الجزءُ الأوَّل

13.9K 339 155
                                    


"لان جان لطيفٌ حقاً لأن يستيقظَ في الخامسةِ ولا يتحرّكَ إلى التاسعةِ حتى لا يوقظني" همَسَ المدعوُّ وي ووشيان فورَ أن فتَحَ عينيهِ بينما يلمَسُ وجنةَ المستلقي بجانِبِهِ باستخدامِ سبّابَتِهِ بلطف، وحوّلَ الآخرُ نظرَهُ إليه، ثمَّ بهدوءٍ أزاحَ جسَدَهُ من السَّريرِ وعدّلَ ملابسهُ وشريطَ جبهتهِ ومشى بعيداً..

راقَبَهُ الأوّلُ بابتسامةٍ للحظات، ثمَّ استقامَ بدورِهِ ليربطَ شعرَهُ الطويلَ ويعدِّلَ ملابسه، ثمَّ ككُلِّ يومٍ يذهبُ لإكمالِ مضايقتهِ للان وانغجي.

على أيِّ حال، هذا الصباحُ بدا مختلفاً قليلاً.. فبينما كانَ وي ووشيان في خضمِ تعلُّقِهِ بلان وانغجي ومباغتتهِ بجميعِ الطرق الممكنة، طَرَقَ أحدُهُم بابَ الغرفة

"آهٍ، يبدو أنَّ شخصاً ما سيُقتَلُ اليوم" فكّرَ وي ووشيان بتعابيرَ متأزِّمة.

لقد كانَ لان وانغجي يدقّقُ كثيراً بأمرِ أنَّ إزعاجَهما حينَ يكونانِ معاً ممنوع، لدرجةِ أن لو أنَّ بإمكانِهِ وضعُ هذا القانونِ ضمنَ قواعدِ عشيرةِ غوسولان ونحتُهُ معَ باقي الأنظمةِ على الجبَلِ لفعَل!

وبناءً على حرصه الشديد وعدمِ وضعهِ لأيِّ استثناءاتٍ وتعابيرِهِ العابِسةِ لحظَتَها، تنبّأ وي ووشيان بمقتلِ من كانَ يقفُ على البابِ الآنَ ويطرق.

على أيِّ حال، تغيَّرَت فكرةُ وي ووشيان حينَ سمِعَ الصوتَ القادِمَ من ناحيَةِ الباب:

"هانغوانغ-جون؟ كبيري وي؟"

فورَ سماعهِ هذهِ الكلمات، أفلتَ وي ووشيان ملابِسَ الأكبَرِ وأسرعَ لفتحِ البابِ هاتفاً:
"هنا هنا!"

ظهَرَت هيأةٌ مألوفةٌ من وراءِ الباب الخشبيِّ الذي أصدَرَ صوتاً حينَ فتحه، وحينَ أوشكَ الطّارِقُ على الانحناءِ لهما.. أمسكهُ وي ووشيان واحتضنهُ بينَ ذراعيه

"آه لقد كبرتَ حقاً آ-يوان"

كانَ ذلكَ لان سيجوي، ابنه هوَ والشَّخصَ الذي يقفُ وراءهُ الآن.

قهقهَ سيجوي بخفّةٍ ونَطَقَ بابتسامة:
"ليسَ كذلكَ يا كبيري وي، بالتأكيدِ ليس كذلك.. لقد رأيتني قبلَ أُسبوعَينِ وكنتُ بنفسِ الحجم"

"وما علمك؟! شابٌّ يافعٌ مثلُكَ قد يزدادُ طولُهُ خمسَ سنتمتراتٍ بينَ عشيّةٍ وضحاها فقط!"

ضحكَ لان سيجوي مجدداً، ما زالَ وي ووشيان كعادَتِهِ يُخبِرُ بالأكاذيبِ ويلهو ويعبث، كانَ ممتنّاً لأنَّ شيئاً لم يتغيّر.

مشى لان وانغجي للأمامِ عدّةَ خطواتٍ وحرّكَ يدَهُ ليَصِلَ لشعرِ سيجوي ويمسحَ عليهِ بخفّة،

محاطاً بهذهِ العائلةِ اللطيفةِ وهذا المنزِلِ الدافئ، أوشَكَ أصغرهم على البكاءِ منَ السعادة، مدَّ ذراعيهِ وسحبَ كلّاً منَ الآخَرَيْنِ وقرّبهما من جسدِهِ بقوّة، ليتحدَّثَ وي ووشيان مازحاً:

رَغبَةُ القَدَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن