صديق الزوارق !

34 1 1
                                    

-
هنالك و في قلب ريو دي جانيرو على بعد سبعون وطناً و حلم و على شاطيء كوباكابانا عندما كُنت ألوح للمساء كعادتي قابلتُ ماريا إدواردا لأول مرة  ...
بكامل أنوثتها و عبق الأوركيدة و سمرتها الفاتنة قابلتها يا رفاق  ..
القت علي التحية مغازلة ، قابلتها بوجهٍ مبتسم و القيت عليها التحية  ..
ثم أردفت مرحباً أيها المُلوح أنا ماريا إدواردا ..
رددت بعدما أشعلت سجارتي ، مرحباً ماريا أنا محمد ، الملوح من كافة الشواطئ ، الحالم بوطن كقلوب الأمهات ، ابن مدينة الخرطوم البار ..
أردفت بعد ضحكة خفيفة أظهرت فيها كامل أنوثتها و إستفزت كامل رجولتي و قالت و أين هي الخرطوم و لماذا تلوح ؟ ..
أرتشفتُ نفساً عميقاً من سجارتي و قلت  :
الخرطوم يا عزيزتي ماريا هي مدينة تضج بالفوضى و العشوائية المُرتبة ، مدينة في الجزء الشرقي للكرة الارضية ، تحتضن النيل في لياليها و ما ذالت عذراء  ..
- واوو نهر النيل !! .. أتقصد ذاك النهر العظيم ؟
أجل يا سيدتي النيل الذي لطالما جلستُ فيه بجانب حبيبتي و رويت لها الحلم ، نفسه الذي أحتضنني عندما تزوجت و قال لا تيأس يا صديقي  ..
تلك المدينة تضج بالأوساخ و لكن على الطرقات فقط ، البشر هنالك طيبون للغاية ، يعطونك الأكل دون مقابل إذا طرقت أبوابهم ، يخبرونك أن الغد سيكون أفضل على كل حال ، مدينة بحق كل ذاك الألم الذي نبشته أعلى خاطري ما ذلتُ أعشقها ..
- يا إلهي ، أخبرني المزيد عنها تشوقت جداً لسماع المزيد عن تلك المدينة المميزة !!
و لكن ماذا عن ذاك الفتى الملوح بداخلك ؟؟
سأخبرك كل شيء لاحقا .. فلنلتقي و نرتب لموعد في كورتو كافي   ..
- حسناً لك هذا ..
تبادلنا أرقامنا و ذهبت صوب منزلي في ديودورو و غادرت ماريا تحمل النيل و مدخن يلوح للزوارق في زاكرتها ..

الطريق إلى المُدن الرمادية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن