من رواية روح بلا جسد ..
ذات صباح ربيعي خرجت من بيت ابيها ك وردة متفتحة مع اول نسائم الفجر الذهبية .. تمشي وعطر الندى يتبعها أينما حلت وارتحلت كانت تحب كثيرا الشموخ وقصص الابطال وتنظر عاليا عاليا وكأنما نجوم السماء نزلت صباحا لترى كبرياءها .. بإبتسامة عريضة وعيون عسلية تسحر كل من يراها حتى من بنات جنسها .. كلهن كانو ينظرن اليها نظرات مختلطة بين الحسد والاعجاب لكن مع ذلك لا تعير اهتماما لهذا ولا لذاك كان كل شيئ روتيني الى أن لمحت ذاك الشاب ذو البشرة الذهبية والعيون الذابلة البنية يجلس بجوار صديق له .. يتحدث ذالك الصديق عن امور الدراسة وبين الحين الآخر تقاطع حديثه فتيات هنا وهناك يرمي لهن بكلام حلو المذاق على الاذن رغبته في ان يلفت انتباه إحداهن ...
مع مرور اللحظات والدقائق كان الشاب ذو البشرة الذهبية لا يلقي بأي حرف وكأن الطيور قد حطت على رأسه .. كان ينظر الى تلك المتعجرفة بنظرات الاستحقار واللامبالاة
مع هذا كله لم تستطع بنت الكبرياء ان تغض طرفها عن الشاب ذو البشرة الذهبية , وتساقطت مع تلك النظرات كل اوراق الغرور والتعجرف وكانها ملكة إستسلمت تحت يد محتليها وسلمت كل مفاتيح قلعتها الحصينة
لم تكن تلك النظرات كمثل سابقاتها بل كانت تحمل في طياتها جنين الحب العذري الصافي النقي الذي ليس بعده إلا اجتماع او فراق بعده موت سرمدي .. كان الشاب تائها بين لحظات ذالك الاعجاب الذي جاء دون استأذان وكان حائرا بين ان يستسلم لقلبه او يبقى حبيسا لنظراتها طوال حياته ..
الى أن اتخذ قرارا بالذهاب للتكلم معها لم يكن يتوقع في يوم من الايام ان يسير على خطى صاحبه الذي - لم يلتقي بفتاة لم تعجيه - ذهب واثقا واثب الخطوات شامخ الرأس لم يطرف طرفة عين عنها .. وهي تنظر اليه مستسلمة كالطائر الجريح الذي استسلم للموت ..تبادلا اطراف الحديث برهة من الزمن كان حديثهما مليئا بالالغاز وكلام بالأعين أكثر من اللسان جعلت من الشاب ذو البشرة الذهبية يخرج ماكان مختبأ منذ زمن طويل بين ثنايا صدره تنهت قليلا وأغمض عينيه لحظة من الزمن ليستطيع التفكير بعقله الغروري الذي اعتاد مجالسته دائما بعيدا فتنة تلك الجذابة التي تسحر بفتنتها كل المارة .. ثم سألها بغرور "أتريدين أن تكوني بجانبي؟".. لم تكن تنتظر تلك الجميلة هذا السؤال فارتبكت بعض الشي وردت مسرعة "بالطبع لا فأنا لا أحب العلاقات الغرامية المؤقتة وألاعيب الشباب الغبية" .. مع أنها كانت تدرك في اعماق نفسها أن الشخص الذي أمامها لا يشبه كل الشباب وليس مهووسا بالنساء حتى إن مظهره الكلاسيكي يدل على اللامبالات بالنساء ... سكت الشاب قليلا ثم رد قائلا: "وانا لم أسالك عن علاقة غرامية بل عن قفص ندخله أنا وأنتي دون خروج -يقصد الزواج- ''
تعجبت الفاتنة من كلامه وعينيه الواثقة التي لا تظهر ملامحها إلا مع الرجل الصادق الشهم ضحكت ثم قالت: "نحن لم نتعرف بعد فكيف لنا أن نتزوج هل أنت مجنون؟" ..نظر إليها ضاحكا وقال :" لقد أجبتي عن سؤالك الأول " أحست الفاتنة أن كبريائها قد خدش بطريقة سخيفة للغاية مع الشاب ذو البشرة الذهبية .. حان وقت المغادرة من قاعات التدريس بالجامعة الساعة تشير إلى 16:40 الكل يهرول مسرعا الى حافلات النقل الخاصة بالطلاب فيما ذالك الشاب ذو البشرة الذهبية يمشي بخطى ثقيلة مع كأس من القهوة الدافئة نحو الإقامة الجامعية التي تقع داخل الحرم الجامعي بالذات إفترقا في ذالك المساء كل ذهب إلى وجهته لكنهما تركا جنين الحب العذري في مكان الذي إلتقيا فيه أول مرة .. لم يزل الشاب ذو البشرة الذهبية جالسا وحيدا بعيدا عن صديقه المشاغب يفكر في تلك الفاتنة لم يذهب الى غرفته لم يأكل شيئا منذ أن جاء جالسا على كرسي بحديقة الإقامة الجامعية يفكر ويسرح بخيالها ليعيد تلك اللقطات التي لم تمحى من ذاكرته هل هو الحب ؟؟ هل فعلا جاءت من تفك قيود الحب الذي كان سجينا في صدره ؟؟ الأيام وحدها كفيلة بذلك ... بينما كان الشاب سارحا بخيالاته كانت الفاتنة في مكان آخر وزمان غير زمان الحب لم تعر إهتماما لتلك الحادثة على الإطلاق وصنفتها كحادثة يومية كما التي كانت تحدث لها كل صباح .. الساعة تشير إلى 11 ليلا إستلقت للفتاة في سريرها الوردي ثم أحظرت هاتفها الذي لا يكاد يفارقها برهة من الزمن تتجول في صفحات الانترنت هنا وهناك بين الفيس بوك والانستقرام تدخل الى صفحتها الشخصية لتجد آلاف طلبات الصداقة المعلقة من الذكور لتقوم كالعادة بحذفها لكنها اليوم على غير عادتها اصبحت تنظر الى كل شخص ارسللها طلب صداقة وكأنها تبحث عن شيئ ما .. تعجبت من ردة فعلها الغريبة لتسرجع بعدها كلام ذاك الشاب ذو البشرة الذهبية وتدقق في كل كلمة قالها لتسرح بعينيها العسلية في عالم ذالك الشاب لم تعرف ما يجري لها !! هل فعلا كسر ذالك الشاب كبرياءها؟؟.. تركت الهاتف جانبا واستلقت على سريرها لترى نفسها ملكة لذالك الشاب ذو البشرة الذهبية يا ترى هل سيكتب القدر ذالك أم أن بدر الحب لن يكتمل بين هاذين العشيقين..
أنت تقرأ
روح بلا جسد
Randomعلاقة حب لم يكتب لها القدر وتبقى معلقة لاعوام كثيرة ولا تزال تكتب الى ان يموت احد ابطال هذه القصة التي لايزالون على قيد الحياة ولا يزالون مفترقين لحد الساعة التي تقرا فيها لهذا الوصف