الرسالة الأخيرة..
"لطالما حدقت بتلك اللوحة التي حَوَت صورته بين مُحيطها، طغت على هيئتها الالوان الداكنة وقد ظهر عليها علامة الزمن حتي صارت باهتة.
باهتة كحياتي التي لم يعد فيها حياة..
كالإنسان الآلي تمامًا جسدٌ متحرك، لكنه بلا روح.
سئمت تكاليف الحياة حتي اعتدتها بأثقالها وأحمالها.
صرت أتقبل كل شيء إيجابيا كان أو سلبيا دون مشاعر، دون ردة فعل فقط بلا مبالاه، فليحدث ما يحدث فنحن في نهاية لعنتنا تلك مصيرنا واحد.
لما نجتهد في أي شيء والنهاية معروفة، أخبرني ما قد تستفيده من المناضلة والمحاربة بينما تعلم ان مثواك الاخير هو التراب.
ماذا سيحدث ان استسلمت للالم؟ لا شيء..
فقط اصمت، وانتظر حياتك تنتهي بصبر.
او قم انت بإنهائها.
لذا، سيدي قارئ هذه الرسالة، أنا أود إخبارك أني قد قررتُ تغيير هذا الروتين ومحاولة فعل شيء مثير، لنضع علي تلك الالون الرمادية بعض من قطرات اللون الأحمر القاتم، لتمنحها فرصة للتنفس ولو قليلا.
وبابتسامة واهنة قررت أن أستسلم..
آسفة لأني سأترك هذا العالم المؤلم لكم وحدكم.روزالين جينيفور"
***
كعادتها، ذهبت لجامعتها بتلك الملامح الشاردة تفكر فيما قد كان وفيما سيكون غير آبهة بالسيارات التي تطلق أبواقها لتفسح الطريق حيث كانت إشارة المشاة حمراء بالفعل، لكنها فقط لم تهتم.
وبفضل الموسيقي العالية التي تخترق اذنها عن طريق سماعات الأذن، لم تستمع إلى سُباب السائقين لها.. وحتي لو كانت قد سمعت إحداهن، على كل هي لا تهتم.وصلت إلي وجهتها أخيرا، لتلج الجامعة من بابها ليتغير كل شيء تماما، هي الآن اصبحت شخصا آخر بكل ما تعنيه الكلمة، وجهها الباهت صار مشرقا، ابتسامة مُفعمة بالحيوية شقت وجهها، صوتها المرح ارتفع مُحيِّيًا كل من تراه سواء تعرفه أم كان من أولئك الذين ترى وجوههم من بعيد فحسب، لا مكان هُنا للشكوى والتذمر من مشاكل الحياة، فَفلسفَتها في الحياة تقتضي علي أن إظهار ضعفك نوع من التعري، فلا تعري ضعفك لأحد، وقد كان..
فقد حرصت علي إخفاء ذاك بداخلها جيدا، حتي كادت تصدق نفسها، رغم تلك العَبرة التي كانت ترفض موقفها هذا وبشدة فتمردت وعبرت السد القوي الذي كانت قد بنته لنفسها، فما كان منها إلا أن تظاهرت بالتثاؤب لتجد مبررا لنفسها أمام رفيقاتها..ري ما: ياااا روزالين أنتِ بخير؟.
تسائلت صديقتها لتجيبها هي بابتسامة واسعة بينما تعيد بعض الخصلات التي تمردت إلى خلف أذنها.
روزالين: بلي لا تقلقي، أنا فقط لم أنم ليلة البارحة جيدا، فقد كنت أقوم بالتقرير الذي طلبه البروفيسر 'شيرويد'، تعلمين جيدا كم هو صارم في مثل هذه الأشياء.
سيا: آه أعلم بالفعل ولكن، ألم تكوني في المكتبة منذ أسبوع تقريبا تنهين ذاك التقرير.
روزالين: آه لم أستطع إنهائه حينها فالبروفيسر يطلب الكثير حقا.
وبِكَذبة أخرى هي بررت لصديقاتها، لتتجنب الأسئلة التي لا تود الإجابة عليها وبسهولة هي فقط انطلت عليهم ليهم الجميع بالذهاب إلى قاعة المحاضرات حيث كانت الساعة قد دقت العاشرة بالفعل.
أنت تقرأ
لم يكُن أنا || It Wasn't Me
Short Storyتَعَلقت بلوحةٍ ما، حتي خِلت أنّي جزءٌ مِن ألوَانها البَاهتة.. وحِينَ انتهَت.. انتهيت معَها.. ONE SHOT! ♡