جوني ديب دخل الخمسين من العمر هذا العام، ودعوني اقول انه ما يزال الرجل الثابت عند الشدائد، ولا خوف عليه من ان يفقد منزلته هذه في وقت قريب. وفي الآونة الأخيرة انفصل ديب عن شريكته وأم طفليه التي عاش معها فترة طويلة، وهي الممثلة والمغنية الفرنسية فانيسا باراديس، كما انه ابتعد عن الخمر أيضاً، يبدو انه اخذ يقترب من الفصل الثاني من حياته المشوّقة، من خلال ادخال تغييرات مهمة جداً على عاداته وممارساته، وربما بإتاحة المجال لبعض ما هو جديد منها.
. ازمة منتصف العمر
التقيت ديب مرات عدة، وهو بحميميته ودفئه نفسيهما، كما عهدته في كل مرة جلسنا سوية، هو من باب التندّر طلب من النادل بيرة خالية من الكحول، وحرص على ان اكون قد لاحظت ذلك. ثم قال لي ضاحكا "إنها بيرة مزيفة، هل هذا مقبول؟ سمعت ان الألمان يصنعون نبيذاً مزيفاً جيداً، ويجب ان اجربه في المرة القادمة. ودعينا نترك مسألة العمر خارج حديثنا، وفيما اذا كنت أواجه أزمة منتصف العمر كوني بلغت الخمسين، اعتقد ان الامر لا يختلف عن بلوغ الأربعين أو الثلاثين، ففكرة الاحتفال بعيد الميلاد أجدها دائماً نوعاً من الحلية التافهة. واعلم أنها عشر سنوات من عمري، لكن لم استيقظ فجأة لأقول يا الهي ظهري يؤلمني!
ودعيني اجيب عن سؤالك عن أزمة منتصف العمر. فهي حدثت لي وكنت يومها في العشرين من عمري. وكنت أنهمك في كثير من مداواة النفس. فكنت اسأل نفسي أسئلة فلسفية من قبيل ما هي الحياة؟ ولماذا أنا موجود هنا؟ وما الذي عليّ ان أقوم به؟ فهل تهمك أيّ منها.
وفي حينه اخترت ان أخفف من تلك العملية بالكحول والمخدرات. وكانت تلك أزمة منتصف العمر بالنسبة لي. واليوم لا اشعر بشرارة مشحونة بطاقة هائلة تجعلني اتحمّس غدا لشراء مازيراتي او فيراري بألوان عدة أو اي شئ من هذا القبيل؛ إن كان هذا ما يدور في ذهنك. بل أنا مرتاح جداً في شاحنتي القديمة".
. الحارس الوحيد..
التقيت ديب في بيشوبز لوج رانتش في سانتا فيي، حيث جرى تصوير بعض مشاهد فيلمه الأخير "الحارس الوحيد". النقاد لم يعجبهم الفيلم وعوائده كانت مخيّبة الى حد ما، لكن ديب لا يقلقه هذا. وهو نجم ثريّ خاصة من عوائد سلسلة أفلامه "قراصنة الكاريبي" التي عمل في إنتاجها الى جانب كونه مثل دور البطولة للكابتن المحبوب جاك سبارو. ودارت شائعات عن كونه تسلّم نحو 35 مليون دولار عن كل سلسلة من أفلام قراصنة الكاريبي. والسبب الاهم من هذا هو كون ديب ينحدر من أصول سكان أمريكا الأصليين، اذ كانت جدته قد نشأت بين قبائل تشيروكي من قبائل الهنود الحمر، فأراد ان يؤدي دوره في الفيلم بشكل صحيح ومنصف، بعد ما كان يراه من إجحاف بحق تونتو في أفلام هوليود السابقة التي صورته تصويراً ينم عن عنصرية وضيق أفق.