الفصل الثالث /1

12 0 0
                                    


إن اعتبار سلتوري أعرق المنشآت التي تم بنائها في عهد المنظمة من أجل خدمة الأسرة المالكة كان سببا في جعل هذا القصر محاطا بمقرات التنظيمات الفرعية من كل ناحية وصوب، فبعد الاتفاق الذي وقع مع قادة التنظيمات الفرعية عام 1800 تم إنشاء العديد من المقرات الخاصة بكل تنظيم حول القصر أو على الأقل لم تتجاوز حدود هذه المقرات مساحة مثلث أضلاعه تبدأ من العاصمة الإسبانية مرورا بفالنسيا وينتهي بكوردوبه، فهذه المساحة التي تحتل قلب إسبانيا تعتبر قلب نشاط المنظمة النابض، وهذا السبب هو ما جعل بالمقر الرئيسي لقيادة التنظيمات الفرعية بإنشاء مقرا لها في لارودة وتحديدا في شمال المدينة في على هضبة أيزريا، المقر عبارة عن قلعة على طراز القرن التاسع عشر وهي محاطة بسور حجري بارتفاع مترين للأعلى، أما القلعة نفسها فكانت مكونة من سبعة أبراج يوصل بين كل واحد منها جناح مكون من ثلاث طوابق خاص بأداء وظيفة ما، أما بهو القلعة فكان مكونا هو الآخر من طابقين الأول هو صالة جلوس فاخرة مؤثثة بأفضل الأثاث وأثمنه وتحتوي من الأمام في الجهة الخلفية على سلم مزدوج يصعد به للطابق الثاني الذي كان عبارة عن قاعة اجتماعات واسعة، ويزين سقف كل طابق ثلاث ثريات فاخرة تحتوي كل واحدة على ألفي مصباح كأقل تقدير، في هذا اليوم ومنذ السابعة صباحا شغل الخدم الذين وصل عددهم لخمسين خادما والحرس الذين تجاوزوا المئتين بتجهيز القلعة بأكملها، لوصول منسقي التنظيمات الفرعية ومرافقيهم بما يقارب الثلاثمئة شخص والذين بدأ توافدهم على القلعة منذ العاشرة صباحا.

دخلت السيارتان من خلال البوابة التي فتحت على مصراعيها لتسلكا طريقهما عبر ساحة القلعة الأمامية التي كانت أكثر بساطة مما يمكن لأحد أن يتخيل، فعندما تم بناء هذه القلعة تجاهل مصمموها الأوائل الاهتمام بتفاصيلها الجمالية، فلم يضيفوا أي نوافير أو تماثيل لا في الحديقة الخلفية ولا الأمامية بل إنهم اكتفوا بوضع الأشجار والأزهار في كل ناحية من الحديقة، توقفت السيارتان أمام الباب الرئيسي للقلعة ليترجل منها الحرس الذين تقدموا نحو باب السيارة الخلفي وفتحه أحدهم حيث ترجل منها مايكل، رفع الشاب نظره نحو القلعة التي استقرت أمامه بشموخ وقوة ليأخذ نفسا وقبل أن يهم بالتقدم هادى لسمعه صوت يعرفه جيدا يقول بالإسبانية

-انظروا من لدينا هنا

التفت الشاب نحو نيكولاس الذي تقدم ناحيته ليقول

-سيد إدجار

تقدم نيكولاس ليقف أمام الشاب، فصحيح أن هذا الاجتماع هو اجتماع لمنسقي التنظيمات الفرعية والتي يحمل هذان الاثنان صفتها، إلا أن الأغلبية الساحقة من الحضور اليوم تجاوزوا عتبة الأربعين عاما، مما يعني أن الشبان هنا لم يكونوا سوى ثلاثة مايكل ونيكولاس وروجي مما جعل أواصر الصداقة والتفاهم تربط بينهم بقوة واضحة، توقف نيكولاس أمام رفيقه ليقول

سلسلة الأسياد-الجزء الثالث-الأسياد السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن