أستيقظت في صباح يوم جديد ، لطالما أخبرني الجميع أنه من الغريب أن يكون فطور صباحي مجرد كوب قهوة ساخن ، لكن ما باليد حيلة فهذه عادة قديمة لا استطيع الاستغناء عنها
و عندما خرجت من البيت كان آري يسبقني بعدة أمتار ، سيكون الأمر غريبا اذا لم نذهب معا ففي النهاية حينا واحد و طريقنا واحد و مدرستنا واحدة و صفنا واحد و حتى مقاعدنا قرب بعضها
يال الملل ! هذا بالضبط هو أصعب أمر في الأيام الأولى ، الملل و الجمود التامكنت مستغرقة في التفكير حتى أنني نسيت تماما مسألة آري ، و في هذا اليوم اندمجت كثيرا مع الأجواء رفعت بسرعة من مستواي الدراسي ، و قد دهشت الأغلبية عندما اخبرتهم أنني انتقلت للثانوية بمعدل 1000/985 !!
و قد بدأت بتوضيح الجزء الفكاهي من شخصيتي ، شرحت لهم أنني لا اضحكهم لأسباب شخصية ، كل ما في الأمر أن الملل مضر بالصحة ضرر السجائر
فالجمود يجعل الغازات تلتوي في المعدة و الأمعاء تتداخل فيما بينها ، و عندها فإن مسألة رائحة الجرذان الميتة ستحتاج آلافا من السنوات الضوئية كي تحل
و في وقت الغذاء أحاط بي العديد من طلاب الصف
تشاركنا الأكل و الحديث
حكى لنا إدوارد عن تجاربه الرومانسية الغريبة مع فتاة أكبر منه بثلاث سنوات و في نهاية حديثه سألني قائلا :
" و انت يا جلاديلياس ما هو رأيك بخصوص موضوع الحب ؟ "
فقلت :
" حسنا ، حقيقة انا لا تجارب ليفي هذا المجال لكني أعلم أن الحب شعور مهم في حياة الشخص مهما كانت صلابته "
فقاطعني آري قائلا مع عينين و ابتسامة حادتين :
" إن مدى رخاصتك مدهش بالفعل يا جلاديلياس ! كيف تستطيعين قول أشياء لا تؤمنين بها ، ما رأيك بالعمل في منصب العاهرة المبتسمة ؟ "
فإستقبلت كلامه ذاك بدموع و ملامح غاضبة ، ثم غادرت المكان راكضة و انا امسح دموعي و وقفت وراء الباب قليلا استمع لعتابات الزملاء لآري و أنه واجب عليه الاعتذار
يالهم من حمقى ! و كأن ذلك احزنني بالفعل
ثم ذهبت لحديقة المدرسة و قطفت بعض الأعشاب الطبية و رتبتها في أكياس شفافة بلاستيكية
إنشغلت بذلك حتى انتهاء فترة الغذاء ثم عدت إلى الصف و كان طابع الشجار و المشاحنات غالبا على الجو
جلست في مكاني قرب آري الذي لم يمنح أي اهتمام لحضوري ، و مرت الفترة المسائية على ذلك الحال
و بعد الدوام دعتني مجموعة مختلطة للخروج معها فقبلت ذلك بصدر رحب
و نحن نسير في الرواق سمعنا ضجيجا لا يحتمل ، فاعتذرت لتلك المجموعة و اتجهت ناحية الضجيج و تبعني آري
و قد كان شجارا بالفعل في حمام الأولاد ، فأعطيت حقيبة ظهري لآري و قلت :
" أمسك للحظة "
ثم شققت طريقي بين ذلك الحشد المتجمهر إلى بوابة المرحاض و دخلته مع أن ذلك ممنوع
و كان قتالا عنيفا بين اثنين من طلاب السنة الاولى
ان منظر الدماء و هي تغطي الحنفيات مزعج بالفعل
و دون أن يشعرا بي ، صدمت رأسيهما ببعضهما و بقسوة إلى أن وقعا أرضا ثم عقدت ذراع كليهما اليسرى للخلف
بدأ متألمين للغاية فخفضت من قوة السحب خشية كسر ذراعيهما ، ثم صحت بنبرة منزعجة :
" اللعنة! ألا يمكنكما العراك دون إحداث هذه الجلبة ؟ و لماذا هذا العراك السخيف بحق الجحيم ؟ على الأقل اذا اردت ضرب أحدهم فلا تكن مثيرا للشفقة هكذا !!!"
فصاح أحدهما بقوة " هذا ليس من شأنك يا سافلة !"
فدست على رأسه جيدا بركبتي و قلت :
" لا ترفع صوتك أيها الصغير و الا حطمت هذا الوجه ، هيا اغربا عن وجهي بسرعة "
ثم افلتهما و لم يحاول أي منهما رد الدين الي ، فلا بد أنهما فهما مقدار قوتي التي كانت ستعصرهما عصرا
و خرجت بعدها محاولة الابتعاد عن كاميرات الهواتف الموجهة نحوي و غادرت المدرسة بسرعة متجهة وحدي إلى محطة القطار
وصلت إلى المنزل على السادسة مساء فارتديت ثياب نومي ثم تذكرت أن أن حقيبة ظهري لا تزال عند آري
فذهبت لمنزله!
أنت تقرأ
قلبك وجهة ؛ بلا عنوان
Teen Fiction" انت لست حبيبا ، انت لست صديقا " " انت مجرد شيء مزعج في حياتي لن اعترف به ابدا ، لذلك إبق بعيدا و لا تقترب " إن كنت تعرف الألم ؛ فستفهم