الغرفه رقم ٣٠

111 10 0
                                    


لا شيء غريب في هذا المستشفى .. فقد كان المرضى مثل ما اعتدت عليهم ، بعضهم يصارع من أجل الحياة والبعض الآخر ينتظر وقت موته ، ولكن كان هناك شيء فقط لم اره من قبل ! تلك الفتاه الملائكيه المدعوة بـ ايزابيلا .. لديها شعر أشقر طويل وحريري وأعين زرقاوات من شده جمالهما كأن السماء والمحيط اجتمعوا فيهما ، ايزابيلا ولدت برئتين غير مكتملتي النمو ، مما جعل هذا المستشفى مسكن دائم لها ، كانت ايزابيلا صامتة طوال الوقت لا يصدر لها أي صوت أبداً ولا نرى منها اي ردة فعل ، كانت مثل الدمى التي في القصص المصورة ، خالية من الحياة تماماً ، لم تتحدث معي ايزابيلا إلا في مرات قليلة ، أذكر ذلك اليوم عندما كانت الأمطار تهطل بغزارة ولم أتمكن من العودة إلى البيت بسبب ذلك فبقيت في المستشفى احتسي القهوه وأنظر إلى الأمطار والصمت يعم أرجاء الغرفة .. فجأة قالت ايزابيلا .. أيها الطبيب ؟ هل حياتك جميلة ؟ هل مازالت والدتك على قيد الحياة ؟ أجبتها بنعم .. فقالت ايزابيلا .. احتضنها بقوه إذن ! ، في اليوم الذي يليه أخبرت امي بما قالته وأصرت على الذهاب لزيارتها .. داعبت امي شعر ايزابيلا الحريري بلطف وحب .. وكانت تلك المرة الاولى التي تبتسم فيها ايزابيلا أمامي ، كان الفضول يقتلني حيال حياة ايزابيلا قبل ان تأتي الى المستشفى ، فجمعت جميع مصادري للبحث عن حقيقة هذه الفتاة الغامضة .. فوجدت ان ايزابيلا عاشت حياة تعيسة مليئة بالحزن ، ايزابيلا ورثت عيناها من امها وكانت تعيش حياة سعيدة معها .. ولكن في ليلة مشؤومة حمل والد ايزابيلا الذي كان معتوهًا ومختلًا عقلياً السلاح ! واطلق رصاصة في منتصف رأس أم ايزابيلا .. وأطلق رصاصة على صدر ايزابيلا .. كادت الرصاصة أن تقتلها ولكنها نجت بأعجوبة ، وكأن الحياة تريد من هذا الملاك أن يتعذب ويتألم أكثر ، كان هذا السبب في جعل سلوك ايزابيلا خالي من الحياة .. فقد عاشت كل هذه المعاناة وهي تبلغ من العمر ستة عشر عاماً فقط ! كيف لطفلة مثلها ان تتحمل كل هذا ، لطالما تمنيت ان أتمكن من ابتكار علاج للجروح العاطفية ... علاج لتلك القلوب التي تتألم بخفية من ماضيها المؤلم .. علاج لك يا ايزابيلا حتى اخلصك من آلامك المعنوية ثم الجسدية .. سوف أكون متفائلًا إلى أن يأتي اليوم الذي قد تكون فيه أمنيتي حقيقة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 19, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

في الغرفه رقم ٣٠ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن