بعد اسبوعين وجدَ تايهيونغ نفسه جالساً في غرفه تمنى ألا يجلس فيها مُجدداً. نظرَ خارج النافذه حيثُ بَدأت تُمطر بِغزاره.
كَانت غُرفَه المُستَشفي هَادِئة لا يملؤها إلا صوت تَنفُس يون الثَقيل الذي قد فَقَد وَعيه في الليلهِ المَاضيه أثناء عَشَاؤهم.
لم يَسمع اي شئ من جونغكوك او من مصاصِي الدماء المَجانين مُنذ الليله التي اخذه والِده فيها من محطه الوقود. تمنى ان يكونوا قد نسوا أمره و ان يتركوه وحيداً. فحياته لا تحتمل المزيد من المصائب فهو لم يَحظ بحياه طبيعيه كبقيه زملاءه طوال حياته.
كان ينظر إلى يون، تنهد بعمق فاقداً للأمل. كان يجب على أخاه ان ينجو من هذا المرض، كان يجب أن يعيش بطبيعيه. كان السرطان أقوى من قبل و يحتل جسده تدريجياً. وماذا يستطيع أن يفعل تايهيونغ لينقذه؟ لا شئ غير أن يشاهده يُعاني وهو مكتوفُ الايدي.
كان مين جونغ يتلو تواعيذه السحريه كل فتره و يشتري اي تمائم تُباع له من اي ساحر ليتأكد من حمايتهم من اي مصاص دماء. كان يفقد الامل و استطاع تايهيونغ ان يَري ذلك في عينيه.
فجأه، آفاق من شروده و قفز من مكانه حين بدأ جهاز مراقبه القلب بالصفير. صرخ تايهيونغ مُنادياً الممرضات و عاد مُمسكاً بيد يون.
لقد اصيب بسكته قلبيه. في لحظات اندفع الطبيب و الممرضات و قبل أن يلاحظ الامر وجد تايهيونغ نفسه يُدفع خارج الغرفه. وقف خارج الغرفه يُراقب يون حتى لاحظ اقتراب مين جونغ اليه حاملًا مقرمشات في يد و عصائر في اليد الأخرى. نظر مين جونغ له ففهم ما حدث و رمى ما بيده و اندفع نحو تايهيونغ، "ماذا يحصل له؟؟؟"
"لا أعلم"
بعد فتره، خَرج طبيب مُتجهّم الوجه من غرفته. لم يكن على تايهيونغ ان يسمع ما سيقوله الطبيب ليفهم. كان كل شيئاً واضحاً. و مع ذلك هو انتظر ان يتكلم متمنياً داخلياً ان يكون قد أخطئ في قرأءه تعابيره.
ولكن ما أن غادرت الكلمات فمه شعر تايهيونغ بعالمه يتحطم و أنه تحت الأنقاض.....
__________________
وقفَ جونغكوك في مدخل القصر. اقفل الباب ورائه مُتَجهًا الي الصاله الرئيسية. صور لوجوه أشخاص مألوفه كانت مُعلقه على الحائط، أشخاص لن يراهم ابدًا مُجَددًا.
وَقف أمام صوره مُعينه، كان احساس غريب، ان ينظر إلى نفسه من عقود ماضيه.
جونغكوك يافع يَقف بين إخوانه الاثنان، رأسه مائله بزاويه مثاليه تُبرز ملامحه. كان يبدو كما في الصوره تماماً، لكنه مع ذلك وجد صعوبه في التعرُّف على نفسه.
نَظَرَ إلى كول الذي في الصوره، كانت هناك ابتسامه صغيره على وجهه. كان الأمر كما لو كان ينظر إلى بوابه من زمن آخر.
زمن حين لم يُرد أخاه ان يقتله و يُعلق جثته على مَدخل القَصر. زمن لم تكن روحه ملعونه فيه. و زمن قد يستطيع أن يُنقذ عائلته فيه من الوحش الذي تحوّل هو اليه.
خرج جونغكوك من الغرفه إلى الخلف حيث كان هناك باب يؤدي للحديقه الخلفيه. فتحه و دخل، ماراً بالأصنام الحجريه.
كان القصر ليس مجرد مكان تُعقد فيه الحفلات كما يزعمون. بل كان مَنزلاً لعائله ثريه و توارث عبر الاجيال.شَهِد القصر على مباني تُبني و أخرى تُهدم، رأى المدينه تنمو و اختلاف الازمنه، شَهِد جونغكوك ينمو لكنه لا يفعل بعد الان.
نظر الى الممر الحجري اثناء مَشيّه، كان يحاول ان يَنسى كل الأفعال الشريره الي اقدم عليها و إلى حد ما، كان الأمر سهلًا.
سنواته الأولى كمصاص دماء كانت الي حد ما ضبابيه. لَكن عودته إلى المدينه التي ترعرع فيها كأنسان و اقدم فيها على اسوء فعله في حياته جلبت له العديد من الذكريات الغير مُحببه اليه.
قتل عائلته لم يَكن صَعبًا، لقد قام بذلك في ثوانٍ و بدون اي تَرّدد. كان الإدراك بعد إراقه دماؤهم هو ما صَعُب العيش به.
لن تعود لجونغكوك عائلته ابداً و العائله التي يملكها الان تريد أن تدفنه في نفس القبر الذي خرج منه. لما لا يترك المدينه و حسب؟
بعد ساعات قليله في الجانب الاخر من المدينه، بدل تايهيونغ ملابسه. نَظر إلى انعكاسه في المرآه لساعه قبل أن ينهار.
جلس على ركبتيه في منتصف الغرفه يبكي بحرقه كأنه يَخرج كل حُزنه الذي كان يَكبته داخله من سنوات. لقد فقد جزءا من قلبه، يَعلم انه لن يَحصل عليه مُجدداً.
كان دائماً يعلم انه سيفقد أخاه يوماً ما بسبب مرضه و لكن ذلك لم يقلل مقدار الألم الذي يشعر به الآن.
يون مات و لن يَقدِر على رؤيته مُجدداً.
خَارج غُرفته، خَلف ستائر غرفته و تحت شُرقته. كان يَقف هناك مَن يخفى نفسه في ظلام الليل الحالك، يَستمع الى بُكاء تايهيونغ الخافت، و من يَكون ذلك غير جونغكوك.
___________________________
هلااااا♥️
رأيكم بالبارت؟؟ 🤔💕
اي توقعات او افكار؟ 🤭

أنت تقرأ
THREE RULES ||VK
Vampirosثلاثهُ قوانين مع انها بَدَت سهلًه لتايهيونغ في بِداية الامر إلا أنهُ خَالفَها واحِدهً تُلو الأخرى . لهذا السَبب يَجِبُ عَلى بَعضِ الأشْياء أن تَظَلَ مَدفُونةً. {توب - جونغكوك} {Hiatus} [مُقتَبَسه مِن رواية أجنَبيه قَديمة]