو فعل أي شيء ليس لأي سبب سوي أنها فتاة.
وهكذا كانت داليا وعلاقتها بوالديها رغم أنها إبنتهما الوحيدة أي المفترض أن تحظي بقدر من الدلال ، لكن ذلك لم يحدث قط.
كانت مجبورة علي كل شيء في حياتها حتي في مشاهدتها لأي شيء في التلفاز ، اختار لها والدها كلية الآداب إنتساب حتي لا يكن من الضروري الذهاب يومياً للكلية بل يكفي أن تذهب مرات قليلة ثم أيام الإمتحانات.
كانت كثيراً ما تشعر بالضيق وتسأل نفسها متي تنال حريتها وكيف يتحقق هذا الحلم ؟!!
كان في نفس الشارع يسكن شاب ربما لم يكن وسيماً بل كان ملامحه عادية ومتوسط الحجم والقامة، حقيقةً هي لا تعرفه ولم تتحدث معه أبداً ، بل كانت كل معرفتها به أن تلاحظه وتراه عن بعد ، وبما أنه غير مسموح لها بالوقوف في الشرفة إلا إذا كانت تنظف شيئاً ما أو تنشر الملابس مثلاً ، فكانت تنظر إليه من خلف الشباك .
كانت تشاهده في خروجه وعودته وتدقق النظر في هيئته وملبسه وأحياناً تلاحظه عندما يقف في شرفته ليلاً يدخن وينفث دخان سيجارته وهو يمسك هاتفه المحمول في يده ربما يتحدث لشخص ما عبر الشات.
وصار حلمها الجديد أن تلتقي به في موعد يتحدثان ويتعرفان ويكتمل الحلم بخطبتهما ثم زواجهما ، فهي تري أنها سقطت في حبه ،لكنه لازال حباً من طرف واحد فهو يكاد لا يعرفها لقلة ظهورها وحتي إن طهرت فهي شديدة الحياء ولا يمكنها لفت إنتباهه لا عن طريق حركة حريئة ولا حتي هيئتها فهي فتاة محجبة وملابسها فضفاضة.
لكن ماذا عن إحساساها الذي يغمرها نحوه عندما تراه أو تلمحه ، ليته كانت أمها صديقتها أو كان لديها أي صديقة لتسألها وتأخذ بنصيحتها بدلاً من ذلك الكتمان .
وذات يوم مرض أبيها محمود ولم يذهب لعمله ذات يوم وقد كان موظفاً في إحدي شركات البترول فجاءه صديق له في عمله ويدعي راضي وابنه مالك والذي كان يعمل كمهندس كيميائي في نفس الشركة وذلك بحق أبناء العاملين في العمل.
دخلت داليا بالقهوة كتحية لضيافة ضيفي أبيها ، فدخلت في حياء جم و وعينها تنظر أرضاً ألقت التحية و وضعت القهوة وخرجت في أقل من دقائق معددة ، حتي إنها لم تأبه بأحد من الجالسين.
جلست قليلاً في حجرتها ثم طلبت منها أمها أن تنشر الملابس في الشرفة فأسعدها ذلك جداً ربما تراه اليوم ، فهي لم تراه من مدة ولا تعلم عنه شيء.
أنت تقرأ
By:Noonazad. ( حكايات نونازاد)
Romanceكلماتٍ منمّقة قصص قصيرة قصائد و نثريات March 2019 #Noonazad