واحد

519 43 53
                                    

ثمانُ سنوات.

ثمانُ سنواتٍ طوالٍ قد مرّت، تايل عاشَ حياةً جيدة. كلُ تلكَ السنينِ منَ الدراسة، هو أخيرًا حصلَ على عملٍ ثابت. عملٌ كافيٍ لدفعِ كلِ تلكَ الديونِ التي خلّفاها اهله. بعد التخرجِ  كطالبٍ متميزٍ مع عددٍ لايحصى من المدالياتِ والجوائزِ هنا وهناك، استقرّ في كونهِ مديرًا في المدرسةِ التي تخرّجَ منها. الأجرُ قد لا يكونُ بذلكَ القدْرِ المناسبِ لوضعه لكنهُ بالفعلِ كافٍ لتايل ليعيشَ حياةً سعيدة.

ليسَ لأن يبدو طفلًا سيئًا لكن في اليومِ الذي بعد التخرج، والدا تايل توفيا بعد الخروجِ لتلكَ الليلةِ المحددةِ للشُرب، مخمِنًا أنهما كانا في الخارجِ يتشاجرانِ حتى التقاهمُ الموت، و جزءٌ صغيرٌ من تايل شعرَ بالإرتياح، ليس وكأنَّهُما كانا الاكثرَ مثاليةً من الأهلِ له، هما كانا من النّوعِ الذي يتأمّرانِ عليه، يُجبرانهِ على العمل، والقدومِ للمنزلِ مُتأخرًا مع كونهِما ثملان، تايل لم يتمكن حقيقةً من القولِ بأنهُ كان سعيداً تمامًا لموتهِما، في الحقيقةِ هذا جعلَ حياتهُ أسوء بسببِ ديونِهِما التي الآنَ عُهدت إليه  حتى الآن هو يتمُ اللحاقُ بهِ من قِبلِ إحدى عصاباتِ القروض. من حسنِ حظه، راتبهُ كان كافيًا ليدفعَ لهم أقساطًا.

لكن حتى مع كلِ هذا، تايل تمكّنَ من العيشِ بسعادة، الذكرى المتبقيةُ من عائلتهِ كانت محلَّ الزهورِ الذي كانَ لأحدِ أجدادهِ والآنَ سُلِّمَ له، تايل كانَ فقط شاكرًا أن صديقًا لهُ تطوعَ للاهتمامِ بمحلِّ الزهورِ بينما هو يقومُ  بعملهِ في المدرسة، هذا الصديقُ لا أحدَ آخرَ غيرَ يوتا.

بالحديثِ عن الاصدقاء، كل واحدٍ مِنهُم بالفعلِ يحضى بعائلة. بعضُهم بدءَ بتكوينِها مبكرًا قبل حتى أن يتخرجوا لكنَّهم تمكنوا من أخذِ المسؤليةِ لذلك. في الوقتِ نفسِه. تايل هنا يعيشُ حياةَ الغيرِ مرتبطين، مع ذلكَ هو كانَ سعيدًا، لا ضغوط َولا أحدَ يتحكمُ في حياتِه، هو بإمكانهِ فعلُ أيًا كانَ مايريدُ أن يفعل لكن بعضُ الأحيانِ هو فقط يشعرُ بالوحدة، متى ما كان متمللًا و يريدُ التسكُّع، كلُ واحدٍ منهم مشغولٌ مع عائلتِه، كل مرةٍ هو يتسكَّع معهم ، هو يبدو كمربيةٍ تعتني بأطفالهِم. مضحك، هو الأكبرُ في مجموعتهِم لكنهُ أيضًا آخرُ واحدٍ منهُم لإيجادِ شخصٍ له. لا انتظروا، حقيقةً مازالَ هناكَ واحدْ  هو لا يعرفُ مكانَ وجودِه لكنهُ لن يُقِرَّ بأنهٌ يهتم.

بعضُ الأحيان، هو فقط يتمنى أنهُ هو، أيضًا، لديهِ عائلةٌ ليعتني بها.

"إذًا" جوني تلوَّى في مقعدهِ أمامَ مكتبِ تايل. "مجددًا، لماذا أنا هُنا؟" 

تايل أزاح نظَّاراتهِ و أزاحَ أنتباهَهُ عن سجلِ المدرسةِ أسفلًا على طاولتِه. "حسنًا سيد سيو، إبنكَ تم إمساكهُ يقبلُ أحد طلابِ السنةِ الأولى أَوَ لا تعلمُ أنهُ خارقٌ للقوانين؟"

happy ending | doilحيث تعيش القصص. اكتشف الآن