يمكن اطلاق وصف الحركة النسوية على تلك الحركة السياسية، الثقافية والاقتصادية والتي تهدف الى وضع الأسس للمساواة في كافة الحقوق بين الجنسين، وسن كافة القوانين لتحقيق الحماية القانونية للمرأة.
بدايتها
نشأت النسوية رداً على الهيمنة الذكورية واضطهاد المرأة، وحتماً هذا أمر لا نستطيع تحديد بدايته، ولكنها بدأت تتخذ صدى عالمياً كحركة منظمة منذ بداية السبعينات تقريباً، وأعيد احياؤها في العالم العربي عام 2014.
لم تكن الحركة النسوية دوماً كما هي عليه الآن، وتاريخياً تدرجت لثلاث موجات هي كالآتي:
الموجة الاولى؛ وظهرت في القرن التاسع عشر في كل من المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الامريكية بشكل أساسي، واستمرت حتى مطلع القرن العشرين، اتسمت في بعض فتراتها بانها كانت راديكالية وذلك طبيعي في ظل التعسف الذي كانت تواجهه الانثى آنذاك، وكانت تركز في تلك المرحلة على تحقيق حق المراة في الانتخاب، والقضاء على سيطرة أو "امتلاك" الزوج لزوجته وأطفاله، ومما حققته الحركة اثناء هذه الموجة في بريطانيا هو حصول النساء المالكات للمنازل وممن تزيد اعمارهن عن ثلاثين سنة على حق التصويت عام 1918، وتوسع هذا الحق عام 1928 ليشمل جميع النساء ممن تجاوزت اعمارهن الواحد والعشرين اينما تقرر اجراء استفتاء. اما في الولايات المتحدة الامريكية فقد حصلت المرأة على حق التصويت عام 1919.
وبما ان هذه الموجة كانت سياسية بالدرجة الاولى، ومع تطور الاهداف النسوية لجوانب اكثر من السياسة انتهت هذه الموجة وتوسعت التطلعات النسوية، واصبحت طرقها وافكارها اكثر تحضراً وتعقلاً في القرن العشرين، ومعها بدأت الموجة الثانية في تاريخ الحركة، والتي استمرت منذ بداية الستينيات وحتى نهاية الثمانينيات من القرن ذاته، واتخذت هذه الموجة شكلاً أكثر تحضراً وأقل راديكالية من سابقتها، ولكن أكثر عنصرية بوصفها موجهة للنساء البيض حصراً، كما أنها ركزت على جوانب حياتية مختلفة بالاضافة للجانب السياسي، أهمها الغاء التمييز بين الجنسين بشكل كامل في مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على حد سواء.
أما ومع بداية التسعينات، فظهرت الموجة الثالثة للحركة النسوية، والتي عارضت الموجة الثانية في بعض مساراتها وخصوصاً العرقية منها، بوصف النسويات من الموجة الثانية عنصريات للعرق الابيض فاخذت الموجة الثالثة بعين الاعتبار التمييز العنصري، فظهرت النسويات ذوات البشرة السوداء للمطالبة بنسوية عادلة ومناديات بحقوقهن، وهو الذي عبرت عنه هذه الموجة جيداً، فأضافت إلى مطالب الموجات الاولى والثانية مطالب أكثر عصرية وتوسعاً وفي الاتجاهات جميعها، مثل حق الاجهاض والمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات، وحق المرأة في الاستقلال التام والحرية التي من ضمنها الحرية السياسية وحقها في تقلد المناصب العليا في الدولة، ومن هنا يجدر الاشارة إلى أن هذه الموجة لا تزال مستمرة في عصرنا الحالي، رغم أن البعض يعتقد بوجود موجة رابعة اكثر تقدماً وطموحاً في الدول المتقدمة.
أنت تقرأ
MY SPACE.
Non-Fictionأَقبِلْ على البشرَى وعِش متفائلاً ماذا جَنَى مِن شُؤمِهِ المتشائمُ؟. سانا .