كان هناك رجل يسكن وحيداً في كوخ يملكه على تل جبل بعيداً عن القرية التي يسكن فيها اغلبية الناس لايسكن وحيداً لانه يحب العزلة او الوحدة لم يكن اختياره كان اختيار القدر لم يبقى له احد يسانده او يبقى بجانبه فأصبح يعتمد على نفسه ويسد جميع فراغات قلبه وثقبات روحه الممزقة ويذهب دائماً سيراً على الأقدام لمصنع الخبز ليس ليصنع الخبز او الكعك بل ليضع الفحم ويشعل النار في الفرن رغم انه يعمل في هذا المكان منذ سنوات لكنه لم يعتاد عليه ابداً ولكنه لايتذمر كذلك بل كان صامتاً طوال الوقت يؤدي عمله على أكمل وجه ثم يعود لمنزله لينام ويستيقظ مرة أخُرى للعمل في يوم من الأيام استَيقظ من نومه وهو يشعر بسرور في قلبه مجهول مصدره ربماً حلم جميل راوده او اراد ان يبدا يومه بسعاده لعلها تكمل معه إلى نهاية اليوم على ايه حال ارتجل من سريرة وهو يدندن بعض الأغنيات التي اعتاد ان يسمعها كل يوم من الأطفال وهم يعترضون طريقة ويدورون حوله وهم يغنونها لقد كانت دوماً تسبب له مصدر ازعاج لكن ليست هاته المره خرج من كوخة الصغير مر بطريق ترابي محفوف باشجار كثيفة فاقعة الخضار عند نهايته يوجد مرج اخضر ممتزج ببعض الصفرة وورود بيضاء صغيرة منثورة على المرج وكانت السماء زرقاء ملبدة بالغيوم ولاتسمع الا صوت تغريد الطيور المرتفع وبعض اصوات المصانع من بعيد وصل لمكانه المقصود ذهب مباشرة للفرن وفتح بابه الصغير ليضع بعض من الفحم ولكن دون سابق انذار انطلقت النار والتهمت وجهه ولكن من حسن حضه او سوء حضه غطى نصف وجهه بيده الكبيرة ولكن النصف الاخر ذاب على بعضه تشوه بالكامل اغُمي عليه مباشرة هرع العمال للمساعدته ولكن فات الاوأن استيقظ وهو ممد على فراش ابيض ويداه مسدولتان ويغطي الشاش الابيض يد واحدة ووجهه وبالكاد كان يرى لكن البياض الساطع كان بمقدور الاعمى ان يلاحضة حتى مكث في المشفى بضعه اسابيع ثم خرج من المشفى وهو منهك القوى لم يقدر حتى على حمل كأس الماء كان ضرره النفسي اقوى واشد من ضرره الجسدي عاد لبيته وهو يسحب حبال خيبه امله وراءه لانه يعلم ان لاأحد ينتظره ولن يقلق عليه احد عندما فتح باب كوخه وجد تحت قدميه رسالة، قد تكون رسالة من احد يسأل عن احواله او ما اذا احتاج شيئا لكنه لم يتفاجأ عندما قراءها ووجدها رسالة طرد من مدير المصنع قال باستخفاف من يريد ان يعمل عنده رجل نصف اعمى بالطبع لااحد يريد في مرة من المرات قراء عن اسطورة من كتاب تقول الأسطورة انه اذا كتبت امنياتك كل يوم ستتحقق لأنك عندما تكتبها تجذبها اليك لتصبح حقيقة اخذ قطعة قماش صغيرة وكتب عليها سيصبح كل شي على مايرام وسيعود جزء وجهي المفقود وعلقها على الشجرة الكبيرة التي نمت بجانب كوخة الصغيرة شعر براحة لانه اصبح لديه امل يتعلق فيه واصبح يستيقظ كل يوم بحماسة ليعلق نفس العبارة على الشجرة ويزرع القليل من الورد في حديقتة الصغيرة جداً ليبيعها في سوق القرية لا يجني منها الكثير لكنه يجني مايكفيه ليأكل ويشرب ويشتري بعض السماد للورود وبعض الضمادات لجروحة بعد مرور الأيام وهو يعلق كل يوم قطعة من قماش على الشجرة امتلئت الشجرة بالكثير من قطع القماش التي تطاير بعضها وبعضها تمزق من اشعة الشمس والبعض منه لازال موجوداً يقاوم معه كل الصعاب وذات مرة جلس تحت الشجرة وقد خاب ضنه بعض الشيئ لانه مرت سنتان ولم يتغير في وجهه شي بل زاد تشوهاً علم انه طوال هذا الوقت كان متعلق بأمل زائف كان يريد سبب مقنع ليكمل حياته ويعيش مثل البقية ضم ركبتيه لصدره واخذ يندب حضه ويقول وهو يهمس لنفسه بحزن لا بأس لا بأس سيصبح كل شيئ على مايرام كل شي سيصبح على مايرام ولكن للاسف لاشي تغير واصبح على مايرام خرجت روحه من جسدة الهزيل المهنك قهراً وحزناً لان ليس وجهه الذي كان يحتاج لأن يتغير بل كانت روحه المجروحه ذبلت ولم تتحمل ولازالت الشجرة العملاقه تحتفظ بامنياته التي لم تتحقق .
أنت تقرأ
شجرة الأمُنيات
Short Storyقصة قصيرة تتحدث عن رجل كيف قرر ان يكمل حياته رغم الشيء الذي حدث له