صراخ..مسدس..دماء..ياللهول..هل حدث كل هذا بالفعل؟..
استيقاظ..شرب كوب شاي..ارتداء الملابس..إغلاق الباب بالمفتاح..هبوط درجات السلم اﻹسمنتي..ركوب السيارة..التوجه الى العمل..العمل طوال اليوم..العودة إلى منزلي المكان الذي سأستيقظ فيه في صباح اليوم التالي لأعيش نفس أحداث اليوم السابق بحذافيره..هذا ما أنا عليه من روتين يومي ممل..اسمح لي أن أقدم لك نفسي أولا..اسمي بلال وانا رجل اربعيني أرمل وهذا يزيد من وحدتي المملة اعمل في مكتب للمحامات. وكما عرفت او رأيت أو قابلت محام في حياتك يبدو لك رجل ممل يرتدي بذلة رسمية أنيقة مملة يسبح في كومة من الأوراق..نعم هكذا هي مهنة المحاماة ربما تبدو لك مهنة مرهقة، لكنني اجد فيها متعتي أو كنت كذلك..فبعد سنوات من نفس العمل تشعر انك اصبحت رجل آلي ينفد كل يوم ماتلقاه من تعليمات..ربما أبدو لك أنني رجل ممل يتحدث عن حياته المملة..لكن لدي تجربة مميزة مرت في حياتي إرتأيت أن أكتب عنها..تجربة فضيعة..
في صباح ذلك اليوم الذي كانت سماؤه غائمة تكاد تمطر..وجدت سيارتي معطلة..بداية يوم بائس أكثر من سابقيه..أخدت محفظتي واستاجرت سيارة وتوجهت لعملي..كان يوم عمل عاديا..لكني انتهيت منه بعد الظهيرة..وعلى جانب الرصيف وقفت بضع قبل أن ألمح سيارة أجرة قادمة لوحت بيدي أنتظر لتتوقف. صعدت وانا أتطلع إلى ساعتي. كانت تشير إلى الثانية والنصف..جلست في المقعد الخلفي كان السائق رجل عجوزا كثير الكلام يجلس بجانبه رجل بمظهر يكتنفه الغموض يعتمر قبعة سوداء بلحية حليقة وكان غير مهتم لما يقوله السائق..بعد وقت قصير توقفت السيارة وصعدت امرءة نحيلة بوجه أكثر نحولا ترتدي جلبابا..صعد بعدها رجل بدين يلفه معطف أسود و يحمل مظلا..توقفت السيارة مرة أخرى وكان الراكب في هذه المرة شاب في مقتبل العمر بلباس وقصة شعر غريبين يشكلان مظهرا غريبا لا تراه إلا عند شباب هذه الايام..دائما ما أقول أن الإنسان يتطور الى الأسوء..بدأت اتعرق رغم برودة الجو..لا غرابة في ان أتعرق..لو كنت مكاني في سيارة أجرة مزدحمة. وفوق هذا صوت السائق الثرثار الذي لايحتمل..وهنالك أيضا شيئ لمحته بدأ يضايقني..كان الرجل الغامض قرب السائق يلتفت باستمرار للخلف. تصرف مبهم ..أنه رجل مريب..على زجاج السيارة انتبهت إلى قطارات المطر المتساقطة ثم أصبحت السماء أكثر سوادا وانهمر المطر بغزارة..ما أمر هذا الرجل لايزال يتطلع لنا بطرف عينه..في هذه المرة استدار وهو يمد يده داخل معطفه وبدون مقدمات سحب هذا الرجل يده ورفعها على مرءى أبصارنا لنتمكن من رؤية مااتسعت له أعيننا..أنه يحمل مسدسا..كيف يعقل..لكنه لم يمنحنا الوقت لنستوعب ما يحدث.
وصاح وهو يضع المسدس على رأس السائق المسكين الذي انتابه الذعر :
-إذا تحرك أحدكم من مكانه سأنسف رأس هذا العجوز..ثم التفت الى السائق وأردف:
-هيا قد بسرعة وإلا..
الكل انتابه الذهول التام. لم يستوعب أحد منا ماذا يحصل للحظات.ثم بدأت أشعر بجسد المرءة النحيل يرتعش بجانبي. وراحت تتنفس بصوت مسموع تطلعت إلى وجهها وقد تبدت عليه صفرة الهلع ثم سمعت صوت رجل يحاول التكلم إنه البدين يحاول أن يقول شئ بصوت مرتجف وكلمات مبعثرة..وأخيرا استجمع بعض الكلمات وتمتم :
-سأعطيك كلما تريد لكن دعني..
قاطعه صاحب النظارات السوداء ملوحا في وجهه بالمسدس :
-أصمت وإلا كنت أول من افكر في تفجير رأسه
وكان يأمر السائق البائس بالتوجه من طرق محددة..ومعضم هذه الطرق كانت شوارع مقفرة بسبب المطر الكثيف. حيث لا يوجد أي أحد يمكنه رؤية سيارة أجرى تعبر من أمامه وبداخلها شخص مجنون يضع مسدسا على رأس السائق الاصلع. و ثلاثة راكبين في الجزء الخلفي من السيارة متجمدون من من الصدمة والخوف. شاب في مقتبل العمر يتمتع بجسم رياضي. ورجل بدين تتساقط قطرات العرق من دقنه الكبير. وامرأة فاقدة الوعي. بجانبها رجل ببذلة بنية أنيقة ذو حاجبين سميكين يبدو متجمدا هو الاخر. كل هذا في سيارة تنطلق كالريح
بدأت أدرك أننا نسير في طريق خارج المدينة..كما بدأت أتأكد أن حيتنا قد أوشكت على الانتهاء. من هذا الرجل؟..وماذا يبتغي من هذا الفعل الاجرامي؟..والأهم إلى أين ياخدنا؟..والآن ابتعدنا عن المدينة لم يعد هناك سكان أو حتى تلك البنايات العملاقة كل ما أراه هو أشجار كثيفة..السائق يقود بسرعة كبيرة خوفا على نفسه من كبس زياد المسدس الموضوع على جانب رأسه. وأنا لا أظن أنه رأى مسدسا في حياته بل لا أظن أن أحد منا رآه في حياته سوى في الأفلام وغيرها..فجأة حدث مشهد لم أتوقع حدوثه من شخص لم أتوقع أن يفعل ما فعل. ذلك الشاب دو الشكل وتسريحة الشعر الغريبين قام من مقعده بسرعة وبسرعة أكبر انقض على المسدس بسرعة تفاجأ بها المجرم وأخد يسحب كل منهما الاخر للحصول على المسدس كان الشاب قويا لكن الآخر لا يقل عنه. وراحا يلتويان وكانت فوهة المسدس تتجه هنا وهناك وكلما كانت تتجه إلي كنت أعرف يقينا انها نهايتي لم استطع التحرك او الخوض في هذا الشجار لأنني كنت اشعر ان اطرافي متجمدة وغير مصدق لما يحدث أمامي وكأنني أعيش حلما سأستيقظ منه بعد قليل وأنسى كلما حدث..في بعض الأحيان كان المتشاجران يرتطمان بالسائق النحيل مما يؤدي إلى انعطاف السيارة وفي هذه الحالة نكاد ننقلب..في هذه الأجواء المكهربة استيقظت المرأة بجانبي من غيبوبتها وراحت تصرخ..مطر غزير وصراخ يصم الأذان ومشهد لا يرى إلى في الأفلام وبسرعة خاطفة سحب الشرير سكينا ووجهها لتستقر في منتصف رقبة الشاب وسحبها..تنفجر الدماء..وطعنة أخرى..دماء كثيرة..وانطلق صوت اهمد كل هذا الهرج. كان صوت دوي رصاصة انطلقت واخترقت رأس السائق..العجوز المسكين..بل نحن المساكين في هذه اللحظات..وتضاعف الصراخ بجانبي.. وقع السائق وأدارت يده المقود أثناء سقوطها لتنعطف السيارة بعنف خارجة عن مسارها حاول السفاح المجنون ارجاعها إلى الطريق..لكن بعد فوات الاوان..انزلقت العجلات على الأرض المبللة وارتطمت بشجرة. وسكنت الأجواء وساد صوت الأمطار..بدأت أفتح عيناي في تتاقل لا أعرف كم مضى علي من الوقت وأنا فاقد الوعي لم أكن استطيع تحريك أي طرف من اطرافي سوى رأسي. أديره لأجد الدماء تملأ المكان..والمشهد كان كالتالي..الرجل المجنون و الذي كان يحاول اخدنا إلى مكان مجهول والأنهاء على حياتنا كإحتمال جائز ومنطقي من قاتل..إخترق نصف جسده العلوي الزجاجة الأمامية للسيارة ونزفت منه دماء كثيرة..الشاب الملقى بين المقاعد الأمامية..سالت الدماء من رقبته حتى الموت..أنهى حياته بنفسه عندما حاول لعب دور البطل في مثل هذا الموقف الخطير..موقف خصمك فيه شخص يحمل مسدسا ولا تعرف ماهو مقدم عليه..اما البدين فقد اندفع بقوة على مظلته لتخترق بذلك بطنه..وفي طريق وقوعه على أرضية السيارة كانت المرأة النحيلة في انتظاره أسفل بجسدها النحيل ليسحقها..وكانت نهايتها هي الأخرى..كنت أترقب المشهد وانا واقع خلف مقعد السائق..ثم بدأت الصورة تتموه حولي ورأيت الظلام يغزو المكان وقبل أن أفقد الوعي مرة أخرى رأيت أضواء..إنها أضواء سيارات الشرطة تتلأل في المكان..ثم ظلام..
ببطء فتحت جفناي..نور ساطع إختراق بصري..هل مت؟..هل هي الآخرة؟..مهلا أسمع صوت رنة تتكرر كل عدة ثوان..لقد سبق وسمعت هذا الصوت من قبل..أنه جهاز لقياس دقات القلب..أنا في ال..
- أنه يستيقظ يا دكتور
- جيد..لم أتوقع أن يستيقظ في هذا الوقت
- حسنا انصرفي الآن..
- حاضر
مرحبا ياسيد بلال هل تشعر بتحسن؟..لقد تجاوزت مرحلة الخطر..
بلسان ثقيل سألته:
- ماذا أصابني؟!
- آه..عفوا..أنت الأن في المستشفى وأنا الدكتور الذي أشرف عليك منذ أن نقلت الى هنا بعد أن عثرت عليك الشرطة مصابا في حادثة سير في سيارة أجرى..
حادثة سير..سيارة اجرى..أنارت هذه الكلمات شيئا في عقلي..صراخ..مسدس..دماء..ياللهول..هل حدث كل هذا بالفعل؟..تأكدت من هذا في اليوم التالي عندما شاهدت الأخبار..《قام مجرم هارب من العدالة منذ مدة طويلة بخطف سيارة أجرة بركابها الأربعة..وهو يعمل مع عصابة للإتجار في الأعضاء البشرية..وقد ظبط جهاز الأمن نصف هده العصابة ولازالت التحريات جارية..والتي كانت قد اختطفت اشخاصا كثر وجدو بعدها جثتا بدون أعضائهم الحيوية..وهذا ماكان سيؤل له مصير راكبي سيارة الأجرة تلك لكن عملية الإختطاف إياها إتخدت منحا آخر إنتهى بحادثة سير فضيعة مات فيها كل من كان علمتن تلك السيارة الا شخص واحد...》أصبت على إثر هذا الحادث بإرتجاج في الدماغ وكسر في دراعي..مما أدخلني في غيبوبة لمذة يوم كامل..لكن بعد أشهر قليلة عدت لعملي وحياتي المملة..وظللت كلما رأيت سيارة أجرى استرجع كلما مررت به.. هذه التجربة علقت وستظل عالقة في ذهني ما حييت.***
أنت تقرأ
😨 abduction 😨 🔫
Actionرجل محاماة يستقل سيارة أجرة..فتتعرض هذه السيارة للإختطاف تحت التهديد بالسلاح..الأحداث التي تجري في هذه القصة غاية في الإثارة..فماذا سيكون موقف الراكبين تجاه هذا الفعل؟..