الفَصل السَادِس و الثَلاثُون

208 28 27
                                    

كَان وَقتاً مُتأخراً مِن اللَيل.

يوجين كَانت مُتَممدة عَلى سَريرهَا و مُستيقظة لخَمس سَاعَات مُنذ الوَقت الذي انفَجر فيه وَالديها عَليهَا. عينَاها كَانتا مُرهَقتين كَثيراً. و بقَدر ما هي مُتعبة جداً، لَم تستطع إرغَام نفسها عَلى النَوم. لَكن عَلى الأقَل تَوقفت دمُوعهَا عَن النزُول.

مَنزلها كَان هادئاً، كما يَكون دائماً أثناء مُنتَصف الليل. لابُد بأن وَالديها نائمان الآن، و غَير مُباليين بالفَوضى التي حَدثت. غَير مُهتَمين بإبنتهما بَعد الآن. فبَعد كُل شَيء، أقفَلا عَليهَا في الغُرفة بدون هَاتِفهَا.

تَممدت عَلى ظَهرهَا لتُوَاجه السَقف فَوقهَا. عَقلها فَارغ.

أغلَقت عَينيها، سَامحة لأزيز الحشَرات و صَوت السيَارات الخَافِت و البَعيد بإحتلال عَقلهَا. و ما فاجأها، هو أن هَذه الأصوَات جَعلتها تَشعر بالهدوء و السَكينة و جَعلتها تَشعر بالنُعاس. بدأت تَغط في النَوم.

عِندها سَمعت طَرقاً حَاداً.

...الطَرق يَبدو قَريباً جداً.

عَيناها المُتعبتان فُتحتا بسَبب الصَوت المُزعج. أدَارت رأسها بإتجَاه الطَرق. و شَهقة فَرت من شَفتيها.

استقَامت مِن سَريرها و رَكضت بإتجاه النَافِذة، فَتحتها بشَكل طفيف لتَرى وَجه حَبيبهَا القَلق

"جونميون؟"

تَمتَمت بصَدمة

الرَجل كَان هَادئاً. مَد يَده و حَركها بلُطف عَلى خَدها. في هَذه اللَحظة، يوجين أدرَكت بأنه لا بُد و أن شَكلهَا فوضوي. شَعرها بالتأكيد كَعُش الطيور. لا بُد بأن هَالاتها السَوداء أصبَحت واضِحة تَحت عَينيهَا المُحمَرتين... خَدها لا يزَال يَلسعهَا حَتى مَع لَمسة جونميون اللَطيفة.

كَان هُناك غَضب في تعَابيره،و جدية لَم تَشهدها كَثيراً

"اجمعي أغراضكِ"

"ماذا؟"

"يوجين-اه... والديكِ، لَم أُرد قَول هَذا سابقاً، لَكنهما يُسيئان لَكِ. أعرف بأنهمَا يَفعلان عَاطفياً، و لَكنني لَم أعتقد بأنهما سَيفعلان جَسدياً"

"أنا أحبَطتهما"

عَلى الرغم مِن ظلام اللَيل، استطَاعت يوجين و بوضُوح رُؤية النيران تَشتعل في عَينيه الدَافئة دَوماً.

"لا، لا تَجرؤي عَلى قَول هَذا لي، بيو يوجين. حصُولكِ عَلى الأذية هَكذا، هو أمر لا تَستحقينه. لا تَستحقين كُل هَذه الأشيَاء السيئة. عَليهما أن يَكونا عَاقلين و يُظهرا الحُب مِثل أي وَالدين. و لَكن حَتى عِندما كُنا صِغَاراً، هُمَا لَم يَفعلا هَذا. لذا و الآن، أُريدكِ أن تَجمعي أغرَاضكِ التي تُريدينها و تأتين مَعي"

Liberosis || K.Jmحيث تعيش القصص. اكتشف الآن