ذكريات مبعثرة

130 4 8
                                    

9/5/2018
مايو يوم الخميس
الساعة ١٠:٣٧ م

.
.
.
.
.
.ينتابني قلق المصير
هروب من الواقع
نبذ الحاضر
ترقب المستقبل الضائع
الخوف من عدم الخلاص
الرعب والبغض من المجهول
خنق العبرة من الذكريات
و مع زحمة هذه المشاعر
تفقد الإحساس بالأمل
ماذا نصنع بالحياة إذا فقدنا الأمل
كيف لنا الإستمرار اذا فقدنا هذا الشعور
ماقيمة الحياة إذا انفصل عنا الأمل
كيف يمكن لنا أن نواجه هذا العالم من دون
هذا الدرع الحصين
فقدان الأمل
يعني
عدم الرغبة في الإستمراريه والكثير الكثير الكثير من القرارات
العشوائية المتخبطة الامبالية والأنانية
ليس لأننا انانين بطبعنا
ذلك بعيد كل البعد عنا
ولكن لم نعد نشعر بمشاعر غيرنا
محاولة إرضاء او إسعاد أي شخص كان
كائن من كان
لم يعد يعنينا
فاقد الشيء لا يعطيه
.
.
.
التوجس لا يرحمني
عدم الثقة يملئني
الشك هو أساس مشاعري
.
.
يسألوني للمره العاشرة على التوالي صوتهم يرن في رأسي بلا توقف كنغمة منبة مزعجة استيقضت ولكن مزال صدى صوتها في رأسك

يا فتى مالذي حدث لك أخبرنا ماذا فعلوا بك
هل
تعرف عنهم شيء
هل
هم تجار مخدرات
او
تجار أسلحة
او
يبيعون الأعضاء
هل
كانوا يطعمونك
هل
عذبوك
هل
تعرضت لتحرش
هل
آذوك
هل
ماذا فعلوا بك أخبرنا
هل
كان معك ضحايا غيرك
هل
ماذا كنتم تفعلون

أنظر إليهم بتشويش هناك صوت تشويش بداخل رأسي يشعرني بالإرهاق ولا أستطيع تحريك أصبع واحد أشعر بضيق بالتنفس ااخذ شهيق لكن لا يخرج الزفير أكرر العملية مرةً أخرى شهيق و مازلت لا أستطيع إخراج الزفير حسناً لا يهم لأتنفس من أنفي فقط

أعيد النظر لمن حولي

الخوف الخوف الخوف من نظراتهم التي تترقب بصمت ولكن مما أنا خائف منه لا يوجد بذاكرتي شيء أخاف منه هي فارغة

أنظر إليهم مرةً اخرى

شرطيان يبدوا بأن تم تعينهم لتو لأن ذلك واضح من نظرة الحماس بأعينهم أو ربما هم فقط يشعرون أن قصتي قد تزيد من تاريخ الدراما القصصي الخاص بهم ولذلك اخذتهم الحماسة

وشرطي اخر يبدو بأنه أعلى رتبة منهما وذلك بسبب النجوم على كتفه و تجاعيد وجهه تخبرك كم عاش من تجارب و واجه مواقف شعره يغزيه الشيب وهيئته التي تشعرك بالوقار و الإحترام و يبدوا بأنه بالفعل كذلك ...

وشخص آخر يرتدي نظارات ذات ايطار أسود وشعره دهني كأنه ستارة منسدلة على الجانبين و كاميرا معلقة على صدره وبيده قلم و دفتر مذكرات صغير ومسجل صغير على المنضدة أعتقد أنه يدون مايقول لأني لم أنطق بشيء قط

وعلى طرف الباب شخص اصلع يرتدي معطف أبيض ينظر لي وكأنه ينتظر مني هجمه نظراته مريبه تشعرني بالقلق و كأنه مستعد لترويضي
وكأني حيوان مفترس قد تم تخديره لبعض الوقت ليسطروا عليه

وقريب مني يجلس شخص وسيم يرتدي بدلة رسمية أنيقه ليس لها صلة بهذا المكان ويرتدي المعطف الأبيض و أيضاً معه قلم و دفتر ملاحظات يكتب فيه مع جهاز تسجيل صغير

لينظر لي لازيح عيناي و أرفض أن يتقابلا نظراته حاره جداً وكأنها تقرئك

يقول صاحب النظارة وهو يتفرسني بنظراته وكأنه يخبرني بسر كان متحمس ليفصح عنه - هل حقاً إسمك كيونغ سو
هل يشعرك هذا الإسم بأي شي
هل تعرف من أنت -

كيونغ سو
كيونغ سو
كيونغ سو
كيونغ سو
كيونغ سو

أكرر الإسم برأسي يشعرني بالحنين أعتقد أن هناك رابط بيننا
تأتي برأسي مقتطفات لشخص في نهاية الخمسين مع كبر سنه إلا إنهُ مازال وسيم و باسم الوجه ينادي بهذا الإسم و هذا الشخص المنادى عليه هو أنا و المشهد يتكرر أكثر من مره من دون تكمله

تنقطع هذه الذكرى وكأن الفص من دماغي المخصص لعرض الذكريات يخبرني من الخطأ أن تتذكر هذا الشخص بالخير

أشعر بتشويش يزيد برأسي وصداع يزيد ليظهر شخص آخر مكفهر الوجه الخبث يبان من عينيه تشعر أنه الشيطان الرجيم عندما يتحول إلى إنس

كنت أمام سطل به ماء ساخن كلما دفئ زادو عليه ماء مغلي البخار يحرق وجهي
كان ممسك بشعري من الخلف وينظر لي بعينان منزوعة منها الرحمه - إبيك هو السبب لقد اخبرناه يبتعد عن طريقنا خيرناه بين عمله و بينك
قال بالحرف الواحد لا أهتم
( اهز رأسي بلا بقوة - أنت تكذب مستحيل يقول والدي ذلك - راسي ينبض و يزيد الصداع اختلطت دموعي مع عرق وجهي والماء )

- همم هل أنت وأثق بوالدك لهذه الدرجة هو حتى لم يبلغ عن اختفائك إلا الآن -
- أنت تكذب - ليدخل رأسي بالسطل الساخن حسناً أنت صادق فقط اخرجني
انتفض محاولة مني لتخلص من هذا الجحيم مثل  خروف ينتفض بعد نحره

أريد المقاومة ولكن أهلكت استنزفت طاقتي رأسي قد بدأ يتقبل هذه الدرجة من الحرارة أشعر بالصداع رأسي ينبض وكل خليه بجسمي تنبض ألم ألم ألم أتمنى لو اموت أن كانوا يريدون قلتي اقتلوني الآن أرجوكم

شهقت وانتفضت بقوة لانظر للذي لمس كتفي ينظر لي وهو يرفع نظارته إلى جسر أنفه - مابك ؟ حسناً أخبرتك هل إسمك كيونغ سو هل يعني لك الإسم شيء -

كنت سأتحدث ولكن لا أعتقد أن هناك كلمة ستخرج من حلقي الجاف فهزيت كتفاي دلاله على لا أعلم

- حسناً هل تعرف شخص يدع..-

ليقتحم شرطي هذه الغرفة ويضرب تحيه لشخص ذو الوقار و يقول - سيدي هناك شخص يريد أن ينظر إلى المريض يقول إنه لربما هذا الفتى هو إبنه المخطوف -

ينظر لي الموقر بريبه و يقول بصوته الجهوري الذي اشعرني بأنه قد ركب مكبرات صوت عند بلاعيمه - لينتظر -

- ولكن سيدي هو قد رفض يقول فقط يريد أن يعرف هل هو إبنه أو لأ ليرتاح قلبه - يقول الشرطي محاولاً بالضابط أن يحن قلبه على هذا الرجل المكلوم بابنه

- فالتدعه يدخل إذن -
.
.
...

******

تذكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن