☆THREE☆

241 21 5
                                    


" لويزا !، بدأت أفقد الأمل كلما تذكرتُ هذه الأحداث ، لا مفر من الواقع عزيزتي ، عيشي اليوم و سيأتي الغد ،  فكري بها جيداً ، أنتِ تعيشين وقتاً زائد على عمركِ الحقيقي " يحاول هاري إقناعي بينما أتناول الفطور بهيئتي المزرية " كم السعرات الحرارية في هذه الشطيرة ؟ " أشرتُ لشطيرتهِ ، فرفع كتفاه بعدم معرفة " لا أعلم "

" لا تريدها بالتأكيد لذلك سآخذها " أخذتها و بدأتُ تناولها " و لكن ماذا سيحدث لو وصلتي لذلك اليوم الذي في المستقبل ؟، هل ستلتقين بنفسكِ ؟" قلبتُ عيناي على تفكير هاري المستمر ، متى سيتوقف عن الكلام ؟!، فهو كاللعنة ثرثارٌ كبير

" عذراً منكم !، و لكن  ... هل لي بمعرفة عما تتحدثون حوله ؟" نظرنا ناحية ذلك الشاب الذي يبان عليه الطيش نوعاً ما ، هو كذلك بالفعل ، شابٌ آسيوي مستقبله في الحضيض " ماذا تريد منا ؟، يكفي ما جرا لي هذا اليوم "تقدم منا بهدوء ليجلس أمامنا قائلاً:" هل تحدثتم حول شيءٍ يخص الكم الذري في الكيمياء ؟" نظرنا له لا نعلم بماذا نجيب !، هل هو في وعيه ؟، ما هو الكم الذري ؟

" هل هذا الوجه يبدو لك كفتاةٍ تعرف الكم الذري ؟" نظر لي  رافعاً حاجبه بتعجب ' هل تعني بأنها غبية ؟' ،" نعم أنا كذلك " فتح فمه كي يتكلم ، و لكنه فقد الكلمات

" إنها تعاني من شيءٍ يشبه الأرق ، استيقظت و وجدتْ نفسها في الماضي " تحدث هاري ليجذب نظر الفتى ، ليُشابك يديه واضعاً اياها تحت ذقنه مُستمعاً " اشرحوا لي بالتفصيل " أمسكته من ذرايعه أوجههُ نحوي " انا الآن أسبق عمري بسنواتٍ عدة ، أواجه أشياء واجهتها مسبقاً ، هل تمتلك أي تفسير ؟"

" اللعنة " ضرب الطاولة بيده لأعقد حاجبيّ أنظر لهاري ثم له ، ما به ؟، اظن بأنه يعلم حل هذا الأمر ، لو كان يعلم فهل هذا سيجعله ينقذني ، أم سأبقى في هذه الدوامة ؟

" أظنني سأذهب ، فلدي بعض الأعمال ، أ-أراكم في ما بعد " ركض هارباً يحاول اللحاق بشيءٍ و كأن مصيبة قد حدثت ، قلبتُ عيناي ، فأنا حالياً لا اعلم ما الحل و أشعر بالضياع ، ماذا سيحدث ؟ ،يا تُرى في أي سنةٍ انا ؟ ، هل هاري سيحبني من جديد ؟، نظرتُ ليزيح نظره عني بخجل  ، اوه ، أنظروا إلى تلك الظرافة 🙂

" هل ستبقى جالساً هنا طيلة حياتك ؟" رفع كتفيه مبتسماً " ما رأيك بالذهاب إلى مطعم ؟" إزدادت ابتسامتي ، هاري يشعر بالإرتباك" عزيزي هاري نحن بمطعم " ،" اوه حقاً ؟ ،هه" أعاد شعره للخلف يحاول تمالك نفسه ، ما به هذا المجنون ؟، هل أحبني بنصف دقيقة ؟، أم أنها عادته البلهاء !؟

" ما رأيك بأن نذهب للتنزه قليلاً ؟، لعلي أتذكر شيئاً قد يساعدنا " إرتديتُ نظارته الشمسية  على وجهي المزري ، بعد ذلك خرجنا سوياً نجول الطرقات تحت قوة أشعة الشمس ، لأتكلم :" بالفعل بدأتُ أعتاد على ذلك "

" على حياتكِ الجديدة ؟" تسائل " أتعلم هاري !" رفع حاجبه لأبتسم قائلة :" و كأنني في رواية ، عندما أقرأ رواية و تعجبني ، أتمنى لو تعود بي ذاكرتي كي أقرأها من جديد ، كي أشعر بذلك الحماس الذي شعرتُ به أول مرة ، و هذا ما يحصل معي " نظرتُ له مبتسمة قبل أن أجلس أمام البحر بجواره " عادتْ قصتي معك من جديد ، لا اعلم ما هي الأحداث ، و لا اعلم إن كنتَ ستحبني كما في حياتي السابقة ، و لكنني متشوقة لمعرفة المزيد ، ربما الآن سأكون قادرة على التناقش معك .... فأنا الآن أعرفك جيداً "

نظر لي مبتسماً بهدوء ، ثم وجّه نظره للبحر ، النظر له هكذا يحدق بأجمل ما خلقه الله هو بذاته منظرٌ لا يعوض ، ربما أشعر بالغيرة من كيندال، و لكنني و للصراحة أشعر بأن ما يحدث هو مجرد شيء غير حقيقي ، أتمنى موت كيندال لأول مرة في حياتي ، أتمنى إحتراقها

" دزززد دززززد "

هناك طنين يحوم داخل رأسي ، و لكنه خفيف لأنظر ناحية البحر مُحاولةً مني لتجاهل هذا الطنين

" ك-ك ... كيف فعلتِ ذلك ؟"

ما هذا الذي أسمعه ، نظرتُ من حولي أحاول إيجاد صاحب الصوت ، بدأتُ أشعر بالدوار " هل هناك من خطب ؟، لويزا؟!"

" حقيرة "

كانت حادة على مسامعي حتى صرختُ بأعلى ما يمكن ليهلع هاري نحوي ،" لويزا ، لويزا هل هناك من خطب ؟" ، تشبثتُ بهاري و الألم يحرق طبلة أُذناي ، لا أعلم ما سر هذا الصوت أو من أصدره ، و لكنه مؤلوفٌ لي ، و للصراحة من الصعب معرفة مصدره ، أحاول التفكير و أفشل في كل مرة ، و أنا بالفعل غير مهتمة الآن بمعرفة صاحبه

هدّأتُ من روعي لأُنظّم تنفسي قبل الإبتعاد عن هاري بروية " هل تشعرين بأنكِ الآن أفضل ؟" حركتُ رأسي بالإيجاب " ما رأيك بالذهاب من هنا ؟" وقف لنذهب من هنا مبتعدين  

و لكن في أرجاء هذا المكان كان هناك من يقف خلفنا هامساً ب :

" لويزا "

To be continued  ...

THE PAST OF THE DAY 《H.S》 ماضي اليوم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن