الحلقة الأولي

286 4 2
                                    

·





رأيكم وتوقعكم
رمضان كريم
تتساقط الورقيات الخضراء أرضاً وكأنها تغادر الغصون معانقة نسمات الخريف تشعرك خفتها وهي تحلق هوائاً وكأنها إحدي راقصات البالية بتلك الخفة الرائعة وذاك الالتفاف المدهش علاوةٌ علي روعة تتدرج الالوان بها وكأنها خُلقت لتغزو قلبك بحب ..... ببيتاً ميسور الحال بأحد شوارع القاهرة بالظاهر بيبرس يرتفع صوت المذياع مشيراً لاقتراب بدء قرآن السابعة صباحاً بذاك الصوت العذب الذي يغزو قلبك عمراً وترعرع عليه ابائنا واجدادنا لنكمل المسيرة نحن ..... لنقترب قليلاً من ذاك البيت .....
يرتفع صوت احدهم ويبدو من تلك النبرة الغاضبة والحادةُ نوعاً ما أنها إمرأة لنقترب قليلاً نتفقد ماذا يحدث ..... بمطبخٍ يجمع بين التراث القديم والحديث ينم عن ذوق احداهن من ذاك الزمن الجميل تقف امرأة يبدو لي من تلك التجاعيد الخفيفةُ بوجهها وذاك الثوب الوردي البيتي ويداها التي تمسك بظهرها وحركتها البطيئة تلك انها امرأة في عقدها الخامس والنصف ورُبما السادس تقف امام ذاك البوتجاز تقلب شيئاً ما ويبدو لي من تلك الرائحة الشهية انه بيض بالبسطرمة يسبحان في ملعقتين من السمن البلدي كفيلان ان يثيران شهيتك لأعوام وها قد انتهت اخيراً منه لتسقبة في احد الاطباق لتمتم في غضب ولا حد حاسس ولا عندهم دم شهادات علي الفاضي هفضل بس اراعي فيهم لحد امتي ياربي دانا مفيش مرض الا وبياكل فيا والبعده ولا عندهم دم .... ليأتيها صوت احدهم من بعيد يبدوا من نبرتة الناعسةُ تلك انك قد استيقظ للتو ..... أمولة يا لوله لتصل تلك الرائحة الشهية المثيرة لأنفه لتُفتح عيناه علي مصرعيهما قائلاً وقد كاد يقفز من هول فرحتة مش معقول الريحة دي ريحة بسطرمةة ياااااااااااه ليتوجه نحو المطبخ سريعاً ليجد والدته تعدها بالفعل
إبراهيم بمرح وهي يقترب منها يشاكسها بدعابة / اية يا أمولة الدلع اللي علي الصبح والروايح اللي تجنن دي دة بينها مفيش شغل النهاردة ومبلطلك انا هنا علي فكرة
أمل بغضب / طبعاً ما انا الشغالة بتاعتكم شاي اعمل فطار اجهز واقفة طول الليل والنهار في المطبخ ولا اللي مولودة فيه
إبراهيم وهو يطالعها بمكر قائلاً بداخلة / بقالنا فترة احنا مشغولين عنها ومش مدلعنها خالص ليقترب منها مقبلاً اياها علي وجنتها قائلاً بمرح / إية يا أمولة دانا حبيبك
امل ومازالت غاضبة / بلا حبيبي بلا زفت بقي
ابراهيم وهو يرفع يدية عالياً قائلاً بمرح ومشاكسة / يبقي انتي اللي جنيتي علي نفسك يا أمولة ..... ليزغزغها بيدية يعلم انها تغار ولكنها هي من ارادت
امل بضحك / ههههههههههههههههه ولا يا ابراهيم هههههههههههههههه بس يا ولا
ابراهيم / ابداااااااااا هتموتي من الضحك ليكمل مرة اخري ليوقعها في بحراً من الضحك والمزاچ الرائق لتبتسم اخيراً لطالما كان ابنها الاصغر والاقرب لقلبها والتي تعشقة حد اللعنة
أمل وهي تحاول الحديث وقد تلون وجهها بلأحمر القاني من كثرة ضحكها. / كفاية يا ولا ههههههههههههههههه لتكمل وهي تلتقط انفاسها بصعوبة هموت ههههههههه
ابراهيم / علشان تبقي تتعصبي عليه اوي يا ام هيما
أمل / طب يلا سبني اجهز الطربيزة علشان يا دوب تلحق تفطر انت واختك وتلحقوا شغلكم المعقرب دة يا اخويا مش عارفة جيلكم اية من الهم دة ما الكليات كانت قدامكم اكتر من الهم علي القلب سبتوهم ومسكتوا في دول
ابراهيم بجدية / يا ام هيما الطب مش هم وانا من زمان متشوق ابقي في المجال دة ليكمل بجدية وقد قست ملامح وجهه علشان اقدر اساعد مرضي السرطان واكتشف طرق علاج جديدة
أمل وقد اغرورقت عينيها بالدموع لتتحدث وهي تلمس علي وجنتية بأمومة / هتفضل لحد امتي عايش في اليوم دة مش كفاية يا قلب أمك
إبراهيم بجدية وقسوة / لا مش كفاية ولا عمرة هيكون كفاية
أمل / هتعاند القدر
إبراهيم / هعاند الموت
ليدير ظهره متوجهاً نحو الخارج لتتحدث امل قائلة / مش هتفطر يا قلب أمك
ابراهيم / مش جعان
لتقترب منة تقرس احدي وجنتية / وحيات امك بقي بعد ما ضهري اتقطم في عمل الفطار لا ونازلة من امبارح علشان اجيبلك السمنة البلدي تقولي مش جعان دانا اشويك بدل الديك اللي هيتعمل علي الغدا دة
ابراهيم / ههههههههه ديك وبسطرمة لا داحنا حد دعلنا في سلعت فجرية بقي اية الرضا دة كله
أمل بحنو / بتصعبوا عليه يابني اختك اللي مش فهمالها حاجة وانت ياعيني ليل نهار يا شغل يا قراءة وجري ورا تجارب اهو برم عضمكم المفشفش دة
ابراهيم / ههههههههههههههههه طب الحقيني بالبسطرمة بقي لحسن هتأخر كدة
ليتوجه نحو الخارج ليجلس امام التلفاز يتفقد بعض الاوراق
لنتركة يتفقد أوراقه ونتجول في البيت قليلاً
...................................

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 23, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شَوَارِعُ  قَلبي / بقلمُ  سُها ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن