الفصل الأول

437 6 3
                                    

الفصل الأول

بداية الحكاية .. (الغدر والخيانة )

في احدي الشركات الكبري اجتمع عددا من رجال الأعمال بعد أن مُلأ قلبهم بالجشع والطمع .
التفت الجميع حول المنصة وعلي رأسهم
رجل الأعمال رجب الحمزاوي المعروف بطرقه غير المشروعة لتحقيق ثروته ليبدأ بالحديث وهو ينفث دخان سيجاره ويقول :

لقد تجمعنا اليوم بصرف النظر عن خلافاتنا من اجل التوصل لطريقة نتخلص بها من أكثر اثنان ينافسوننا بل ويهددون مركزنا في السوق .

فرمقه سيد المُلقب بمحتكر السوق وقال :

بالفعل يبدو أن هذا هو الوقت المناسب لان نكون يدا واحدة ونتناسي خلافاتنا ونضع حدّا لهذة المهزلة ثم استطرد قائلا :
أنا لم استطع تحمل ذلك أبدا .. وأفضل الموت علي العيش لحظة واحدة وانا انتظر أفلاسي بسبب هذان الرجلان
فاخرج سعد نفسًا عميقًا ويعتبرسعد من كبار رجال الأعمال الذين لم يعلم أحد حقيقة مصدر ثروته فيقول بلهجة حادة :
ليس لدينا إلا طريقة واحدة وهي أن يفقدوا ثقتهم ببعضهم البعض .

فضحك منصور ساخرًا وهو من كبار تجار السلاح وقال :

هذا من المستحيل ! فهما بقلب رجل واحد. وعلي ما أظن أنه من الصعب إذا لم يكن من المستحيل الإيقاع بينهم.

فلعب الشيطان برأس رجب الحمزاوي وقال :

ليس هناك شيئّا اسمه مستحيل.. فأنا لدي الطريقة التي تفقدهم ثقتهم ببعضهم البعض ثم ارتكن بجسده ليلتصق ظهره بمقعده ثم أردف قائلا :
وعندما ننجح من هدفنا سيصبح أمر التخلص منهما أمر سهل وعندئذ نتخلص من أحدهما والآخر يتهم فيه وبذلك تنجح مهمتنا ؛ هذا بدون الحديث عن العداوة التي ستنشأ بين العائلتين، وقهقه وتعالت ضحكات الجميع...
وبالفعل نجحوا في ايقاع الفتنة بين الصديقان ولأن كان هناك من يساندهم من شخصية سياسية فاسده نجح مخططهم.
وفي يوم وصل مكرم عيد احد الصديقان الي شركته غاضبًا من صديقه وبمجرد وصوله دخل مكتبه وأغلق الباب بعصبية شديدة وقام بالأتصال بصديقه وقال :
أيعقل أن تخوني بعد كل هذا العمر !! أنت تطعني في ظهري!! أنا تفعل معي هذا وتكون سببًا في أن أخسرصفقة كهذه من يدي !
صديقه محاولًٌا الدفاع عن نفسه :
أنا لا‌ يمكن أن أخونك أو أطعنك.. من المؤكد أن هناك خطأ ما
مكرم بغضب وانفعال شديد : بالفعل يوجد خطأ وهو صداقتي بانسان خائن مثلك.
اشرف بحزن شديد لما يوجهه له صديق العمر :
صدقني يا أمجد انا بالفعل ليس لدي اي فكرة عن ما حدث !
امجد ساخرًا : حقيقي ! أمازالت مصمم ان تلعب دور الصديق المخلص ! انت الشخص الوحيد يااشرف الذي يعلم كل كبيرة وصغيرة في هذه الصفقة .. لكن أنا لن أنسا لك تلك الضربة وساردها لك . حتي لو أضطريت لقتلك. ساقتلك ياأشرف واغلق أمجد الخط وضغط علي هاتفه بشدة حتي أنه كاد أن ينكسر من شدة قبضته .
لم يكن يعلم ان هناك من نجح في زرع أصغر جهاز تصنت في العالم من خلال شريحة هاتفه والتحكم بجهازه في أي وقت حتى وإن كانت المسافة بعيدة وبدون إصدار أي صوت أو إشارة عند الاتصال بالرقم المحفوظ بالشريحة الموجودة بالجهاز واثناء ذلك يقوم الجهاز تلقائيا بالاتصال برقم هاتف المستخدم وعند فتح المكالمة يتمكن المستخدم من سماع الصوت بوضوح ومن ثم تسجيلها ليكون دليلا كافيا علي مكرم لقتل صديقه .
ذات يوم تقع أبشع جريمة قتل بحي هادئ بمدينة المقطم ووسط برودة الجو تنفذ الجريمة للتخلص من أشرف إلى الأبد
فأثناء حضور أمجد ابن أشرف في أحد الدروس الخصوصية داخل منزلهما قبل صلاة المغرب، إذ يسمع صوت استغاثة من أمام باب الشقة وكانت من حارس والده وسائقه، فهرول إلى خارج الغرفة التى كان بها ليري ماذا يحدث بالخارج ليري شخصا ملثما يرتدى بنطلونا أسود وجاكيت أسود منفوخ، وملثم بشال أبيض فى أسود ويقوم بدفع الباب فى وجه أمه ويدخل مهرولا لغرفة النوم التى بها والده فيقابله اشرف فى منتصف الطرقة أمام غرفته وفى تلك اللحظة قفز عليه بالسكين وطعنه ثلاث طعنات فى رقبته ومثلهم فى ذراعه ومثلهم أسفل الحزام ليسقط غارقا فى دمائه وفر القاتل هاربًا..
وأثناء هروب المتهم من الشقة استخرج سائق أشرف سلاحه وخرج للبلكون وأطلق النار على السيارة التي استقلها القاتل قبل أن يهرب من مكان الواقعة ولكنهم نجحوا في الفرار.
فظلت زوجة أشرف تصرخ طالبة الاستغاثة من السكان و لإنقاذ زوجها الغارق فى دمائه.
فنظرت الزوجة لحارث وسائق زوجها وقالت :
لما انت واقفًا هكذا تصرف بسرعة او اتصل بالاسعاف .
الحارث وهو يلهث من الفاجعة وترتعش اطرافه : بالفعل لقد أتصلت بالأسعاف وهي في الطريق..
اما أمجد فظل مراقبًا في صمت لم يستطع تصديق ما حدث أمام عينيه ..
وبالفعل خلال دقائق وصلت سيارة الإسعاف ونقلت أشرف للمستشفى...
وحضر رجال الشرطة وامتلأ المكان بهم وقاموا باستجواب أى شخص متواجد بمكان وقوع الجريمة ..
وأثناء التحقيقات ذكر أحد المحقق معه بوجود خلاف بين مكرم وأشرف وأنه قام بتهديده بالقتل وبالفعل تم تتبع هاتف مكرم المحمول ومن ثم تم اتهامه بقتل صديقه وعندما واجهته الشرطة أنكر ذلك.
وأثناء ذلك تم القبض علي المتهمين وبالضغط عليهم اعترفوا عليه بأنه هو المحرض علي الجريمة مقابل مبالغ مالية مجزية.ونجح مخططهم للتخلص من الصديقين ليُقتل أشرف ويتهم فيه مكرم ظلمًا وزورًا. ويحكم عليه بعد ثبوت الإدلة ضده واعتراف المتهمين ضده بالأعدام فلم يتحمل مكرم الحكم ليتوفي بسكتة قلبية...
وتنتهي حياة الصديقين وتأخذ زوجة أشرف أبنها الوحيد أمجد وعمره 14عامًا لتنتقل في مكان آخر. بينما تظل زوجة مكرم وابنتها الصغيرة ذات الاربع أعوام في منزلهما...
وبعد انتهاء حياة الصديقين هذه النهاية المأساوية .يبدأ كلًا منهما .. حياة جديدة يحاول نسيان آلامه وأوجاعه التي كتبت عليهما..
فعجبًا لتلك الحياة تجمعنا وتفرقنا ونحن لاحول لنا ولا قوة.. وعندما تفرقنا تظل قلوبنا متعلقه بالماضي رغم قسوته ونحيا حياة مؤلمة لتحرقنا دموعنا فما أصعب تلك الدمعة التي تسقط وأنت صامت تسقط من شدة القهر والألم والإحتياج. فنحاول النسيان ولكننا نفشل لأننا لا نريد أن ننسى رغم كل ما يحمله من وجع وهذا ما فعلته والدة أمجد كانت دائما تردد له وتذكره بأن مكرم هو قاتل أبيه. كان يسمع لها ويصمت ولكنه يرفض حديثها بداخله ولكنه كان لا يملك الجرأة لمحاولة أقناعها برفضه لهذا الكلام.
كان محاصر بين زوجة قلبها يصرخ صرخه تمزق ضلوعها قائلآ إشتقت إلي زوجي وكل أهلي. وبين شقيق والده الذي تولي تربيته بعد مقتل أبيه.
كان أمجد يتألم كل يوم بل في كل دقيقة عندما يقوم أحدهما بتذكيره بقتل أبيه ، حاول كثيرًا أن يتظاهر انه متماسك في حين كان قلبه يتألم بصمت.
كم أتعبه غياب أبيه.. كم أرهقه حديثهما ولكن دائما ما يُكتب علي الإنسان أشياء لا يستطيع منعها ومن هذه الأشياء الحب.
نعم فالحب لا يستأذن القلوب بل يستعمرها فإذا وقعت فريسة لهذا المستعمر لا يمكنك حتي أن تسأل كيف ومتي أحببت ؟
ولقد كان لأمجد نصيبًا كبيرًا من العشق لتلك الفتاة منذ الصغر ولكنه كان نصيبه من العشق الألم...
كان دائمًا يبحث عنها في كل مكان.. كان يذهب ويراقبها من بعيد وهي تكبر يومًا بعد يوم ولكنه لا يجرؤا علي الأقتراب.
لا أحد يشعر بمشاعره . ويتألم وحيدا . ويبكي اشتياقا لحضن يرتمي به، و لا يجده ، ليعيش على أمل أنها ستشعر به يومًا.
استمر أمجد علي هذا النحو سنة وراء آخري .. حتي أصبحت حبيبته طبيبة وبرغم من أنها كانت تداوي الجراح وتخفف الآلام . إلا أنها كانت دائه وجرحه وسببا لآلامه
وكالعادة يخرج أمجد في الصباح الباكر حين موعد نزول حبيبته لينتظر ظهورها ويراقبها في صمت .، يتابع خطواتها وكأنه مكلف بحمايتها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 08, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

دعني اتنفس عشقك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن