اقتباس أخر خاص بالبطل الثاني "عمر" لرواية العميل 101 😍
دلف لذلك المُلحق بعد أن قاده أحد الخدم إليه، ما أن راقب مغادرته بهدوء حتى أحكم غلق الباب خلفه .. وقبل أن تجوب حدقتاه المكان بتمعّن شاهد حقيبة ملابسه قد سبقته إليه واحتلت بؤرة بهوهُ، الذي يتفرع منها غرفة أعداد طعام أمريكية التصميم ودورة مياة، وبدون بذل عناء الفحص فهم بفطنته بديهيًا بأن البابان المجاوران بأزُوقة جانبية هما غرفتين نوم ..
بابتسامة تهكمية اعتلت زاوية ثغره حدث نفسه بأنه حتمًا مشبع بكاميرات المراقبة، والتي بدأ يرصد وجودها واحدة تلو الأخرى في الحال رغم احترافية مخبأهن، جاهلين قدرة ضيفهم الذهنية على كشف كل ما هو مستور ..ترك كل شئ كما هو فخطوتهم تلك يعلمها مسبقًا ولا يريد المساس بها حتى لا تثير شكوكهم نحوه .. فليراقبوا إذًا ما يستطعون مراقبته !
جذب خطاه حائطٍ زجاجي يزين استقباله يشف صورةٌ تسُر الناظرين .. وقف يتطلع للقصر ببنايته الشامخة وحديقته النضرة من خلفه بحدقتين يتضافر منهما الحنق، والغضب، والبغض حين تزاحمت على مخيلته تلك الدقائق الماضية ..فتلك الفتاة .. لا لن يطلق عليها لفظ فتاة !
بل هي متغطرسة شرسة كادت بهجومها المفاجئ تفتك بمهمته وتجعله يخرج من القصر قبل أن تستوطنه قدماه، فحتمًا ستثور دماء رجلا شرقي مثله للثأر في الحال .. ولكن بفضل ربه ثم فطنته استطاع أن يمسك على غضبه امام والدها الواهن بحبها حتى انفراد بها وأخذ حقه بما جادت يداه حينها ..أطلق زفرته القوية عقب وقوفه امام حقيقة بات عليه أن يسلم لها .. آلا وهي نسيان تلك الصورة النسائية الضعيفة التي كونها عنها قبل قدومه إلى هنا، والأعتراف بأنها طرفًا قوي لابد أن يخشى بطشه المتهور ذاك بعد ذلك ..
لهذا وجّب عليه وضعها منذ الأن نصب عينيه حتى لا تفسد مخططه الذي عانى هو وفريق عمله لانجاحه منذ ما يقارب الخمس سنوات ..حينها طرأ على مخيلته ذلك اليوم الذي استدعته به مخابرات بلاده للوقوف على الأمر برمته بعد أن قدمت إليه واجب العزاء في شقيقه "ياسين" الذي توفى في ظروفًا غامضة داخل شقته الخاصة ..
"منظمة صهيونية تستهدف البلاد".. بشتى أنواع المحظورات من مواد مخدرة بهيئتها السائلة والمتيبسة والأقراص .. حتى امتدّ نشاطها لتجارة الرقيق وانتشار الثقافة التصويرية الجنسية للأطفال قبل اليافعين .. بالأضافة للأسلحة النارية بكافة أنواعها .. في حملة شعواء ضد شباب البلاد وآمن مستقبلها القادم ..
ذلك ما رواه قائده أمام عينيه المشاعة بالاندهاش مسترسلا حديثه :
- الحملة دي يا رائد "عمر" لو تركناها بدون ردع من مصدرها هدمر البلد كلها في خلال عشر سنين .. لأن ردع الشرطة الداخلي مش مكفي خاصة أننا شاكيين بأنهم بيصفوا أكتر الضباط الكفء في الإدارات الحيوية للداخلية ..