كقطعة من الحرير ينسال شعرها الكثيف الاسود اللون ، وعينيها اللزرقاوتين كمياه المحيط فى ليالى الشتاء القارصة تضفى لمسة جمالية اخرى للوحة التى تمثل وجهها ، كان من الغريب أن تفكر فى امكانية حزن هذه العيون ، ولكنها كانت حزينة بالفعل .
ريما كانت فى حجرتها فى منزلها الأكثر حظا ربما فى غزة ، ليس محظوظا بسبب فخامته او موقعه الجيد ولكن ﻷنه لم يتعرض للهدم حتى اﻵن ، كان منزلا بسيطا قديما ملئ بالرسوم واللوحات وكان يوحى بالدفء .
كانت ريما توضب أغراضها للسفر إلى لندن -العاصمة البريطانية- ، كان والدها قد حظى بفرصة للعمل هناك لأنه كان مهندسا ماهرا اثبت جدارته ، كانت حزينة لتركها أصدقاء الطفولة " داليا و ريتاج و يارا " ولتركها ايضا منزلها التى عاشت فيه طفولتها ومدرستها ومدرسيها وزملائها وأقربائها وذكرياتها كلها .
بعد أن انتهت من توضيب أغراضها ناداها والدها لنقل حقائبها الى العربة ، وبالفعل ودعوا منزلهم وتوجهوا الى السيارة التى تنقلهم إلى المطار .
كانت طوال الطريق تستعيد ذكرياتها فى كل مكان مرت عليه السيارة ، وكانت تودع كل مكان فى غزة وتأمل أن تعود فى يوم من الأيام لزيارة وطنها ثانية .