بعد البحث فى قضية سلوى .تم اجراء محاكمة لها وتحددت الجلسة . وجلس الحضور وبينهم اخوتها و والدها و والدتها . وخرج القاضي بنص الحكم وتعلقت القلوب والابصار بفم القاضي . وبعد قرأة حيثيات الحكم حكمت المحكمة بمعاقبة سلوى بالسجن خمسة عشر عاما مع الشغل والنفاذ . عندها صرخت سلوى باعلى صوتها انا لم اقتلها لم اقتلها بل هي التى قتلتنى ارجوك يا سيادة القاضي.
دعنى اقول شيئا ضاق به صدري .
فنظر القاضي وقال لها تحدثي بما شئتي !
فقالت سلوى انا كنت فتاة مستهترة سافرت مع صديقتي القتيلة .
اغوتني حتى شربنا الخمر ورافقنا ذئاب البشر نعم رافقت احد تلك الذئاب وحملت منه وتنكر لى ودعاني بالعاهرة . نعم ارجوكم اسمعوني لن استحى بالاعتراف بذنبي بعد الان انا تعلمت الكثير . وبعد ان حملت من السفاح وارتكبت تلك الجريمة النكراء من شرب خمر وزنا لم اعود الى رشدي بل ذدت الطين بلة والذنب ذنوبا اخرى اكبر واعظم .
حاولت اجهاض الطفل لكن عاقبني الله لاني تخلصت من طفلي الاول الذى كان من شرع الله بزواج حلال مبين .
عاقبني الله ولم يوافق الطبيب على اجراء الاجهاض لان حياتي بخطر . وتحملت تسعة اشهر . ولم افكر للحظه فى مصير ذلك الطفل الذي سيولد كنت انانية جدا . لا افكر الا بنفسي . بعد الولادة اخذت الطفل . اخذت ابني وهو قطعة لحم حمراء لا يدرك شيئا والقيت به فى الطريق .
نعم القيت بفلذة كبدي بالطريق فى البرد القارس .
لكي يموت او تاكلة الكلاب الضألة.
نعم انا مجرمة انا قاتلة لكن قاتلة ابني وانا اعترف بذلك .
لعل الله عاقبنى بجريمة لم افعلها بقتل صديقتى التى دمرت حياتى لكن الجريمة التى استحق عليها الاعدام هي قتل ابني بيدى .
نعم انا قتلت ابني بيدي ورميتة في الطرقات . انا استحق القتل والموت . فنظر لها القاضي وقال نعم انتى تستحقين الاعدام على جريمتك تلك . لكن الله اراد ان يقول لكي ان جريمتك لم يعلم بها احد سواه ولذلك عاقبك بجريمة اخرى ليست من صنع يدك كما تزعمين .
بعدها اخذوها الى السجن لتقضي خمسة عشر عاما بين القضبان ولكي تشعر كل يوم بالذنب الذى فعلته بابنها .
على الجانب الاخر كان معاذ فى افضل المدارس وافضل معيشة فقد كان الحاج سالم رجل ثري جدا ولديه الشركات الكبيرة .
مرت الايام على سلوى مثل الدهر فقد كانت تتذكر اولادها وكيف حالت القضبان بينها وبينهم . وتتذكر ابنها الذى القته بيدها للمجهول فكانت تبكي بكاء مريرا. وتدعو الله كثيرا ان يكو على قيد الحياة وبافضل حال.
بعد مرور عامان توفي طليقها عبد الباري و ورث اولادها كل ثروته .
وكان اخاها ابراهيم هو الوصي عليهم . ولم يمضي الكثير حتى توفي والدها و والدتها ايضا . فحزنت جدا على فراقهما حتى بدأ المرض يدب فى جسدها من السجن والهموم والحزن . مرت الايام وانتهت الخمسة عشر عاما و خرجت سلوى من السجن . لكن ليس سلوى التى دخلته .
فقد خرجت هزيلة جدا وجسد مليئ بالامراض وعينان لا تكاد تبصران تحت قدميها . وجاء ابنها احمد وابنتها ريم لكي يأخذوها . فقد اصبح احمد مهندسا وريم طبيبة لكن كانوا على قدر من حسن الخلق والتربية الحسنة التى رباهم بها خالهم ابراهيم . اخذوها معهم . فكانت كثيرا ما تدعوا الله ان يجمعها بابنها .
على الجانب الاخر اصبح معاذ طبيبا كبيرا وتعلم فى الجامعات الاجنبية وتخرج منها طبيبا واصبح له صيت كبير فى بلدته فقد كان انسان ذو خلق . وكان يعطف على الفقراء . وينفق عليهم . وفوق كل ذلك كان يدير شركات الحاج سالم الذى احبه كثيرا ولم يبخل عليه ابدا .
فكان معاذ يقبل يد سالم وزوجتة رقية ويقول لهم انا مدين لكم بكل شيء
فقد جعلكم الله سبب لكل هذا الذى انا به .
وذات يوم قال له الحاج سالم يا ولدى انا كبرت جدا بالسن واريد ان اراك متزوج ومعك اولاد قبل ان اموت . فرد عليه قائلا ليس الان يا ابى لم اجد فتاة احلامي حتى الان اطال الله فى عمرك انت وامي .
حاول الحاج سالم ان يجعله يشير الى اى فتاة يريدها فى البلدة لكن معاذ رفض هذا وكان دائما يقول ليس هذا وقته .
فكان كثير التنقل فى البلدان لعمل عمليات جراحيه فى مراكز صحية خاصة . او مراكز خيرية بدون مقابل .
وذات يوم ذهب الى البلد التى بها امه التى القته فى الطرقات .
ماذا حدث بعدها ؟ وماذا سيحدث ؟
#انتظرونى
الجزء الثامن
سافر الدكتور معاذ البلد التى بها امه لاجراء بعض العمليات الجراحية فى احدى المستشفيات الخاصة. فنجحت جميعا وذاع صيته وتعاقدت معه كثير من المستشفيات الخاصة والخيرية .
وفي يوم من الايام ذهب الى المستشفى التى تعمل بها اخته ريم . وقد كلفتها ادارة المستشفى بمساعدته فى اجراء العمليات . فدخلت عليه وسلمت عليه وعرفته بنفسها وقالت انا دكتورة ريم عبد الباري اتشرف بالعمل معك دكتور معاذ. فسلم عليها وقال مرحبا بكي دكتورة ريم . لكن شيء حاك في صدر معاذ باتجاه ريم لا يدري ما هو وهي ايضا . فقد شعرت انها تعرفه او تقابلت معه من قبل . مرت بعض الايام وجاءت حالة لسيدة كبيرة بالسن لكي يجري معاذ جراحة لها .
كانت معها فتاة جميلة جدا ممشوقة القوام تبكي بحرقة وسألت عن الدكتور معاذ
وكان هو يشاهدها وهي تسأل عنه .
فقالت لها احدى الممرضات ذلك هو الدكتور معاذ
فقالت له والدموع تنساب منها ارجوك يا دكتور انقذ امي انها
كل مالي فى هذة الدنيا . هداء معاذ من روعها وقال الشفاء بيد الله نحن نأخذ بالاسباب فقط اهدئي وسوف اقوم بما يجب علي فعله .
اعجب معاذ بتلك الفتاة كثيرا وبرقتها واحساسها الرقيق فخفق قلبه.
ثم قام باجراء الجراحة ونجحت بفضل الله . فذهبت الفتاة تشكر الدكتور على نجاح الجراحة . ودار بينهم الكثير من الحديث حتى اعجبت هى الاخرى به .
وقد لفت هذا الامر الدكتورة ريم التى لا تعرفه .
فقالت له يبدو ان الفتاة الجميلة قد اعجب بها دكتورنا الكبير . فنظر الى ريم وابتسم وقال نعم يا دكتورة ريم ان لها سحر عجيب وهادىء جدا. فقالت له حسنا سوف اعرف لك تفاصيل كثرة عنها دعها لي .
فضحك معاذ وقال هل ستساعدينني ؟
فقالت نعم الست مساعدتك فى الطب ؟ لذلك يجب علي مساعدتك للزواج ايضا وضحكت وضحك معاذ جدا من حديثها .
كانت الفتاة تاتي كل يوم لكي ترى والدتها فعرف معاذ كل شيء عنها وهي ايضا علمت كل شيء عنه وتبادلا الاعجاب والقبول . وذات يوم فاتحها بامر الزواج فوافقت على الزواج منه لكن بقى عائق امام زواجهما . العائق هو انها لا تستطيع ترك والدتها وتسافر مع معاذ . عندها قرر معاذ البقاء فى تلك البد بل وقرر انشاء مستشفى خاص كبير وادارتها بنفسه فسافر الى الحاج سالم وعرض عليه الامر .
فى البدايه رفض الحاج سالم ان يبتعد معاذ عنه لكن مع اصرار معاذ وقوله ان المسافات لن تبعده عن والده و والدته وافق العجوزان على هذا الامر وبالفعل عاد بالحاج سالم و زوجتة لكي يتقدم رسميا للزواج من الفتاة الجميلة . تم الزواج واستقر الدكتور معاذ فى تلك البلد بل وعملت معه الدكتورة ريم فى المستشفى وفريق عمله الخاص .
على الجانب الاخر تزوج المهندس احمد وعاش هو و زوجته مع والدته سلوى . وسرعان ما بدأ الخلاف بين سلوى وزوجة ابنها احمد فكانوا يتشاجران كثيرا ولا تطيق زوجة احمد سلوى بسبب وبدون سبب .مرت الايام وتزوجت ايضا الدكتورة ريم وبقيت سلوى مع ابنها و زوجة ابنها القاسية القلب . وبعد مرور ثلاثة اعوام انجب معاذ طفل جميل سماه سالم وقد حضر الحاج سالم وزوجته للاحتفال بالمولود الجديد وكانوا سعداء جدا بهذا المولود. على الجانب الاخر كانت علاقة زوجة احمد وسلوى قد وصلت لطريق مسدود. فطلبت من احمد ان يتخلص من امه . فقال لها اين اذهب بها انها لا تستطيع العناية بنفسها . لكن كانت زوجته اقوى منه فاصرت على ان يذهب بها الى اي مكان بعيد عنها . اتصل على اخته ريم كي تاخذها فرفض زوجها . عندها قرر احمد ان ياخذها بعيد عن البيت ويذهب بها الى دار المسنين وكبار السن واثناء سيره بالسيارة وسلوى معه . وقد اخبرها انها ذاهبة الى ريم ابنتها لانها متعبة جدا .
فى اثناء سيره فكر وقال لنفسه لو ذهبت بها الى ار المسنين سوف يعلم الجميع وتكون وصمة عار علينا ويلومني الناس على هذا الفعل . فقرر ان يتركها على جنبات الطريق و ينصرف.
وهي بالطبع عيناها لا تكاد تبصر بهما من الحزن والاعوام التى قضتها بالسجن .
عندها وقف احمد بالسيارة فى منطقة تكاد ان تكون مهجورة وقال لها تعالى يا امى انزلي من السيارة . فقالت له هل وصلنا يا بني ؟
فقال لها نعم تعالى انتظرى هنا حتى اجد مكان للسيارة تقف فيه .
فانزلها ومشى بها بضع خطوات بعيد عن الطريق والسيارات وقال قفي هنا قليلا سوف اعود . ثم احضر لها حقيبتها التى بها بعض الملابس و تركها واستقل سيارته ورحل . مضى وقت كثير ولم يعود احمد فشعرت هي بالقلق وظلت تنادى احمد اين انت يابني لما تأخرت هل حدث لك مكروه اجبني ومع علو صوتها وصراخها توقفت سيارة نزل منها شاب و قال لها ماذا بكي يا امي . عندها تعجبت هذا ليس صوت احمد لكن صوته مألوف لها . فقالت ان ابني احمد قال لى انتظرى هنا حتى يوقف السيارة لاننا ذاهبون الى اخته المريضه والتى تسكن هنا . فنظر الشاب وقال لا يوجد احد هنا ولا توجد منازل هنا المكان خال من المنازل والناس !
فقالت سلوى وهى مذهولة كيف هذا احمد قال انتظرى هنا لكن تاخر الوقت كثيرا جدا اين ذهب واين تركني ؟
فعرف الشاب ان ولدها قد رماها وتركها وانصرف فقال لها يا امي لا يوجد احد هنا يبدوا ان ابنك قد تركك وانصرف وتخلص منكي.
فبكت بحرقة وقالت كيف رماني وانا امه ؟!
كيف قسى قلبه على امه ؟ فبكى الشاب لبكاء سلوى . فقال لها تعالي معي الى بيتي انا سوف ارعاكي انتى مثل امي .
فامسك بيدها وركبت سيارته . ثم استقل السيارة وغادر بها . واثناء السير سألته وقالت انا فرحة جدا بك جزاك الله خيرا عني لكن ما اسمك يا بني ؟
فنظر لها الشاب وقال لها انا الدكتور معاذ سالم .
يا الله انه ولدها الذى القته منذ اكثر من ثلاثون عاما . قد جاء اليوم وياخذها من مكان يشبه المكان الذى القته فيه وهو قطعة لحم لا يدرك شيئا.
ماذا حدث بعدها ؟ وماذا سيحدث ؟
#انتظروني__والجزءالاخير
![](https://img.wattpad.com/cover/189223092-288-k156501.jpg)
أنت تقرأ
قتلتنى امى
Short Storyعن فتاة ثرية و مستهترة تجهض مولودها من زوجها. ثم تنفصل عن زوجها بسبب استخفافها. بحياة الزوجية. وتسافر الى بلد اخر مع صديقتها اللعوب وتقع فى الزنا. وتحمل وتقرر الاجهاض لكن الطبيب يمنعها لان ذلك فيه خطر عليها فتقرر ان تلد. وتلقى طفلها فى الشارع. وتتو...