الفصل الثاني: تلك الليلة...!

107 6 0
                                    

في ليلة جمعة الثالث عشر من شهر ديسمبر - و قد سمعت أنه يوم مشؤوم في بعض الدول و تحدث به أمور فظيعة - و بينما كنت قد جلست لأتابع برنامجي التلفزيوني في تمام الساعة التاسعة و النصف، بعد أن تأكدت من أن المشعوذة قد ظنتني نائما، و كالعادة لم يعد أبي من العمل بعد... بدأ برنامجي المفضل و كالعادة أفتتح بشارة البداية التي أعشقها، فما كان لي إلا أن أغني معها، و تلك كانت غلطة بسبب علو صوتي... سمعت صرير باب غرفتي يفتح ببطئ، فألتفت إليه و أنا على يقين بأنه قد حان ذلك الوقت المشؤوم، ذلك الوقت حيث تتدخل المشعوذة بحياتي مجددا، و إطفاء التلفاز و منع متعتي، و إطفاء الأنوار و تركي وحيداً في الظلام... و ها هي قد فعلتها... أقسم لو كانت أمي - التي لا أتذكر ملامحها إللا من الصور القديمة - مكانها... لضمتني إلى صدرها و قبلت جبيني و جلست في حافة السرير حتى تتأكد أنني نمت، أنا لم أجرب ذلك، لكن هذا ما تفعله الأمهات لأولادهن، بينما المشعوذة حتى لم تحضر لي بطانيتي لتدفئني في هذه الليلة الباردة... ما لبثت عشر دقائق و إذا بي قد نمت و قد ضممت ساقاي و رأسي إلى صدري من شدة البرد... و كنت أكرر "إنها حتى لم تتذكر بطانيتي"!...

الكابوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن