ثم ذهبت مستقلاً أقدامي إلي منزلي ، فأنا هنا غريب بعض الشيء ، ليس لدي أصدقاء كثيرون في البرازيل ، حتى الذين لدي بالكاد أتذكر أسمائهم ! ، و لكني أذكر جيداً إسم صديقي بائع المخدرات "باولو دي كسوتا" الذي يسكن بالقُرب مني في ديودورو ! ..
- رن هاتفي فإذا به صديقي "العراقي" في السكن قد طهأ وجبة العشاء و يدعوني كالعادة و أنا أرفض كعادتي بحجة أني لا أكل ليلاً خوفاً من التسمم ، لم أكن أدري لماذا أرفض فقط كنت أرفض دعوته مراراً و تكراراً و هو لم ييأس يوماً ..
ذهبت في طريقٍ مكتظ ببقايا عُلب الكوكاكولا الفارغة ، كنت أركلها و حسب ، وجدتُ قطاً يعاشر حبيبته على أنغام الكستناء " آنا كارولاينا " كما يدعونها بالبرازيلية ، كان صوتها يعج بالمكان و يسحر كل شيء هناك حتى القطط ..
قارنت حينها كيف كُنا نمارس الجنس في صغرنا على أنغام اللا شيء ، فذاك القط في الحقيقة هو أكثر رومانسية من كل تلك الليالي التي خضناها بخوفٍ في أيام العنفوان ! ..
- إستوقفتني عاهرة تعرض علي جل ما تبقى من شهوتها مقابل المال و لم أعرها إهتماماً ، ليس لعدم رغبتي ، بل لأنني لا أملك مالاً كافياً لطبع قبلة على خدها فقط !..
- عدت إلي المنزل و هممت بالنوم مباشرتاً ..
إستيقظت باكراً و قمت بإعداد وجبة الإفطار التي تتكون كالعادة من بيض و قليل من الجبن ! ..
ذهبت إلي حيث أعمل ، فأنا هنا أعمل نادلاَ في مطعم صغير على الطريق السريع ، مالكة المطعم "جوليا" إمراءة أربعينية ممشوقة القوام ، كبيرة الأثداء ، ممتلئة الأرداف ، تتسم بالسُمرة الهادئة كما ندعوها في موطني و تعني ميول لون البشرة إلي لون السنابل ! ..
كانت تغازلني دوماً و كنت أضحك دوماً و أذكر جيداً أنها يوماً أمسكت بي و أنا استرق النظر نحو صدرها الشبه عاري فضحكت حتى سال لعباها و قالت : هكذا هم الشرقيون يا صغيري ! ..
كانت على علمٍ بكثير من الأشياء التي تدور في الجزء الأخر للكوكب ، عاداته و تقاليده و أعرافه فهي كانت تحب التجوال كثيراً حتي أنها تجيد بعض اللغة العربية و الأمهرية الذي يكفيها للمخاطبة المباشرة ! ..
كانت السيدة جوليا إمراءة بقلب طيبٍ للغاية و لطالما إعتبرتني صديقاً لها ، و كانت تخبرني اشياءاً كثيراً عن البرازيلين و صفاتهم و عاداتهم و أعرافهم ! ..
هكذا كانت حياتي تدور يا رفاق بين السيدة جوليا و الشوارع و الزوارق و لاحقاً ماريا ...
أنت تقرأ
الطريق إلى المُدن الرمادية
Romanceلا أدري لماذا ما ذِلت أستمر بالكتابة لأُنثى ما ذالت زِكرياتها تستفزني كلما راودني الحنين ! ، كانت القضاء الذي لم يمنعه القدر ، هكذا أخبرتُ ماريا إدواردا عندما سألتني لماذا تكتُب يا صديقي المُلوح ! ...