بـارت 1
مُـقدمه :
يـقولون لا نَشعر بالنعم إلا بـعد زوالهـا ،، كـذلك بعـض الأشـخاص ،، فـي حـياتنـا ،، يُـمثلون تـلك النَّـعمْ و مـع مَـتاهات الحـياه ...... لا نـشعر بـتلك النـعم ،، و نـظن أنَّـهم بـاقون لنـا دائـمًا ،، متـى شـعرنـا بـالإحتياج إليـهم ؛ لكن تـأتى تـلك اللـحظه التـى يَـنسوها دائمًا ....... لحـظة زوال تـلك النـعم ،، أو لنـوضح "الحـياه" فـالبعض وجـودهم حيـاه لنا ،، و لأنَّـنا إعـتادنا على بـقائهم ،، يُصـبحو شٍئ عاديًا ،، لكـن لا يُـدروكون حـجم هـذه النـعم إلا بعد زوالهـا.،، لتـنفطر قـلوبهم ألمًا لفـراقهم و ينـدمون بعـد فـوات الاوان............
————
"تــعــارف"هـتف و هـو يـربط رابطة عـنقه قائلًا بتعجُل :-
أنا نازل يا حلم
أردفت حلم و هى تضع الطعام على الطاوله :-
مش هاتنزل غير لما تفطر معايا يا يوسف
خرج من الغرفه ،، و اتجه نحو الباب هاتفًا بإختصار:-
هافطر فى الشركه ياقلبى ،، افطرى إنتِِ..
اتجهت نحو الباب بعد دلوفه للخارج ؛ مردفه بنبره شبه عاليه كى يسمعها :-
متتأخرش النهارده بقى.
اتجهت نحو الطاوله بخطوات بطيئه و ملامح حزينه ، فهى مُنذ إفتتاح تلك الشركه من ثلاث سنوات ..... و هو يبتعد تدريجيًا عنها ،،أصبح كالضيف في حياتهم هي و ابنته حلم ،، نعم فهو أصَّر أن تكون بنفس إسم والدتها لحبه الشديد لها.......
جلست على المـائدة ،، تناولت بعض اللقيمات الصغيره و تركت الطعام ،، فهى لم تتعود على تناول الطعام بمفردها او اى شئ حتى......لا تُحب ان تكون وحيده ابدا.........اكثر ما تخاف منه الوحده لهذا اصرت على انجاب ابنتها كى تكون ونسها الدائم.............
دلفت الى غرفتها و اخرجت ذلك الدفتر ،، لجأت لكتابة تفاصيل يومها فى تلك الاوراق منذ ثلاث سنوات عندما لم تجد من تتحدث إليه......كانت فى فترة خطوبتهم و بداية زواجهم تحكى له كل شئ و هو يصغى إليها ،، و يشاركها تفاصيل حياته........ لكن مُنذ أن افتتح تلك الشركه التى اخذت كل وقته حتى و هو فى المنزل دائمًا .. يفكر كيف يطورها ألا يكفى انها تأخذ وقته بالكامل ،، يخرج فى الثامنه صباحًا و يعود فى العاشره مساءًا منهك و يريد النوم نعم تحسنت حالتهم الماديه كثيرًا عن السابق لكنها تتمنى لو لم يفتتح تلك الشركه كى يكون معها دائمًا كالسابق .............
امسكت قلمها و بدأت بخط ما سوف تقوم به فى ذلك اليوم المميز
"النهارده يوم مميز ،، النهارده الذكرى السادسه لجوزانا انا و يوسف و اللى بيصادف تاريخ اول مره اتعرفنا على بعض .........
-فلاش باك-
كانت عائده من عملها فى التاسعه مساءاً ،، لتدلف من ذلك الشارع المظلم الذى يسبب لها الرعب لهدوئه الشديد ،، و فجأه يظهر من الظلام اثنين
الرجل الاول :-
مكانك كدا اطلعى بكل اللى معاكى بالذوق
الرجل الثانى و هو ممسك بسلاح ابيض :-
شكلها كدا مش هاتيجى بالذوق
كانت تنظر لهم برعب شديد و لحقيبة يدها ماذا تفعل.......؟؟ و ابيها المريض يحتاج للعلاج و لا يوجد سوى راتبها الشهرى التى تنفق منه على جامعتها ،، و دواء والدها بجانب معاشه البسيط................،، جذب انتباهها ذاك الذى يجذب الحقيبه بالقوه رغمًا عنها فبدأت هى بالصراخ تستنجد بأحدهم
فى ذلك الوقت وصل "يوسف" بالتاكسى الخاص بوالده المتُوفى ،، نعم فهو يعمل بالصباح كموظف حكومى ، و فى اخر النهار يعمل على ذلك التاكسى ؛ ليستطيع الانفاق على والدته و اخته الصغيره ليرى تلك الفتاه تصرخ و تستنجد بأحدهم ،، فركض بإتجهاهم ،، فرأه الرجل الثانى ليقوم بطعنها ،، و جذب الرجل الاخر الحقيبه و تسقط هى تتألم و دمها يسيل بغزاره ،، انحنى يوسف إليها هاتفًا بفزع :-
إنتِ كويسه يا آنسه
لم يجد منها سوى الانين الضعيف من شدة الالم فقام بحملها بين ذراعيه و يضعها فى التاكسى متوجهًا لأقرب مستشفى .......
———————
خرج الطبيب بعد فتره ليخبره أن الجرح سطحى و سوف تفيق بعد دقائق و عليه النزول للحسابات
———————
دلف إليها بعد إفاقتها فوجدها تبكى...........
فأردف يوسف بقلق :-
فى حاجه واجعكى يا آنسه
نظرت له بضعف و اردفت بخفوت:-
لا
جلس على الكرسى الكائن بجانب السرير و هتف بحنو :-
طيب بتعيطى ليه ، الحمدلله انها جت على قد كدا
اردفت ببكاء:
مش عارفه اعمل ايه ،، الفلوس اللى اتسرقت دى كنت هاعمل بيها حاجات كتير اولهم علاج بابا و مصاريفى بتاعت الكليه و المعاش بتاع بابا مش هايكفى علاجه حتى مش مهم مصاريف الكليه المهم علاجه
شعر يوسف بالشفقه تجاهها و اردف بإبتسامه :-
اخرجي انتِ بس من هنا و ربنا هايحلها امسحي دموعك دول بقى
هتفت حلم بحرج :-
طيب ممكن تليفونك بقى عشان اطمنهم عليا
اخرج يوسف هاتفه قائلًا بتساؤل :-
هو انتِ لما تقوليلهم انك محجوزه فى المستشفى هيطمنو
رددت حلم بنفى و هى تأخذ الهاتف منه :-
لا طبعًا ،، انا هاقولهم إني بايته عند خالتو على ماروح و ابقى احكيلهم
يوسف بإيجاب :-
ماشى
بعدما انهت حلم المكالمه ،، اعادت الهاتف اليه و اردفت بصوت رقيق :-
شكرًا يا أستاذ
قاطعها يوسف بإبتسامه رائعه :-
يوسف و انتِ
بادلته الابتسامه قائله :-
حلم
اردف يوسف و هو يتأملها :-
اتشرفت بمعرفتك يا آنسه حلم
حلم :-
انتَ مش هاتروح ،، الوقت اتأخر
يوسف بإعتراض :-
لا طبعًا و اسيبك هنا لوحدك
حلم :-
عادى مفيهاش حاجه بس عشان اهلك
يوسف بحده بسيطه:-
عادى هاكلمهم اطمنهم لكن مش هاسيبك هنا لوحدك افرضى احتاجتى حاجه و لا تعبتى انا هافضل جمبك سواء راضيه او لا هاخرج اعمل المكالمه و اجيلك
ابتسمت حلم إبتسامه مشرقه تظهر الحفرتان فى وجنتيها الممتلئتين لتظهر كلوحه فنيه جميله من إبداع الخالق ....هاتفه بعدما خرج من "العنبر" :-
عنيف اوى يوسف "يُـتبع.........!!
أنت تقرأ
حلم - علا فائق
Romanceيـقولون لا نَشعر بالنعم إلا بـعد زوالهـا ،، كـذلك بعـض الأشـخاص ،، فـي حـياتنـا ،، يُـمثلون تـلك النَّـعمْ و مـع مَـتاهات الحـياه ...... لا نـشعر بـتلك النـعم ،، و نـظن أنَّـهم بـاقون لنـا دائـمًا ،، متـى شـعرنـا بـالإحتياج إليـهم ؛ لكن تـأتى تـلك ا...