~ الفصل الأول ~
~ بسم اللہ الرحمن الرحيم ~
قراءة ممتعة للجميع ♡
- تبدأ القصة عندما تخرج تلك الفتاة الجميلة البريئة من ذلك المنزل الضخم في تمام الساعة الخامسة فجراً وهي تبكي بحرقة وتضغط بقبضتها على تلك الحقيبة السوداء التي كانت تحملها بين يديها... وقبل ان تبتعد عن حدود المنزل التفتت اليه حيث كان واقفاً ينظر اليها من خلف نافذة غرفته البلورية وهو عاري الصدر ويمسك بيده كأس مشروب كحولي يرتشف منه بضع رشفات بهدوء مميت الامر الذي جعل غضبها يزداد ، لذا ضغطت على الحقيبة التي بيدها بكل قوة وقالت بنبرة صوت مجروحة : واطي .
ثم بصقت على الأرض وهمت بالمغادرة وهي تمسح دموعها بعنف وتضغط على تلك الحقيبة وكأنها تحاول ان تمزقها ، اما هو فاستمر بمراقبتها وهي تبتعد في تلك الساعة المبكرة من الصباح حتى غابت عن مجرى نظره تماماً ، وما ان تأكد انها لن تراه حتى قذف كأس الخمرة من يده ورماه أرضاً فأصبح حطاماً ثم بدأ يحطم كل شيء تقع يده عليه وهو يصرخ بصوت اشبه بزئير الأسد قائلاً : ليه ... ليه عملتي كدا ، ليه وافقتي بالسهولة دي ... كل دا علشان الفلوس ... مكنتش عايزك توافقي ... كنت عايزك تقولي لا وتضربيني آلم وبعدها تخرجي من هنا !
- قال جملته الاخيرة بنبرة حزينة وهو ينسدل بجسده إلى الاسفل ، فجلس على الأرض سانداً ظهره الى حائط تلك الغرفة الفاخرة والتي تبدو كما لو انها جناح ملكي أكثر من كونها غرفة نوم لشخصٍ واحد ثم رفع ثم وضع رأسه بين يديه غرساً اصابعه بين خصلات شعره الكثيف بقوة واخذ يضغط عليه بعصبيه شديدة جعلت عروق رقبته تظهر ؛ كما ان عيناه تجمرت من شدة الغضب.. بقي على تلك الحال لمدة لا تتجاوز الخمس دقائق وسرعان ما تنهد باستسلام واردف بنبرة حازمة : كلهم كدا ... اهي دي كمان عملت كدا علشان الفلوس وانا اللي كنت فاكر انها غير كل البنات بس صدق اللي قال ان الطبع غلب التطبع وهما طبعهم الطمع والكدب.
قال ذلك ثم هب واقفاً بكل وقار وبعدها دلف الى حمام غرفته وبدأ يستحم وكأن شيئاً لم يحدث ، اما هي فكانت قد استقلت سيارة أجرة وهي تحتضن الحقيبة التي اخذتها منه بعدما عاشت اسوء كوابيس حياتها وهي تتأوه بألم في حضنه في الليلة السابقة ؛ أدمعت عيناها وزادت من شدة الضغط على الحقيبة وهي تردد في داخلها : استحملي يا مرام... استحملي يا حبيبتي انا جبت الفلوس وانتي هتعملي العملية وهتخفي بس استحملي لغاية ما اوصل.
☆ وبعد مدة وجيزة .........
اخبرها سائق سيارة الأجرة انهم وصلوا الى العنوان المطلوب فاستيقظت من شرودها ونظرت من نافذة السيارة لتجد انها وصلت الى المستشفى بالفعل ، تنهدت وسألت السائق : تؤمر بأيه يا اسطه ؟
اجابها : خمسين جنيه يا هانم.
فلم تعلق بأي حرف بل فتحت تلك الحقيبة التي كانت تمسك بها طوال الطريق الامر الذي ادهش سائق الأجرة عندما رأى رزم النقود بداخلها ... أبتلع ريقه وهو ينظر اليها بعيون مفتوحة وهي تمسك بأحدى الرزم النقدية وتسحب منها ورقة نقدية من فئة الـ 200 جنيه وسرعان ما اعطته ايهاها قائلة : مامعيش فكه علشان كدا تقدر تخلي الباقي.